نفذ مقاتلو المعارضة هجمات مكثفة على مناطق عدة في شمالي سوريا، سجلوا خلالها تقدماً واضحاً، وخلال الساعات الماضية سيطرت مجموعات من المعارضة المسلحة على بلدة كسب في محافظة اللاذقية، ومعبرها الحدودي مع تركيا، الواقع في شمالي غرب البلاد . وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "من الواضح أن هناك هجوماً كثيفاً بدأته الكتائب المقاتلة المعارضة بعد معركة القلمون في مناطق الشمال، لا سيما في محيط مدينة حلب، ثم في اللاذقية، وفي ريف إدلب"، وأضاف "حققت الكتائب تقدماً في كل هذه المناطق مقابل تراجع واضح لقوات النظام"، وأوضح أن النظام "لم يتمكن من استعادة بلدة مورك الواقعة على الطريق بين حماة (وسط)، ومعسكر وادي الضيف في ريف إدلب (شمال غرب)"، مشيراً إلى أن طائرات النظام تقوم بإلقاء المواد الغذائية والتموينية على المعسكر منذ أسابيع . في المقابل، فتحت طريق الإمداد لمقاتلي المعارضة في الشمال، وواصلت الكتائب المقاتلة تقدمها على هذا الخط، فسيطرت خلال الأيام الماضية على أكثر من 15 حاجزاً إلى شمال بلدة خان شيخون في ريف إدلب، وبذلك لا يبقى مع النظام في ريف إدلب، حسب عبد الرحمن، سوى معسكري وادي الضيف والحامدية المطوقين، وبضعة حواجز، وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين . في حلب، خسر النظام جبل الشويحنة غرب المدينة ومناطق في حي الليرمون وفي حلب القديمة خلال اليومين الماضيين، وجبل الشويحنة تلة استراتيجية كانت تحمي المدفعية الموجودة في حي جمعية الزهراء القريب من الليرمون، وقد تكبد النظام خسائر بشرية كبيرة في حلب بلغت خلال اليومين الماضيين فقط 42 عنصراً . وأشار عبدالرحمن إلى أن كل هذه المناطق تشكل بقعة جغرافية متصلة في شمالي البلاد . وقال إبراهيم إدلبي، المتحدث باسم "تجمع ألوية الصاعقة"، وهي وحدات مقاتلة تشارك في معارك كسب، "كل الطرق باتت مفتوحة للثوار بين أرياف اللاذقية وإدلب وشمال حماة، ما يسهل الإمدادات، هناك مثلث واسع تم تحريره"، وأشار إلى أن ما ساهم في تحقيق هذا التقدم هو "التنسيق الكامل بين الكتائب المقاتلة"، مشيراً إلى أن القادة الميدانيين الذين يقودون العمليات هم "من الأفضل، وهم يعملون معاً" . وأوضح أن "التقدم في اللاذقية وحماة وإدلب جاء بعد انسحاب "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من هذه المناطق، ما ساعد الثوار على التركيز على عدو واحد"، وقال إن هذا الأمر "ساهم في فتح الطرق وفي رفع معنويات المقاتلين" . وأكد العقيد عفيف سليمان، رئيس المجلس العسكري في إدلب التابع لهيئة الأركان في الجيش الحر أن "الوضع جيد جيداً على الجبهات الثلاث (اللاذقية وإدلب وحماة)"، مضيفاً أن "النجاح على أرض المعركة يكون من نصيب من يتحكم بطرق الإمداد"، وتابع "بعد بدء معركة الساحل، سحب الجيش عدداً كبيراً من مقاتليه من إدلب، ما فتح ثغرة استفدنا منها، وبدأنا هجومنا" . وذكر إدلبي من جهته أن من عوامل النجاح أيضاً "وصول كمية كبيرة من الذخيرة والسلاح من تركيا تتضمن قذائف صاروخية ومضادات للطائرات" . ميدانياً، أفاد الناشط عمر الجبلاوي من منطقة اللاذقية أن "معبر كسب الحدودي ونحو 90 في المئة من البلدة" تحت سيطرة المعارضة، وأشار المرصد إلى استمرار المعارك العنيفة على أطراف كسب، وتسببت المعركة بمقتل نحو 130 عنصراً في الجانبين يومي السبت والأحد . ونفى مصدر أمني في دمشق سقوط كسب، وقال "المعارك مستمرة، والموقف غير واضح"، وقصف الطيران المعبر، ونفذ غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان . وانفجرت عبوة ناسفة في سيارة بحي "المزة" بالعاصمة دمشق، فيما أعدمت القوات السورية عدداً من الأشخاص ميدانياً في بلدة بريف حماة، وأفاد بعض الأهالي أن انفجاراً دوى في حي "المزة"، تلا ذلك اندلاع نيران بعدد من السيارات وتصاعد دخان منها، وأعقب ذلك دوي صفارات إنذار وسيارات إطفاء وإسعاف مع ورود أنباء عن وقوع إصابات . وفي حين قالت مصادر موالية للنظام إن الانفجار نتج عن عبوة ناسفة، أشارت مصادر معارضة إلى أنه ناتج عن سقوط قذائف على حي المزة ما أدى إلى وقوع جرحى . وقالت مصادر معارضة إن اشتباكات دارت في حي جوبر أدت إلى مقتل 3 من القوات النظامية، كما طال قصف من النظام مدينتي الرحيبة وداريا في الريف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى . وقالت المصادر إن القوات النظامية أعدمت 5 أشخاص من عائلة واحدة ميدانياً في قرية تل الزيتون قرب بلدة الشموطة بريف حماة (وسط)، في حين أدى قصف جوي على الحيدرية بحلب وبلدة كفر حمرة وحريتان بريفها إلى سقوط قتلى وجرحى . وأعلن تنظيم "جبهة النصرة لأهل الشام"، عن مقتل أحد عناصره وهو لبناني في مدينة حلب، وأشار في بيان على صفحته في "تويتر" إلى مقتل نور الدين زكريا المكنى ب"أبي بكر اللبناني" وهو "من فنيدق عكار شمالي لبنان"، غير أن البيان لم يذكر متى قتل وعلى يد من . واستجوب قاضي التحقيق العسكري في لبنان عماد الزين عنصرين في الجيش السوري الحرّ أحدهما ملازم أول م . ب، انشق عن الجيش النظامي، والثاني أ .ص . في جرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلّح بهدف القيام بأعمال إرهابية وإدخال أسلحة إلى عرسال في البقاع الشمالي، وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيف كل منهما سنداً إلى مواد تنص عقوبتها القصوى على الإعدام . (وكالات) الخليج الامارتية