حقّق حزب الحرية والعدالة الحاكم في تركيا فوزاً في معظم البلديات الكبرى، وعلى رأسها أنقرةوإسطنبول، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى توعّد خصومه ب«دفع الثمن»، فيما شكّكت المعارضة مؤكّدةً وجود وقائع تزوير، وأنّها ستطعن في النتائج. وأعلن مرشّح حزب العدالة والتنمية، برئاسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، لرئاسة بلدية أنقرة، صباح أمس، فوزه على مرشّح المعارضة، وذلك بعد عملية فرز للأصوات استمرت طوال الليل. وقال رئيس البلدية المنتهية ولايته مليح غوكتشيك في مؤتمر صحافي، إلى جانب نائب رئيس الوزراء أمر الله أيسر، ووزير العدل بكير بوزداغ: «سيدي رئيس الوزراء، لقد سهلتم لنا الطريق، إنّ سكان أنقرةوتركيا تبنّوا نهجكم ب45 في المئة، الطريق مفتوح». وبعد فرز 99,65 في المئة من الأصوات، حصد غوكتشيك 44.74 في المئة، مقابل 43.81 في المئة لمنافسه من حزب الشعب الجمهوري منصور يواس. وعيد أردوغان وقبيل ظهور النتائج، وبعد اطمئنانه إلى الفوز، أكّد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تحقيق حزبه فوزاً كاسحاً في الانتخابات البلدية، متوعداً خصومه بأنّه سيجعلهم «يدفعون الثمن». وشنّ أردوغان هجوماً ضارياً على المعارضة، لا سيّما من أسماهم «خونة» حركة الداعية الإسلامي الإمام فتح الله غولن الذي يتهمه بالتآمر على نظامه من مقر إقامته في الولاياتالمتحدة التي تسلّلت إلى جهاز الدولة على حد تعبيره. وقال مخاطباً آلاف الأنصار المحتشدين أمام المقر العام للحزب في أنقرة للاحتفال بالانتصار، إنّ «الشعب أحبط اليوم المخطّطات الخبيثة والفخاخ اللاأخلاقية، وأحبط أولئك الذين هاجموا تركيا، فازت الديمقراطية وفازت الإرادة الحرة، لدينا الديمقراطية التي يتوق إليها الغرب، الشعب وجّه إليهم صفعة عثمانية مناسبة»، متوعّداً: «لن تكون هناك دولة داخل الدولة، حان الوقت للقضاء عليهم، سندخل إلى أوكارهم، سترون، آن الأوان لتطهيرها في إطار القضاء»، فيما ردّت الجموع ملوّحة بأعلام الحزب وهاتفة: «تركيا فخورة بك، والله أكبر». بدوره، أشار حزب الشعب الجمهوري المنتمي إلى تيار يسار الوسط، إلى وجود وقائع تزوير في بعض البلديات. طعن معارضة بدوره، أفاد حزب الشعب الجمهوري حزب المعارضة الرئيسي في تركيا أمس، أنّه «سيطعن على نتائج الانتخابات المحلية في العاصمة أنقرة». وقال مرشح حزب الشعب الجمهوري لمنصب رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش على «تويتر»: «اليوم سنجهز طلبنا لمقارنة محاضر صناديق الانتخاب وبيانات المجلس الأعلى للانتخابات». وأبلغ مسؤول من حزب الشعب الجمهوري «رويترز» أنّ «الطعن سيقدم في وقت لاحق»، فيما صرّح مسؤول آخر بأن «الحزب سيطعن أيضاً على نتائج مدينة أنطاليا الساحلية الجنوبية، وهي من معاقله التقليدية التي فاز فيها أيضا الحزب الحاكم». توقعات ترشّح ومن المتوقع، وفق ما يوحي به خطاب أردوغان الناري، أن يقنع الفوز الكاسح رئيس الوزراء البالغ من العمر ستين عاماً بالترشّح للانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس المقبل التي ستجرى للمرة الأولى بنظام الاقتراع العام المباشر. وجاء احتفاظ الحزب الحاكم ببلدية إسطنبول كبرى مدن البلاد، مكلّلاً الفوز ومكرّساً «العدالة والتنمية»، كقوة لم تخسر أي انتخابات منذ عام 2002. وفي العاصمة أنقرة، ثاني كبرى مدن البلاد، يتقارب الفارق للحد البعيد بين مرشّحي حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهورية، إذ أكّد الحزب المعارض، أنّ «الفارق بين مرشّحه ومرشّح الحزب الحاكم، مليح جوكشيك الشعبوي المرشّح لولاية خامسة في حدث تاريخي لا يتخطى بضعة آلاف الأصوات». ولا يتوقع معرفة النتائج النهائية لانتخابات بلدية العاصمة إلّا بعد الانتهاء من إعادة فرز الأصوات يدوياً في بعض الدوائر الانتخابية. البيان الاماراتية