موسكو - (رويترز) - عندما وقع الرئيس فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي معاهدة تقضي بضم شبه جزيرة القرم وسط احتفالات صاخبة بالكرملين وغضب شديد في الغرب كان أحد أعوانه المقربين في طريقه إلى آسيا لتدعيم العلاقات مع حلفاء روسيا في الشرق. ولتوصيل الرسالة المقصودة من هذه الرحلة جمع ايجور سيشين رئيس شركة روسنفت أكبر شركات النفط الروسية وسائل الاعلام في طوكيو في اليوم التالي لتحذير الحكومات الغربية من أن فرض المزيد من العقوبات على موسكو بسبب ضم القرم وفصلها عن أوكرانيا سيؤدي إلى نتائج عكسية. وكانت الرسالة واضحة .. فإذا أقدمت الولاياتالمتحدة وأوروبا على عزل روسيا فستتطلع موسكو شرقا لابرام الصفقات التجارية واتفاقات الطاقة والعقود العسكرية والتحالفات السياسية. وأبرز ما تسعى موسكو إليه هو ابرام اتفاق لتزويد الصين بالغاز الطبيعي. وقد أصبح هذا الاتفاق فيما يبدو قريبا بعد مفاوضات استغرقت سنوات. وإذا أمكن توقيع هذا الاتفاق خلال زيارة بوتين للصين في مايو آيار فسيبرزه كدليل على أن ميزان القوى العالمية تحول شرقا وأنه ليس بحاجة للغرب. وقال فاسيلي كاشين خبير الشؤون الصينية لدى مؤسسة تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات (كاست) للأبحاث "كلما ساءت علاقات روسيا مع الغرب كلما أرادت روسيا الاقتراب من الصين. وإذا أيدتك الصين فليس بوسع أحد أن يقول أنك معزول." وبعض العلامات مشجعة لبوتين. ففي الاسبوع الماضي امتنعت الصين في مجلس الامن الدولي عن التصويت على مشروع قرار لاعلان بطلان الاستفتاء الذي وافقت فيه القرم على العودة لأحضان روسيا. ورفضت الصين توجيه انتقاد لموسكو رغم ما تشعر به من توتر إزاء الاستفتاءات في المناطق المضطربة بالدول الأخرى لما قد تمثلة من سوابق للتبت وتايوان. ويعد تأييد الصين أمرا أساسيا لبوتين. فالصين ليست عضوا دائما فحسب في مجلس الامن التابع للامم المتحدة له نفس التوجه مثل موسكو بل ثاني أكبر اقتصاد في العالم كما أنها تعارض انتشار الديمقراطية على النمط الغربي. فلا عجب إذا أن وجه بوتين الشكر للصين على تفهمها للوضع في أوكرانيا خلال خطاب ألقاه في الكرملين يوم الثلاثاء قبل توقيع معاهدة استرداد القرم بعد 60 عاما من قرار الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف بنقل تبعيتها لأوكرانيا. وأظهر الرئيس الصيني شي جين بينغ مدى تقديره للعلاقات مع موسكو وخاصة بوتين بأن اختص موسكو بأول زيارة خارجية يقوم بها كزعيم للصين في العام الماضي وحضوره افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي الشهر الماضي. فكثير من الزعماء الغربيين لم يحضروا افتتاح الدورة بعد انتقاد سجل روسيا في حقوق الانسان. بل على العكس فعندما بحث بوتين وشي المسألة الاوكرانية هاتفيا في الرابع من مارس آذار قال الكرملين إن وجهات نظرهما كانت "متقاربة". جريدة الراية القطرية