يرى محلّلون أن الرئيس الأميركي يعوّل كثيرا على الطفرة التي حققتها بلاده في السنوات الخمس الأخيرة في مجال انتاج الغاز الصخري وبالتالي إمكانية تصدير هذا المنتج إلى أوروبا، وهو ما يستبعده الروس. واشنطن: أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما استعداد بلاده لتزويد دول الاتحاد الأوروبي بالغاز لتقليص تبعيتها لروسيا في هذا القطاع. وقال أوباما في مؤتمر صحافي في بروكسل الأربعاء:" نحن مستعدون لتصدير الغاز إلى أوروبا بالقدر الذي يؤمن احتياجاتها السنوية"، موضحًا أن الغاز الأميركي سيطرح في سوق مفتوحة. وأكد أوباما أن قطاع الطاقة الروسية سيظل "مركز الاهتمام" في أي عقوبات أميركية قادمة على روسيا. ونصح أوباما دول الاتحاد الأوروبي بتنويع مصادر استيراد الطاقة، مشيراً إلى أن العقوبات اللاحقة (التي يمكن أن تفرضها واشنطن على روسيا) قد تلحق الضرر بعدد من الدول الأوروبية. وأضاف إن بلاده عازمة على إيجاد طرق لتعزيز تنويع مصادر الطاقة في أوروبا. ويرى محللون أن الرئيس الأميركي يعول كثيرا على الطفرة التي حققتها بلاده في السنوات الخمس الأخيرة في مجال انتاج الغاز الصخري وبالتالي إمكانية تصدير هذا المنتج إلى أوروبا، وهو ما يستبعده وزير الطاقة الروسي السابق إيغور يوسوفوف. ويعتبر يوسوفوف أن ما يقال عن إمكانية أن تصبح الولاياتالمتحدة الأميركية مصدرة للغاز الصخري هو مجرد "خرافة" ويضيف: بإمكان الولاياتالمتحدة تصدير الغاز الطبيعي في حال قل الطلب المحلي عليه، أما الغاز الصخري فتكاليف إنتاجه عالية ولا جدوى اقتصادية من تصديره". ويوضح يوسوفوف أن " الولاياتالمتحدة الأميركية ضخت العام الماضي 42 مليار دولار على حفر 7 آلاف بئر لاستخراج الغاز الصخري، أما عائدات الشركات المتعهدة فلم تتجاوز 32.5 مليار دولار ما يعني أن الاقتصاد الأميركي خسر 9.5 مليارات دولار، لذا لا يمكن الحديث أبدا عن إمكانية أن تقوم الولاياتالمتحدة الأميركية بتصدير الغاز الصخري". ويرى يوسوفوف أن للغاز الصخري خصائص معينة من حيث عمره في الحقول المكتشفة والذي لا يتجاوز العشر السنوات في حين يبلغ عمر حقول الغاز الطبيعي ما بين 40 إلى 50 عاما. ويؤكد يوسوفوف أن روسيا ليست مضطرة الآن لتطوير انتاج الغاز الصخري نظر للاحتياطات الكبيرة التي تمتلكها من الغاز الطبيعي. إلى ذلك، أوضح مسؤولون اوروبيون لوكالة فرانس برس الخميس ان الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة سيجريان في الثاني من نيسان/ابريل مشاورات في بروكسل حول وسائل مساعدة اوكرانيا لتسديد ديونها الناجمة عن شراء الغاز وضمان الامدادات لهذا البلد. وستجرى هذه المحادثات في اطار مجلس الطاقة للاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة الذي انشئ في 2009. ويتوقع عقد جلسة لهذا المجلس في الثاني من نيسان/ابريل في بروكسل وستضم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الموجود في بروكسل لحضور اجتماع للحلف الاطلسي، وممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون والمفوض الاوروبي للطاقة غانتر اويتينغر ونائب وزير الطاقة الاميركي دانيال بونمان، كما اوضح المصدر نفسه. وعلق مصدر مقرب من المفاوضات بالقول ان اوكرانيا تمثل "شوكة" كبيرة في جسم الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة. وتستهلك كييف 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، تنتج منها 20 مليار متر مكعب وتشتري 30 مليار متر مكعب من روسيا. لكن شبكة انابيبها تؤمن نقل 65 من اصل 133 مليار متر مكعب من الغاز الذي تشتريه دول الاتحاد الاوروبي، بحسب معطيات المفوضية الاوروبية للعام 2013. واعرب الاوروبيون عن قلقهم وقالوا ان "المشكلة هي ان الاوكرانيين يغرفون من مخزوناتهم". وتتراجع بسرعة الاحتياطات الاوكرانية التي قدرت بحوالى 11,5 مليار متر مكعب في بداية اذار/مارس. وقد حددها وزير الطاقة الاوكراني الجديد يوري برودان ب8,5 مليارات متر مكعب اثناء لقائه مع غانتر اويتينغر في 19 اذار/مارس. من جهة اخرى، هددت مجموعة غازبروم بوقف مبيعاتها لاوكرانيا بسبب دين يبلغ 1,89 مليار دولار. واعلنت المجموعة الروسية من جانب آخر انها ستوقف نظام الاسعار التفضيلية الممنوحة لكييف اعتبارا من الاول من نيسان/ابريل. وسينتقل السعر من 270 الى 480 دولارا لكل الف متر مكعب من الغاز، وهو ما ترفضه السلطات الاوكرانية. وقال يوري برودان "سندفع على اساس سعر 387 دولارا لكل الف متر مكعب. اذا حددوا سعرا آخر، فسندفع على اي حال 387 دولارا". وسيتعين على الاوروبيين والاميركيين ان يتحركوا على ثلاثة مستويات: المساعدة في تسديد الدين المتوجب لغازبروم، ومساعدة اوكرانيا على شراء اكبر قدر من الغاز الروسي قبل زيادة التعرفات، وتوفير الامدادات في حال توقفت المجموعة الروسية عن تزويد اوكرانيا كما حصل في 2009، كما اوضح مصدر مقرب من المفاوضات. وتعهّد الاتحاد الاوروبي بدفع 1,6 مليار يورو من التمويلات. ووعدت الولاياتالمتحدة بمليار دولار واليابان بمليار دولار. وتعهد الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى ضمان تزويد الغاز عبر تغيير التدفق في بعض انابيب الغاز. ويمكن نقل ملياري متر مكعب الى اوكرانيا عبر انابيب غاز بولندا والمجر، كما يمكن نقل ما بين 3 الى 8 مليارات متر مكعب اضافية عبر انبوب غاز سلوفاكيا اعتبارا من نهاية العام، كما قال اويتينغر. ايلاف