استقبل الشارع المصري والأغلبية الساحقة لأحزابه نبأ ترشح عبد الفتاح السيسي إلى منصب الرئاسة بترحيبٍ واسع واحتفالات ومسيرات مؤيدة، فيما أدى الفريق أول صدقي صبحي سيد اليمين الدستورية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور، قائداً عاماً للقوات المسلحة وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي، في حين أصدر منصور قراراً جمهورياً آخر بترقية رئيس الاستخبارات الحربية اللواء، محمود حجازي إلى رتبة فريق، وتعيينه رئيساً للأركان. ورصدت كاميرا «البيان» في القاهرة أمس، مجموعة من اللقطات المنوعة لاحتفالات المصريين بترشح السيسي إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، عقب خطاب ألقاه، وأعلن فيه استقالته من منصبه، وشارك بعده مباشرة عددٌ من المصريين في احتفالات متفرقة. ورفع المحتفلون لافتات بصورة السيسي، وبجواره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسط هتافات تُشبه السيسي بناصر، خاصة أن كليهما اتخذا مواقف قوية، ضد جماعة الإخوان الإرهابية، وكليهما من الجيش، ويحظيان بالتفاف شعبي حولهما. كما رصدت كاميرا «البيان» صوراً لمتابعة المصريين خطاب السيسي، وهو الخطاب الذي حرص المصريون على متابعته كونه يشكل خطوة فارقة في تاريخ مصر. ترحيب سياسي سياسياً، رحَّب مؤسس التيار الشعبي المصري حمدين صباحي، بإعلان وزير الدفاع والإنتاج الحربي المستقيل، اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال صباحي في حسابه على «تويتر»: «أرحّب بترشيح السيد عبد الفتاح السيسي، ونسعى لانتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة، تضمن حياد الدولة، وحق الشعب في اختيار رئيسه بإرادته الحرة»، كما رحب وأيد حزب النور السلفي ترشح السيسي، إلى جانب موقف مماثل من حركة تمرد الشبابية. تعيينات رئاسية في سياق آخر، قدم السيسي استقالته رسمياً وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي لرئيس الوزراء إبراهيم محلب في اجتماع مجلس الوزراء، وغادر مقر المجلس فور تقديمها. وإثر الاستقالة أصدر الرئيس المستشار عدلي منصور قراراً جمهورياً بتعيين الفريق أول صدقي صبحي سيد قائداً عاماً للقوات المسلحة وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي. وأدى الفريق أول صدقي صبحي اليمين القانونية وزيراً للدفاع في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. والفريق أول صدقي صبحي من مواليد 1955، وتخرج في الكلية الحربية العام 1976 ضمن الدفعة 68 حربية، وتدرج في الوظائف القيادية في سلاح المشاة، من قائد فصيلة وحتى قائد فرقة مشاة، ثم عين رئيساً لأركان الجيش الثالث الميداني فقائداً له، ليتولى بعد ذلك رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في 12 أغسطس 2012. كما أصدر الرئيس المصري قراراً بترقية رئيس الاستخبارات الحربية، اللواء محمود حجازي إلى رتبة فريق، وتعيينه رئيساً للأركان خلفاً للفريق صبحي. وكان حجازي رئيساً للاستخبارات الحربية منذ 2012 خلفاً للمشير السيسي، كما كان يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الغربية. رفض التدخّلات إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة «ليس لديها أي مشكلة في أن يهتم العالم الخارجي، بما يحدث على أرضها، فمصر هي أكبر دولة عربية، وفى المنطقة». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي، إن «هناك فرقاً بين المتابعة والتدخل في الشأن الداخلي للبلاد، وإنه من حق أي مصري طبقاً للدستور الجديد أن يترشح للانتخابات الرئاسية، وما يهم الخارجية والحكومة المصرية بالكامل، هو أن تتم إدارة عملية انتخابات حرة ونزيهة، وهذا هو التزام الحكومة المصرية أمام الشعب المصري، والعالم الخارجي». وأوضح أن «مسألة أن يترشح أي شخص، يعني الشعب المصري فقط من دون غيره، وما يعني العالم الخارجي هو إدارة عملية انتخابات حرة ونزيهة». وأشار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات «ستتلقى طلبات متابعة الانتخابات الرئاسية من الدول الأجنبية، والمنظمات الدولية، ووسائل الإعلام الأجنبية، والعربية، وممثلي السفارات المعتمدين في القاهرة، حتى يعلم الجميع في الداخل والخارج أنه لا يوجد شيء نخفيه». قطر قال بدر عبد العاطي، إن وزير الخارجية نبيل فهمي «سبق أن أشار إلى أن هناك جرحاً عميقاً مع قطر، التي تعاني مشكلات مع أغلبية الدول العربية»، مضيفاً أن «المصالحة الحقيقية تقتضي التعامل مع المشكلة من جذورها، والتعامل بإيجابية مع كل الشواغل». جماعة الإخوان تصعّد إرهابها صعدت جماعة الإخوان الإرهابية من عنفها في الشوارع المصرية عقب إعلان المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه للرئاسة، فيما رفضت الجماعة الإعلان وتوعدت بأنه لن يكون هناك استقرار أو أمن في ظل رئاسته، يأتي ذلك في وقت أجلت محكمة مصرية محاكمة 48 متهماً، بينهم 12 من قيادات «الإخوان»، وذلك في قضية التحريض على العنف وقطع طريق قليوب، إلى جلسة الثاني من إبريل المقبل. واندلعت اشتباكات عنيفة، أمس، بين قوات الأمن المركزي وبين مئات من طلاب جامعة عين شمس، يحتجون على إعلان السيسي، اعتزامه الترشّح للانتخابات الرئاسية. ودارت اشتباكات في محيط الجامعة بشمال القاهرة حيث رشق الطلاب بالحجارة والألعاب النارية قوات الأمن التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة عدد غير محدّد باختناقات وجروح. وإثر التصعيد، قامت قوات الأمن بإغلاق الطرق المؤدية إلى شارع الخليفة المأمون المؤدي إلى مبنى وزارة الدفاع حيث انطلقت مسيرات عدة من طلاب وطالبات جامعتي الأزهر وعين شمس باتجاه الوزارة. إرجاء محاكمة في هذه الأثناء، أرجأت محكمة جنايات شبرا الخيمة، محاكمة المتهمين في قطع طريق قليوب، والمتهم فيها المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، و47 من قيادات الجماعة من بينهم محمد البلتاجي، ووزير التموين السابق باسم عودة، والداعية صفوت حجازي، وذلك لجلسة 2 إبريل، لطلب الدفاع. وطلبت المحكمة من النيابة إحضار باقي شهود الإثبات، وصرحت للدفاع بالاطلاع على تقرير اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتقرير جهاز المخابرات، مع استمرار حبس المتهمين. كما قررت محكمة جنايات القاهرة، تأجيل محاكمة حجازي والبلتاجي لاتهامهم بتعذيب ضابط ومندوب شرطة برابعة، وذلك لجلسة 30 مارس لسماع أقوال شهود الإثبات ومناقشة لجنة الإذاعة والتلفزيون، كما أمرت بتغريم محامٍ من دفاع المتهمين لتغيبه عن حضور الجلسة السابقة ما عطل الفصل في الدعوى. وفي السياق ذاته، قضت محكمة جنح مستأنف الجمالية، ببراءة 10 من طلاب جامعة الأزهر، المنتمين للإخوان بعد قبول استئنافهم على حكم حبسهم عامين، على خلفية أحداث شغب جامعة الأزهر. البيان الاماراتية