قبل ساعات قليلة من بدء عملية التصويت على الاستفتاء من أجل الدستور، استعدت القوى الإسلامية لهذا الاستفتاء مثل استعدادها لأي انتخابات تسعى للفوز بأكبر نقاط منها، لكن الأمر الملفت هذه المرة هو اعتماد التيارات الإسلامية على "المرأة" ككتلة تصويتية ليست بالهينة. ظهور "الأخوات" في عدة فعاليات سياسية مؤخرًا، جعل البعض يتحدث عن تطور نظرة التيار الإسلامي للمرأة داخل تلك الكيانات، ولكن الحقيقة هي أن المرأة بالجماعات الإسلامية ينظر لها من منظور انتخابي بحت، حيث يعتمد كل كيان سياسي إسلامي على الكتلة التصويتية للمرأة في الاستفتاءات والانتخابات فضلاً عن المشاركة الفعلية ضمن التظاهرات والمليونيات الحاشد. يقول د. ثروت الخرباوي القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين: إن الجماعة تفضل دائما تأمين الأخوات والأشبال على وجه الخصوص في مظاهراتها، ولذلك هي لا تخرجهن إلا حين تكون المظاهرة مؤمنة بشكل كامل بحيث لا يحدث اشتباكات وتصاب نساء، مشيرًا إلى أن المرأة داخل جماعة الإخوان المسلمين ليس لها أي حق فى الترشح أو التصويت داخل مؤسسات الجماعة. وأضاف الخرباوي لل"البديل" أن أول مشهد خرجت فيه أخوات الجماعة خلال العشر سنوات الأخيرة بشكل صريح كان في الانتخابات البرلمانية عام 2005، حيث استغلتهم الجماعة في تنظيم مسيرات تأييدية لمرشحيها وكان خروجهم بهذا الشكل ينم على اتفاقهم مع نظام مبارك وقت ذلك وهو ما كشف عنه المرشد السابق مهدي عاكف فيما بعد. وأكد القيادي السابق بالجماعة أن المرأة تعني للجماعة "آلة دعائية" متحركة من خلال قيامها بحث الجيران على انتخاب مرشحي الإخوان والوقوف على أبواب اللجان الانتخابية لاستقطاب الناخبين وتشجيعهم على انتخاب مرشحي الإخوان. وأوضح أن قسم الأخوات داخل الجماعة على الصعيد الداخلي لا يمارس أي نشاط سوي النشاط الديني الإجتماعي فقط ، مشدداً على أن الإخوان لا يؤمنون بعمل المرأة السياسي، ولكنهم يعتقدون أن خروجها فى الانتخابات والاستفتاءات هو ضرورة لتصدير فكرة معينة فى المجتمع. وحول وجود برلمانيات إخوانيات فى البرلمان المنحل قال "الخرباوي": عزة الجرف أو أميمة كامل وغيرهن يتمثل دورهن كأداة توجهها الجماعة ولا يتحركن من أنفسهن على الإطلاق. الدكتورة جيهان الحلفاوي أول سيدة تدفع بها جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية عام 2000 فقد قالت لل"البديل" إنها اعترضت داخل الجماعة على عدم تمكين المرأة من دورها الذي تستحقه داخل كيان جماعة الإخوان المسلمين سواء في التصويت على انتخابات مكتب الإرشاد أو مجلس الشوري . وترى الحلفاوي أن دور المرأة على صعيد المستوي الداخلي يتمثل فى التربية ، قائلةً إن التربية هي القوام الأساسي للجماعة من حيث تعليم النشئ أو الأشبال أو الزهرات – البنات الصغيرات - أو الطالبات بالمدارس . وروت أن برامج التربية داخل جماعة الإخوان المسلمين تتضمن برامج القدرة على التواصل مع المواطنين من خارج الجماعة، وهو ما يبسط للأخوات التواصل مع الجيران والأصدقاء فى إقناعهم بمرشحي الجماعة. وأنهت د. جيهان الحلفاوي حديثها ل"البديل" بأنها تتوقع أن تعيد الجماعة النظر في كيان المرأة بداخلها باعتبار أن الأحداث الأخيرة تفرض على الجماعة ذلك. بينما يقول الدكتور ناجح إبراهيم المنظّر السابق للجماعة الإسلامية والخبير الجهادي: إن المرأة داخل الكيانات الإسلامية السلفية مثل الجماعة الإسلامية والتيار السلفي دورها الأهم يتمركز فى البيت والتربية، وأن دورها التربوي كأم وزوجة يغلب على دورها السياسي وهى فى الوقت ذاته لا تستطيع أن تجمع بين كل الأدوار. أضاف إبراهيم أنه لا يمكن ترشح المرأة فى مجلس شوري الجماعة الإسلامية، لأننا نؤمن بأن دورها الأساسي هو البيت، خشية تعرضها لمضايقات فى العمل السياسي، مشيرًا فى الوقت ذاته أن التيار الإسلامي لا يرفض عمل المرأة ولكن نرشح المرأة المؤهلة للعمل فقط التى تكون انتهت من دورها الأساسي فى البيت. وحول استغلال المرأة فى الأعمال الدعائية الانتخابية قال: "نرفض إمتهان كرامة المرأة فى الدعاية الانتخابية ومضايقة المنافسين لها، وبالتالي لا نشجع خروجها للدعاية فى الانتخابات أو الاستفتاءات". وعلى عكس ما سبق يؤكد علاء أبو النصر القيادي بحزب البناء والتنمية أنه حينما ترأس لجنة الانتخابات بحزبه وجه دعوة للسيدات كافة بالخروج فى الانتخابات سواء بالتصويت أو الحشد، قائلا: "النساء كتلة تصويتية هائلة يخسر من يتركها سواء فى الحشد أو التصويت". وحول أنشطة أمانة المرأة فى حزبه أوضح "أبو النصر" أنه لم يتم هيكلة أمانة المرأة العامة على مستوي الحزب بشكل عام، غير أن بعض المحافظات تعمل بها أمانات المرأة وتمارس أنشطتها، مشيرًا إلى أن حزبه يقوم بعمل الدورات التدريبية التثقيفية اللازمة للنساء لممارسة العمل. البديل أخبار/ تحقيقات