ألقى أمير قطر كلمة افتتاحية في القمة العربية التي ختمت أعمالها في الكويت، الثلاثاء، سلم خلالها الرئاسة للكويت، أكد رفض بلاده استخدام ما سماه "دمغة" الإرهاب ضد طوائف أو جهات معارضة. واعتبر دبلوماسيون عرب ومحللون سياسيون أن في كلام أمير قطر استمرار لسياسة بلاده في احتواء ودعم جماعة المسلمين، الأمر الذي لا يشير إلى أي تراجع في سياسات الدوحة التي أغضب جاراتها الخليجيات ومصر من دعمها المستمر للجماعة. وجاءت كلمة الشيخ تميم والأزمة مع كل من المملكة العربية والبحرين والإمارات، لا زالت قائمة بعد سحب سفراء الدول الثلاث من الدوحة. وقال امير قطر إن بلاده تسلمت القمة السابقة في "ظروف دقيقة وبالغة الحساسية" ما دفعها إلى "تطبيق قرارات قمة الدوحة بحذر شديد" مضيفا أن القمة الحالية "تنعقد في ظل ظروف مماثلة". اخوة مع مصر لكن وفي بادرة لافتة، تأتي وسط الحملات التي تتهم قطر بإيواء قادة جماعة الإخوان المسلمين، توجه أمير قطر إلى الحضور بالتأكيد على "علاقات الأخوة" التي قال إنها تربط قطر ب"الشقيقة الكبرى مصر" التي تمنى لها "الأمن والاستقرار السياسي" ودعم تطلعات شعبها، متمنيا تحقق ذلك عن طريق الحوار. ولاحظ المراقبون انه رغم المصافحة "البروتوكولية" التي تمت بين الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولس العهد السعودي ورئيس الوفد للقمة وأمير قطر، فإنه يبدو أن الأزمة لا تزال تراوح مكانها "إن لم تكن مرشحة للتصاعد أكثر" مع احتمال لإقدام السعودية على إجراءات عقابية أكثر قسوة ضد الدوحة. وجاء مؤتمر القمة في الكويت عقب خلاف غير مسبوق بين أعضاء في مجلس التعاون الخليجي حول الدعم القطري للإخوان المسلمين في مصر أدى إلى استدعاء السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفراءها من قطر في الخامس من آذار (مارس) متهمة الدوحة بعدم الالتزام باتفاق ينص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وخلاف بين العراق والسعودية حول العنف في محافظة الأنبار العراقية. وساطة كويتية وقد عرضت الكويت، التي لم تسحب سفيرها من الدوحة، التوسط لإنهاء الخلاف، وتأمل أن يتم ذلك في إطار مؤتمر القمة، على الرغم من إدراك المسؤولين الكويتيين أن الخلاف حاد بين قطر وجيرانها. وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هذه القضية ستطرح في المؤتمر قال خالد الجارالله نائب وزير الخارجية الكويتي "إن المصالحة الخليجية والقضايا الخليجية يجب أن تبقى داخل جدران البيت الخليجي". ويشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت أدرجت جماعة "الإخوان المسلمين" ضمن الجماعات والتنظيمات الإرهابية المحظورة، وتشمل القائمة التي أصدرتها وزارة الداخلية السعودية تنظيم "القاعدة" وفروعه في اليمنوالعراق وسورية، اضافة الى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، و"جبهة النصرة"، و"حزب الله داخل السعودية" وجماعة الحوثيين في اليمن والجماعات والتيارات الواردة في قوائم مجلس الأمن والهيئات الدولية التي عُرفت بالإرهاب وممارسة العنف. وكان قرار المملكة جاء ضمن عدد من التنظيمات والتشريعات التي أصدرتها وزارة الداخلية أمس بعد اجتماع عقدته اللجنة التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتشكيلها في شباط (فبراير) الماضي، بهدف إعداد قائمة، ستحدّث دورياً، بالتيارات والجماعات التي يُحظر التعامل معها، وتكونت اللجنة من وزارات الداخلية والخارجية والشؤون الإسلامية والعدل، إضافة إلى ديوان المظالم وهيئة التحقيق والادعاء العام. براقش نت