سيطرت القوات النظامية السورية، أمس، على قريتي رأس المعرة وفليطة في القلمون بريف دمشق، قرب الحدود مع لبنان بعدما طردت مقاتلي المعارضة منهما. في وقت دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قراره عدم توجيه ضربة عسكرية إلى سورية بعد استخدام السلاح الكيماوي الصيف الماضي، معتبراً أن تلك الضربة ما كانت لتحدّ من المعاناة في سورية، مقرّاً بأن قدرات الولاياتالمتحدة لها حدود. وقالت وسائل إعلام رسمية، إن القوات السورية فرضت سيطرتها على قريتين قرب الحدود مع لبنان، أمس، بعدما طردت مقاتلي المعارضة منهما، ما يساعد الرئيس السوري بشار الأسد على تأمين طريق يربط دمشق بحلب وساحل البحر المتوسط. وسيدفع سقوط قريتي فليطة ورأس المعرة وهما من أواخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية المقاتلين واللاجئين على الأرجح إلى عبور الحدود إلى لبنان، ما يهدد بتفاقم زعزعة الاستقرار في لبنان. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت، أمس، الأمن والاستقرار إلى بلدتي رأس المعرة وفليطة في القلمون بريف دمشق. وأضافت أنه «تم القضاء على آخر فلول المجموعات الإرهابية المسلحة وتدمير أسلحتها وأدوات إجرامها في رأس المعرة وفليطة». وأحرزت الحكومة السورية مكاسب مطردة على طول الطريق السريع وحول دمشق وحلب خلال الأشهر الماضية. ويحتاج الأسد إلى تأمين الطريق لنقل المواد الكيماوية إلى خارج سورية عبر الساحل في إطار اتفاق مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. إلى ذلك، دافع أوباما عن قراره عدم توجيه ضربة عسكرية إلى سورية بعد استخدام السلاح الكيماوي الصيف الماضي، معتبراً أن تلك الضربة ما كانت لتحدّ من المعاناة في سورية. وقال في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية، تم تصويرها معه في روما قبيل توجهه إلى السعودية، «أظن أنه من غير الصحيح الاعتقاد بأننا كنا في موقف نستطيع فيه، من خلال توجيه بضع ضربات محددة الأهداف، أن نمنع حصول ما نراه اليوم في سورية». وأضاف «ليس لأن ذلك لا يستحق العناء، ولكن بعد 10 سنوات من الحرب فإن الولاياتالمتحدة لها حدود». وأشار أوباما إلى أن توجيه ضربات محددة «لن تكون كافية، وقد يتطلب الأمر تورطاً طويل المدى من قبل الولاياتالمتحدة». وقال إن «جنودنا الذين يتناوبون على الخدمة، وعائلاتهم، وتكاليف هذا الأمر، والقدرة على أن نتوصل بشكل مستدام إلى حل قابل للحياة من دون التزام أكبر من جانبنا، ربما ل10 سنوات أخرى، هي من الأمور التي كانت الولاياتالمتحدة ستجد صعوبة في تنفيذها». في السياق، أعربت الولاياتالمتحدة، أمس، عن قلقها من استهداف الأقليات في سورية، وأكدت دعمها المستمر للمتضررين من العنف، مكررة التعبير عن القلق من الخطر الناجم عن المتطرفين. وقالت نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف «نشعر بانزعاج شديد من القتال والعنف الذي يهدد الأرمن في كسب بسورية، وأجبر الكثيرين على الفرار». وأكدت أن أوباما بحث خلال لقائه البابا فرنسيس الأول، أموراً عدة من بينها محنة الأقليات، خصوصاً المسيحيين، داخل سورية. وأضافت «لطالما كانت لدينا مخاوف من تهديد المتطرفين العنيفين، وتهديد المجتمع الأرمني في سورية يزيد من مخاوفنا هذه». وأوضحت هارف أن العنف الذي تتحدث عنه هو مهاجمة جماعات متطرفة، مثل «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، للمدنيين الأبرياء «وليس المعارضة المعتدلة، ليس الأشخاص الذين نتعامل معهم حول أمور داخل سورية». وشددت على ان المعارضة السورية كانت «واضحة جداً في إدانة التطرف وتعهدت بمحاربته داخل سورية». الامارات اليوم