تبعد سياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بلاده عن حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى، لا سيما بعد توعده بالانتقام من معارضيه بعد فوز حزبه (العدالة والتنمية) في الانتخابات البلدية. وطالب قيادي في التحالف المسيحي المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بوقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بعد توعد رئيس الوزراء التركي لمعارضيه. وذكر الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري أندرياس شوير في ميونيخ البارحة الأولى «يتضح بالتدريج أن تركيا أردوغان لا تنتمي إلى أوروبا، الدولة التي تهدد فيها حكومتها المعارضين وتضرب فيها بالقيم الديمقراطية عرض الحائط لا يمكن أن تنتمي إلى أوروبا». مشيراً إلى أن «الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري يطالب بوقف فوري لمفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي»، مؤكداً أنه ليس مطروحاً لتركيا أكثر من الحصول على شراكة مميزة مع الاتحاد الأوروبي. كان أردوغان توعد معارضيه عقب فوز حزبه في الانتخابات المحلية التي جرت الأحد الماضي بملاحقتهم، وبدفع الثمن. وموجهاً حديثه إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، دعا شوير كل من يؤيد حصول تركيا على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي إلى «العدول عن ذلك والانضمام إلى السياسة السليمة التي ينتهجها الحزب المسيحي لاجتماعي البافاري». تجدر الإشارة إلى أن التحالف المسيحي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري. ويتكون الائتلاف الحاكم في ألمانيا من التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي. وطعن أكبر حزب معارض لأردوغان أمس في نتائج الانتخابات البلدية في أنقرة التي فاز بها بفارق ضئيل حزب العدالة والتنمية. وأكد نائب حزب الشعب الجمهوري إيكان أرديمير أن «أكثر من ألف من متطوعينا يتحرون في المعطيات في المقر العام لحزبنا، لدينا أدلة على وقوع مخالفات». من جانب آخر، صرح محامٍ مقرب من حزب الشعب الجمهوري طالباً بعدم كشف هويته أن «عمليات تزوير كبيرة تبينت في مراكز اقتراع عدة». وتجمع الآلاف من أنصار حزب الشعب الجمهوري البارحة الأولى أمام مقر المجلس الانتخابي الأعلى في أنقرة رافعين أعلاماً تركية ومنددين ب «تزوير مكثف» في العاصمة التي تعد خمسة ملايين نسمة ومطالبين بعملية فرز جديدة. وحض رئيس المجلس سعدي غوفن الناخبين على الهدوء، مؤكداً أن «الحقيقة ستعلى». وأعلن رئيس بلدية أنقرة مليح غوكجيك العضو في حزب العدالة والتنمية أنه فاز بخامس ولاية متتالية بحصوله على 44.79 في المئة من الأصوات مقابل 43.77 في المئة لخصمه منصور يافاس. وتبادل كلا المتنافسين إعلان فوزه مساء الأحد في أجواء مشحونة بتهم التزوير وانقطاع التيار الكهربائي مراراً ما آثار شبهات. وحصل حزب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان (العدالة والتنمية) على 45 في المئة من الأصوات في مجمل أنحاء البلاد رغم فضائح الفساد التي يتخبط فيها. The post سياسة أردوغان تنسف حلم تركيا الأوروبي appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية