لندن يو بي آي: توقّع ممثل 'الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية' في لندن وليد سفور، إقدام روسيا على فتح حوار مع الائتلاف، مستبعداً احتمال تسليم بريطانيا وغيرها من الدول السفارات السورية على أراضيها إلى الائتلاف في هذه المرحلة. وقال سفور في مقابلة مع يونايتد برس إنترناشونال، الجمعة، إن روسيا 'تريد إيجاد موطئ قدم على ضوء المتغيرات الجديدة بعد تصريحات نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف، مع أنها لا تزال تقف إلى جانب نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد'. وأضاف أن 'روسيا تحاول أن تقر بجزء مما يجري على أرض الواقع في سورية بعد أن صار واضحاً لها التقدّم السريع الذي أحرزه الجيش السوري الحر على محوري دمشق وحلب، وهو أمر لا يمكن لها ولأي دولة أخرى في العالم أن تنكره، حتى أن النظام أصبح صامتاً بسببه ولا يستخدم إلى لغة السكود'، في إشارة صواريخ 'سكود'. وعمّا إذا كانت روسيا سعت إلى فتح حوار مع الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، قال سفور 'لا معلومات لدي حول ذلك، لكنني لا استبعد أن تحاول فتح قنوات اتصال مع الائتلاف'. ونُسِب إلى بوغدانوف الخميس قوله إن 'النظام يفقد السيطرة على سورية ولا يستبعد انتصار المعارضة'، وإن روسيا 'تعد خطة لإجلاء رعاياها من سورية'. غير أن المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، نفى اليوم ما نُسب الى بوغدانوف، موضحاً أنه 'سرَدَ مزاعم ممثلي المعارضة السورية المتشددة ومموّليها الأجانب الذين يتوقعون انتصاراً سريعاً على النظام في دمشق'. وقال سفور إن موسكو ما تزال متمسكة بموقفها الداعم لنظام الرئيس بشار الأسد، لكنها 'تحاول أن تليّنه قليلاً بإطلاق تصريحات على غرار ما جاء على لسان بوغدانوف هذا الأسبوع، غير أن وزير الخارجية نفسه، سيرغي لافروف، وقبل يوم من تصريح نائبه لام الولاياتالمتحدة والغرب على الاعتراف بالائتلاف الوطني كالممثل الشرعي للشعب السوري واعتبره متسرعاً'. وأضاف أن 'روسيا تريد أن تعود إلى جوهر اتفاق جنيف حسب تفسيرها، لكن لا يزال هناك بَون شاسع بين الاتئلاف الوطني وبين إمكانية إدخال موسكو في الشأن السوري خلال هذه المرحلة، جرّاء المساعدة الكبيرة التي قدّمتها للنظام، ومقتل عشرات الآلاف من السوريين وتدمير البنية التحتية بآلتها العسكرية، ودعمها المعنوي والسياسي والدبلوماسي الذي ساهم في إطالة أمد الأزمة لمدة تقترب من سنتين'. وفي السياق، قال سفور 'أعتقد أن من مصلحتنا نحن في الاتئلاف الوطني أن نزور أي مكان نجد فيه مصلحة للشعب السوري لكي نرى كيف سيساعدوننا من دون شروط مسبقة ومن دون أي تدخل في شؤوننا الداخلية'. وكانت الولاياتالمتحدة وجهّت دعوة إلى قيادة 'الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية' لزيارة واشنطن بعد اعتراف دول مجموعة 'أصدقاء سورية' به في اجتماعها الأخير بمدينة مراكش المغربية. الى ذلك، استبعد سفور احتمال تسليم بريطانيا وغيرها السفارات السورية على أراضيها إلى الائتلاف الوطني في هذه المرحلة، وقال إن 'الاعتراف بالائتلاف حتى الآن هو أنه ممثل للشعب وليس الدولة وبالتالي لن نستسلم السفارات، لكننا نحاول لأن هناك مصالح قنصلية مستعجلة للمواطنين السوريين بعد إغلاق السفارة، وتلقيت اتصالات عديدة خلال الأسبوعين الماضيين من مواطنين سوريين يريدون مثل هذه الخدمات'. وأضاف 'نسعى لإقناع السلطات البريطانية بهذا الجانب، وبأن يكون التمثيل كاملاً للائتلاف الوطني، لكن يبدو أن هناك إشكالية قانونية لهذا الأمر في هذه الفترة على اعتبار أن بريطانيا لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية حتى الآن مع النظام السوري'، مشيراً إلى أن موقف بريطانيا 'هو من أكثر المواقف تقدماً بشأن دعم الشعب السوري'. وأمل أن 'يؤدي تزايد ضعف النظام والسيطرة شبه الكاملة للجيش السوري الحر على الأرض إلى فتح الباب أمام التمثيل الدبلوماسي الكامل للائتلاف الوطني'. وكان 'الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية' عيّن أواخر الشهر الماضي وليد سفور 'سفيراً' له في لندن. ورحّب متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية بتعيين سفور بمنصب 'الممثل السياسي' للائتلاف في المملكة المتحدة، وأكد بأنه لن يستخدم السفارة السورية في لندن. وقال إن' السفارة السورية مغلقة الآن ولا يوجد تمثيل دبلوماسي سوري في المملكة المتحدة، لكننا لم نقطع العلاقات الدبلوماسية مع سورية، وسفارتها في لندن لا تزال مصونة بموجب معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية'.