ناقش الرئيس باراك أوباما والعاهل السعودي الملك عبد الله بعض "الاختلافات التكتيكية" في رؤيتيهما لبعض القضايا الإقليمية والدولية، لكنهما اتفقا على أن "التحالف الاستراتيجي بين الجانبين لايزال قائما". الرياض: أبلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء الجمعة بان المصالح الاستراتيجية للبلدين ستبقى "متوافقة"، بحسب ما نقل مسؤول اميركي بعد لقاء بين الرجلين. واضاف المصدر رافضا ذكر اسمه ان اوباما اكد للملك خلال لقاء في روضة خريم استمر ساعتين انه "لن يقبل اتفاقًا سيئًا" مع ايران حول برنامجها النووي الذي يثير قلق الرياض. وتابع ان الملك واوباما بحثا الملفين السوري والايراني اكثر من اي موضوعات اخرى خلال اللقاء. وقد اعلن مسؤول في الامن القومي الاميركي قبل اللقاء ان الرئيس سيبحث مع الملك كيفية "تعزيز وضع المعارضة السورية المعتدلة سياسيا وعسكريا". لكن مسؤولا اخر رفض الكشف عن اسمه اكد للصحافيين ان بلاده لا توافق على تسليم السعودية صواريخ ارض جو من طراز مانباد المحمولة على الكتف الى المعارضة. وقال في هذا الصدد "لم نغير موقفنا حول تسليم مانباد للمعارضة"، مشيرا الى ان امرا كهذا من شانه ان ينطوي على "مخاطر انتشار" هذا السلاح. واكد ان هذا الامر "لم يشكل نقطة محورية في الحوار" بين الزعيمين. واوضح المسؤول "ان الهدف من اللقاء ليس تنسيق المسائل بالتفصيل او بحث انواع المساعدة للسورين". واكد ان اوباما "لم يأت الى هنا للقيام يما يفعله مسؤولون كبار لديه واخرون في القنوات الامنية والعسكرية". وتابع "اننا نعمل معا بشكل جيد ويزداد تعاوننا، اعتقد انه يسير بشكل افضل. لا شيء كاللقاء وجهًا لوجه، لذا كان المجيء الى هنا اولوية للرئيس والملك اظهر لطفه". واوضح المصدر ان الرئيس تحدث عن "علاقات مهمة على مدى عقود تتعلق بالامن والطاقة والامن الاقليمي والاقتصاد". واضاف "اوضح الرئيس انه يريد ان تستمر هذه العلاقات كما هي (...) كان واضحا جدا في تاكيد ان مصالحنا الاستراتيجية تتماشى كثيرا". وتابع "تحدث الزعيمان بكل صراحة عن عدد من الموضوعات، التي قد تكون او قد لا تكون اختلافا بين الطرفين". بالنسبة إلى ايران، قال المصدر "اكد الرئيس للملك انه لا يمكن ان يقبل باتفاق سيء مع ايران". واضاف ان "التركيز على النووي لا يعني اننا غير قلقين او غير متنبهين لنشاطات ايران التي من شانها زعزعة استقرار المنطقة". واعتبر ان "اللقاء شكل فرصة للرئيس ليتحدث عما نقوم به في الملف النووي وما هي اهدافنا". وتابع ان الرئيس كان "واضحا للملك وغيره اننا عازمون منع ايران من امتلاك سلاح نووي". وكان أوباما وصل في وقت سابق إلى الرياض، في ثاني زيارة له إلى المملكة، ونقل التلفزيون السعودي ووكالة الأنباء الرسمية مشاهد لوصول الرئيس الأمريكي مطار "الملك خالد الدولي"، حيث كان في استقباله أمير منطقة الرياض، الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، وسفير الولاياتالمتحدة لدى المملكة، جوزيف ويستفل. وذكرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برناديت ميهان، في وقت سابق إن الرئيس أوباما سيقوم بإطلاع العاهل السعودي على آخر مستجدات محادثات الدول الست الكبرى مع إيران بشأن برنامج طهران النووي. وتضم هذه المجموعة: الولاياتالمتحدة، وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، بالإضافة إلى ألمانيا. وأضافت ميهان أن أوباما سيؤكد للمسؤولين السعوديين مواصلة واشنطن جهودها في مواجهة "الدعم الإيراني للإرهاب"، وأن "رعاية الحكومة الإيرانية للإجراءات غير المشروعة (في المنطقة) هو أمر غير مقبول بالنسبة للمجتمع الدولي". كما أوضحت أن زيارة أوباما تأتي في سياق التأكيد على أن "إيران جزء هام من جدول أعمالنا مع شركائنا في الخليج"، وقالت: "نحن نسعى إلى حل دبلوماسي للقضية النووية، ولكن التزامنا بأمن شركائنا في الخليج لا يزال ثابتا". ومن المقرر أن تتطرق المحادثات بين أوباما والملك عبد الله للقضية الفلسطينية، إذ سيطلع أوباما المسؤولين السعوديين على "تقدم سير المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، وفق ما ذكرت ميهان. وفي الموضوع السوري، قالت ميهان إن "واشنطن تشارك الرياض الرغبة في حل الصراع في سوريا بطريقة تتناول جميع أبعاد الأزمة"، وأضافت أن أوباما والملك عبد الله "سيناقشان كيفية زيادة فعالية المعارضة المعتدلة في سوريا، بما في ذلك توفير المساعدة العسكرية". تجدر الإشارة إلى أن أوباما زار السعودية خلال فترة رئاسته الأولى في يونيو 2009، وهذه هي الزيارة الثانية له للمملكة التي تعد حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في المنطقة. ايلاف