حطّ الرئيس الأميركي وفي جيبه الملف الروسي في لاهاي، محطته الأولى، في جولة تقوده إلى بلجيكا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية. وتزامنًا تتصاعد الدعوات الى واشنطن لاتخاذ خط متشدّد مع موسكو. نصر المجالي: قال مايكل ماكفول، السفير الأميركي السابق لدى روسيا، إن واشنطن، التي دخلت في مواجهة جديدة مع روسيا أخيرًا لا تستطيع التغلب على موسكو، إلا عندما تعيد إلى الولاياتالمتحدة بريقها كقدوة حسنة للآخرين، وتكون صارمة مع روسيا. وخلال المحادثات، التي يجريها أوباما يوم الاثنين في لاهاي مع زعماء مجموعة السبع للدول الصناعية الديمقراطية، يواجه الرئيس الأميركي اختبارًا لمسعاه إلى جعل الحلفاء الأوروبيين يزيدون الضغط على روسيا. خط متشدد وحسب مصادر دبلوماسية، فإن الرئيس الأميركي ينقل معه خطه المتشدد مع روسيا إلى أوروبا، ليرى مدى استعداد حلفائه الأوروبيين، للعمل على منع موسكو من التوغل في مزيد من الأراضي الأوكرانية، بعدما ضمت منطقة القرم. ودخلت الولاياتالمتحدة في المواجهة الجديدة مع روسيا، بعدما رفضت الأخيرة الإقرار بشرعية الانقلاب، الذي أجراه موالون للولايات المتحدة في العاصمة الأوكرانية، وانبرت للدفاع عن الروس والناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا. على هذا الصعيد، قال السفير السابق في موسكو ماكفول في مقال نُشر على موقع صحيفة "نيويورك تايمز" إن الولاياتالمتحدة دخلت في مواجهة جديدة مع روسيا، بعدما فقدت جاذبيتها كدولة تتمسك بالشرعية عندما أجرت العملية العسكرية في العراق، مشيرًا إلى أن "المطلوب منا حتى نكسب النزاع الجديد، أن نجعل الولاياتالمتحدة من جديد قدوة للآخرين". ويرى ماكفول أيضًا أنه من الضروري أن تعمل الولاياتالمتحدة على عزل روسيا عن باقي العالم، من خلال نشر المزيد من قوات حلف شمال الأطلسي في أراضي الدول المجاورة لروسيا. فرض عقوبات وكان الرئيس الأميركي هدد بفرض عقوبات على قطاعات رئيسة في الاقتصاد الروسي. والحلفاء الأوروبيون تربطهم علاقات اقتصادية أوثق مع روسيا مقارنة بعلاقات الولاياتالمتحدة مع موسكو، ويمكن لاقتصاداتهم، التي لم تتعاف تمامًا بعد، التأثر بشكل سلبي إذا حاولت التشدد مع موسكو. يشار إلى أن روسيا تقدم إلى الاتحاد الأوروبي نحو ثلث احتياجاته من الغاز، ويتم شحن نحو 40 في المئة من الغاز عبر أوكرانيا. وجاء قرار ضم روسيا السريع لمنطقة القرم الأوكرانية الجنوبية ليمثل تحديًا فوريًا للسياسة الخارجية للرئيس الأميركي، وهو ما يثقل بشدة على فترته الرئاسية الثانية، التي كان يفضّل أن يكرّسها للقضايا الداخلية. وبينما يرفض أوباما الإقرار بخسارة القرم، يهدف الرئيس الأميركي خلال زيارته إلى أوروبا إلى قيادة الجهود لعزل روسيا والضغط على بوتين حتى لا يتوغل في أراض أوكرانية جديدة في جنوب البلاد وشرقها. لا تصعيد وقالت سوزان رايس مستشارة البيت الأبيض للأمن القومي للصحافيين: "مصلحتنا ليست في تصاعد الموقف وتطوره إلى صراع ساخن. مصلحتنا في حل دبلوماسي ونزع فتيل (الأزمة) وبكل وضوح في دعم أوكرانيا اقتصاديًا، وجعل روسيا تدفع ثمن أفعالها إذا كانت هناك ضرورة". وخلال زيارته إلى بروكسل يوم الأربعاء، سيجري أوباما محادثات بشأن تعزيز حلف شمال الأطلسي مع أمينه العام أندريس فوغ راسموسن. وخلال الكلمة التي سيلقيها الرئيس الأميركي في بروكسل سيركز على أهمية العلاقات بين ضفتي المحيط الأطلسي. ويتعرّض أوباما لضغوط من نواب الكونغرس الجمهوريين لدعم الحلفاء الأعضاء في حلف الأطلسي القريبين من روسيا مثل دول البلطيق والتحرك سريعًا لفرض عقوبات أشد على موسكو. تشمل أجندة أوباما هذا الأسبوع قضايا أخرى إلى جانب أوكرانيا. فيوم الاثنين ينضم إلى الحلفاء في قمة للأمن النووي في لاهاي ويجري محادثات منفصلة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في أول لقاء مباشر بينهما منذ قمة مجموعة العشرين التي عقدت في روسيا. ويوم الثلاثاء يشارك في قمة ثلاثية مع رئيس وزراء اليابان شينزو أبي ورئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي، في مسعى إلى تهدئة التوترات بين البلدين قبل زيارة أوباما إلى آسيا في إبريل/ نيسان. كما يبحث أوباما مع الزعماء الأوروبيين يوم الأربعاء في بروكسل اتفاق شراكة عبر المحيط في مجالي التجارة والاستثمار والجهود المشتركة للتوصل إلى اتفاق شامل مع إيران لاحتواء برنامجها النووي. ايلاف