على الرغم من أنها ليست المرة الأولى، التي يتم فيها إفراد برنامج خاص بالشعر النبطي على قناة «سما دبي» الفضائية، إلا أن الكثير من المعطيات جعلت برنامج «البيت»، الذي ينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ويشهد رعاية ودعماً مباشرين من سمو الشيخ حمدان بن محمد، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، بمثابة تجربة شديدة التميز، سواء على صعيد البرامج التلفزيونية، أو المبادرات التي تعنى بالشعر النبطي. ومساء كل إثنين، يبقى متذوقو «النبطي» على موعد مع برنامج مسابقات لا تكون فيه حسن الطلة، أو قوة الحضور أو غير ذلك من المعطيات الظاهرية هي جوهر المنافسة، حيث تغيب كل تلك العوامل، لمصلحة المحتوى الشعري، الذي يختزل في شطر بيت فقط يرشحه المتسابق ليكون بمثابة استكمال لشطر أو «صدر» تكشف عنه اللجنة المنظمة، لتختزل مهمة المتسابق في إبداع الشطر الثاني من البيت، المصطلح عليه في أدبيات النقد الشعري ب«العجز». «مدينة دبي للاستوديوهات» هي موقع تصوير البرنامج، الذي وصل مساء أول من أمس، إلى جولته الرابعة، محققاً رقماً هو الأكبر من حيث عدد المشاركين في المسابقة وهو 13 ألف مشارك، قدم كل منهم شطراً رآه الأنسب لاستكمال «البيت»، حيث تنوعت المشاركات حسب بيانات المتقدمين لتتجاوز دول الخليج العربي الأكثر شهرة بإبداع النبطي، وصولاً ليس فقط لدول المشرق التي تعرف هذا النوع من الإبداع، بل أيضاً إلى مصر، ودول المغرب العربي، فضلاً عن مشاركات لعرب مقيمين في عدد من دول أوروبا وأميركا اللاتينية. وانحازت اللجنة في اختيارها لصدر البيت محور المنافسة إلى الاحتفاء العالمي بيوم الأم، حيث جاء الشطر الأول: «صدر هالدنيا يضيق بضيقة امّك»، ليطلق العنان لمخيلة هواة ومحترفي النبطي، الذين تواصلوا مع البرنامج عبر «تويتر». وقال مقدم البرنامج، بركات الوقيان، ل«الإمارت اليوم»، إن «البرنامج تمكن خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة منذ انطلاقته، من جذب العديد من شرائح الجمهور إلى فضاءات النبطي، سواء من خلال محاولة الإبداع، أو عبر التذوق». وأضاف: «مع التحول الكبير والثورة العارمة في وسائل التواصل الاجتماعي، كان ضرورياً أن يستثمر الشعر النبطي هذه المعطيات، فضلاً عن جاذبية ما اصطلح على نعته ب(برامج التوك شو)، وقدرتها على اجتذاب المزيد من المشاهدين، وما يهيمن هنا هو حالة الالتفاف حول الإبداع الشعري النبطي، وتحفيز الفعل الإبداعي نفسه من خلاله». وأشاد الوقيان بمحتوى الشطر محور مسابقة الحلقة، وأهمية تكريم وتعظيم الأم ودورها الجليل في تنشئة وتربية الأجيال وكذلك المكانة السامية التي تتبوأها لدى المجتمع، منوهاً بأهمية مبادرة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في هذا الجانب، والمتمثلة بإهداء كتاب «شمس دبي»، إلى سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وقال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك: «كنا واثقين تماماً من أن البرنامج سيحدث صدى هو الأكبر والأوسع على صعيد البرامج الثقافية والشعرية، ويسهم في تحفيز الإبداع وإطلاق العنان للذائقة الشعرية الراقية، وذلك إيماناً منا بأن مثل هذا النجاح المنقطع النظير يأتي من خلال عاملين، أولهما إيجاد الأرضية الخصبة لاحتضان الكنوز الشعرية، والمتمثلة ببرنامج (البيت)، وآلياته الفريدة التي وضعها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والتي أكدت التفاعل والتواصل مع الجمهور، أما العامل الثاني فأتى من خلال تحفيز وتشجيع سموه للمشاركين لإطلاق العنان لمساهماتهم الإبداعية وقرائحهم الشعرية الرائعة، من خلال الجوائز العديدة التي رصدها سموه، وخصصها بطريقة متنوعة وذلك بفئات عدة، كالصورة وترشيح الجمهور والفائزين بالمراكز الاخرى». وأضاف أنه «مع تعاظم حجم المشاركة في البرنامج، وارتفاع وتيرة المنافسة كمّاً ونوعاً، فإن البرنامج ماضٍ قدماً في تحقيق رؤية وفكرة سمو الشيخ حمدان بن محمد في مجال الشعر النبطي، كما أنه يسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المرجوة للحفاظ على التراث والتعريف به ونقله بين الأجيال، ويبقى الفضل لسموه في نجاح هذا البرنامج، والوصول به إلى هذه المكانة التي استحقها عن جدارة، متفوقا على جميع البرامج الاخرى بأسلوب راقٍ وتفاعلي، تم وضع فقراته بعد دراسة دقيقة للذائقة الشعرية لدى المشاركين». ورغم أن البرنامج يتم تصويره عند التاسعة مساء، إلا أن المنافسات الفعلية تبداً منذ الخامسة عصرا، وهو موعد الكشف عن «صدر» البيت محور المنافسة، لتنهال التغريدات الشعرية على الموقع المخصص لاستقبال مشاركات الجمهور عبر صفحة البرنامج في موقع «تويتر»، التي أصبحت تحوي 40 ألف متابع من مختلف أنحاء العالم. وحصل مسلط ناصر مسلط بن سعيدان على جائزة لجنة التحكيم بمبلغ 100 ألف درهم، عن شطره «اهدها دنياك تهديك آخرتها» ليصبح راعي البيت في الحلقة الرابعة، فيما حصل شطر «ياخي أمّك ثم أمّك ثم أمّك» للمشارك أشرف على العوفي على جائزة تصويت الجمهور والتي بلغت 100 ألف درهم. كما اختار الحاسوب خمس مشاركات من الجمهور، لتفوز كل منها بمبلغ 20 ألف درهم. «نبض الصورة» في مسابقة «نبض الصورة» لاختيار أفضل بيت شعري يجسد صورة فوتوغرافية ملتقطة بكاميرا سموّ الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ذهبت الجائزة لصاحب البيت الشعري «بتصور الراحلين وصورتك السما شف كنها كاميرا والشمس نور الفلاش» للمتسابق حمد محمد الحربي، ليحصد قيمة الجائزة وقدرها 100 ألف درهم. وفاز كل من منصور ناصرالنفيعي، والمتسابق متعب دهام النصار الشراراي، وحصل كل واحد منهما على جائزة بقيمة 50 ألف درهم. «اعطها دنياك» استقبلت لجنة التحكيم والجمهور، بارتياح فوز العماني ناصر مسلط بن سعيدان، بعد أن أكمل البيت ليصبح: صدر هالدنيا يضيق بضيقة امّك.. اعطها دنياك تعطيك آخرتك، فيما تمكن بيت حمد الحربي من عكس جماليات إحدى الصورالملتقطة بعدسة سمو الشيخ حمدان بن محمد. ويعتبر معيار سرعة الإبداع يظل مهماً في تحديد هوية الفائز و تلجأ اللجنة إلى الأسرع تسجيلا للشطر المشارك في حال تساوي الترشيحات، إلا أن هذا المعيار لم يطبق عمليا منذ انطلاقة المسابقة. أبعد مدى توقع مذيع برنامج البيت، بركات الوقيان، أن يحقق البرنامج جماهيرية أكبر مع توالي الحلقات، مضيفاً: «جميع المعطيات المؤهلة لنجاح البيت متوافرة، وحظينا بدعم مباشر من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، حتى قبل انطلاقة البرنامج، فيما شكلت زيارة سموه إلى استوديو تصوير (البيت) دفعة معنوية هائلة لأسرة البرنامج، الذي سيصل إلى ابعد مدى مع ختام دورته الأولى». وأضاف: «الإطلالة الإعلامية، من خلال قناة سما دبي، تبقى الأكثر مثالية بالنسبة ل(البيت)، فمع الاهتمام الهائل للقناة بالتراث، وخبرتها في كل الفعاليات التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، تبقى هي الشاشة الأكثر مناسبة لاستيعاب برنامج يسعى إلى تقديم الشعر النبطي بعيدأً عن إطار النمطية، مع الاحتفاظ بالعلاقة القوية التي تربطه بالموروث الشعبي في الوقت ذاته». 13 ألف مشارك «مدينة دبي للاستوديوهات» هي موقع تصوير البرنامج، الذي وصل مساء أول من أمس، إلى جولته الرابعة، محققاً رقماً هو الأكبر من حيث عدد المشاركين في المسابقة وهو 13 ألف مشارك، قدم كل منهم شطراً رآه الأنسب لاستكمال «البيت» ويحقق البرنامج نجاحا ملموسا من حيث نسب المشاهدة والمشاركة. تغريدات رغم أن البرنامج يتم تصويره عند التاسعة مساء، إلا أن المنافسات الفعلية تبداً منذ الخامسة عصرا، وهو موعد الكشف عن «صدر» البيت محور المنافسة، لتنهال التغريدات الشعرية على الموقع المخصص لاستقبال مشاركات الجمهور عبر صفحة البرنامج في موقع «تويتر»، التي أصبحت تحوي 40 ألف متابع من مختلف أنحاء العالم. الامارات اليوم