حذر الإسلام من الفتنة، خاصة في الدين، لأنها أشد من القتل، وليس المراد أن الفتنة بين الناس والعمل للإفساد بينهم، أشد من القتل بل القتل، هو أكبر الذنوب بعد الكفر، ولذلك قال الله تعالى: "والفتنة أشد من القتل" سورة البقرة الآية 191 وقال المفسرون: إنما سمي الكفر بالفتنة لأنه فساد في الأرض ويؤدي إلى الظلم والهرج وفيه الفتنة، وإنما جعل الكفر أعظم من القتل لأن الكفر ذنب يستحق صاحبه به العقاب الدائم والقتل، ليس كذلك والكفر يخرج صاحبه به عن الأمة والقتل ليس كذلك فكان الكفر أعظم من القتل. أحمد شعبان (القاهرة)- عن دعاء النجاة من الفتنة، يقول الدكتور حلمي عبدالرؤوف أستاذ الفقه بكلية التربية جامعة الأزهر إنه ورد هذا الدعاء، في قول الله تعالى«وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين. فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، ونجنا برحمتك من القوم الكافرين» سورة يونس الآيات 84-86، حيث يقول تعالى مخبرا عن نبي الله موسى عليه السلام إنه قال لبني إسرائيل: إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فإن الله كاف من توكل عليه ومن يتوكل على الله فهو حسبه وكثيرا ما يقرن الله بين العبادة والتوكل كما في قوله تعالى: "فاعبده وتوكل عليه" سورة هود وأمر الله تعالى المؤمنين أن يقولوا في كل صلواتهم مرات متعددة: "إياك نعبد وإياك نستعين" وقد امتثل بنو إسرائيل ذلك فقالوا: "على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين" أي: لا تظفرهم بنا وتسلطهم علينا فيظنوا إنما سلطوا لأنهم على الحق ونحن على الباطل فيفتنوا بذلك ولا تنصرهم علينا فيكون ذلك فتنة لنا عن الدين ولا تمتحنا بأن تعذبنا على أيديهم، ولا تهلكنا بأيدي أعدائنا ولا تعذبنا بعذاب من عندك فيقول أعداؤنا: لو كانوا على حق لم نسلط عليهم فيفتنوا وخلصنا برحمة منك وإحسان من القوم الكافرين الذين كفروا الحق وستروه ونحن قد آمنا بك وتوكلنا عليك. مواجهة الفتنة وأوضح الدكتور حلمي أن هناك أحاديث نبوية كثيرة تتحدث عن الفتن منها ما ورد عن سعيد بن جبير قال: خرج علينا عبدالله بن عمر فرجونا أن يحدثنا حديثا حسنا قال فبادرنا إليه رجل فقال يا أبا عبدالرحمن حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة" فقال: هل تدري ما الفتنة إنما كان محمد صلى الله عليه وسلم قاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنة وليس كقتالكم على الملك. نور العلم ... المزيد