قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن دبي اليوم راحت تزدهر من جديد، في وقت تعتبر فيه واحة للاستقرار في منطقة تشهد توترات جغرافية. مضيفة أن أرقام التجارة والسياحة واصلت ارتفاعها، في حين ارتفعت أسعار العقارات بنسبة 40 % إلى 50 % في مناطق معينة في 2013، جاعلة من الإمارة أسرع أسواق العقارات في العالم. ونقلت الصحيفة تصريحات لمحمد العبار رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية للصحيفة، أكد فيها أن المدينة رسخت مكانتها بوصفها وجهة استثمارية آمنة، ووجهة تجارية وترفيهية عالمية. وانعكاساً للتفاؤل في دبي، سجلت إعمار زيادة بنسبة 21 % على أساس سنوي في أرباح 2013، لتصل إلى 699 مليون دولار. وقالت الصحيفة إن الطلب كان كثيفاً عندما أطلقت إعمار مشروعاً سكنياً جديداً في دبي العام الماضي، بحيث اضطرت الشرطة للتدخل وقتذاك لضبط الأمور خارج مكاتبها. وتابعت أن ثمة طلباً مماثلاً على سهم إعمار، المتداول في سوق دبي المالي. وتضاعفت قيمة سعر سهم أكبر شركة تطوير عقاري في دبي، والمطورة لبرج خليفة، في ظل بحث المستثمرين عن طريقة للمشاركة في طفرة دبي العقارية. وقال التقرير إن إعمار تعكف على تنويع استثماراتها في بلدان أخرى، وتعتزم زيادة إيراداتها السنوية منها إلى ما بين 20-25 % من الإجمالي في السنوات القليلة المقبلة، وفقاً لمحمد العبار. وكانت بلغت 213 مليون أو 11 % من الإجمالي في 2013. مبادرات وأشار العبار في تصريحاته الخطية للصحيفة إلى أن "حكومة دبي طرحت عدة مبادرات لضمان استقرار مستدام في القطاع العقاري". من بينها مطالبة المطورين بسداد ثمن الأرض كاملاً قبل عملية البناء، وإنجاز المشروع قبل عملية البيع. واتخذت إعمار عدة إجراءات لخفض "عملية التلاعب في الوحدات من قبل عدد من المستثمرين"... حيث عمد البعض في السابق إلى إعادة بيع الوحدات مباشرة بعد توقيع العقود للشراء بدفعة مقدمة منخفضة. أما الآن، وكما قال العبار، فإن الشركة " قيدت نقل أو إعادة بيع الوحدات قبل سداد 40 % من قيمتها". وتنشط إعمار في عشرات البلدان، حيث تمتلك قرابة 37 ألف عقار سكني، و12 فندقاً ومنتجعاً، وزهاء 700 ألف متر مربع من المساحة التجارية، بما فيه المولات. تدفق المستثمرين الصينيين من ناحية أخرى، قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن المستثمرين الصينيين بعد أن ضخوا مليارات الدولارات في مدن مثل لندن، ونيو يورك، وسدني، راحوا يتدفقون إلى دبي. حيث أنفق نحو ألف مستثمر قرابة 1.3 مليار درهم، ما يعادل 353 مليون دولار على شراء أراض، ووحدات سكنية... وعقارات مكتبية في دبي العام الماضي، وفقاً لبيانات دائرة الأراضي. أي بزيادة مقدارها ثلاثة أضعافها من 486 مليون درهم أنفقها 288 مستثمراً في العام السابق. ونقلت الصحيفة عن وانغ لياو، صاحب أروماتيك للعقارات بدبي، والتي تقع على بعد خطوات من مركز التنين، قوله إن دبي باتت معروفة جيداً لدى الصينيين. دور متزايد وأضافت الصحيفة أن المستثمرين والمطورين الصينيين لم يكونوا نشطين قبل 2009، أي قبل الأزمة المالية العالمية. غير أنهم أخذوا يلعبون الآن دوراً مهماً متزايداً في السوق، وفقاً لوسطاء ومطورين ومحللين. ومن الأهمية بمكان، القول إن الطلب من قبل المشترين الأفراد يساعد في إطلاق مشاريع تطويرية جديدة، ويغذي تعافي دبي السكني، في وقت يعيد فيه المقاولون الصينيون والبنوك إحياء مشاريع فائقة القيمة، أجلت إبان الطفرة العقارية السابقة. وشدد التقرير على أن السوق تختلف اختلافاً جذرياً عما كانت عليه في 2009. ارتفاع الأسعار ومضت الصحيفة قائلة إن الأسعار ارتفعت بنسبة 35 % العام الماضي، بيد أنها ما زالت أقل ب 20 % عن ذروتها السابقة. ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار في العقارات التجارية الممتازة بنسبة 10 % في 2014، بعد زيادتها بنسبة 5-7 % العام الماضي، وفقاً لنايت فرانك، شركة الاستشارات العقارية العالمية. وكان الهنود والبريطانيون والباكستانيون والسعوديون أكبر المشترين الأجانب في الطفرة السابقة، وهم يشكلون الآن الشريحة الأكبر من المشترين. غير أن المستثمرين الصينيين يعتبرون الآن أسرع المشترين نمواً في السوق، وفقاً لدائرة الأراضي. توسعة مركز التنين وكانت نخيل، إحدى أكبر شركات التطوير بدبي، شيدت مركز التنين في عام 2004. واكتسب على مر السنين شعبية متزايدة، الأمر الذي حدا بنخيل إلى إضافة 177 ألف متر مربع من مساحة التجزئة، وفندق إلى المول. وحول هذه الوجهة، تم تطوير المدينة العالمية، التي بنتها نخيل. وتقدر الشركة أن أكثر من نصف عدد السكان البالغ عددهم 100 ألف هم من الصينيين. علاوة على ذلك، فإن آلاف المساكن بيعت إلى مستثمرين صينيين، وفقاً لعلي راشد لوتاه رئيس مجلس إدارة نخيل، الذي قال إنهم اشتروا في مناطق أخرى، ولكن ليس بقدر المدينة العالمية. عائد أفضل من هونغ كونغ وقالت الصحيفة إن كثيراً من الأثرياء الصينيين يبحثون عن الاستثمار في الخارج طلباً للتنوع. وهم يجدون دبي جذابة، حيث يتوقعون تحقيق عائد يصل إلى 30 % سنوياً، وهو أفضل من هونغ كونغ وشنغهاي وبكين، حيث الأسواق العقارية تجنح نحو التباطؤ، وفقاً لوسطاء ومحللين ومستثمرين. وتقول جوان تشانغ، وهي تدير مع زوجها محفظة عقارية في دبي، إن الأسعار في الإمارة أقل بكثير من الصين، مضيفة أن دبي ستستضيف في 2020 معرض إكسبو العالمي، وهو حدث يستمر ستة أشهر، ويتوقع له المحللون أن يعزز اقتصاد الإمارة، وأسعار العقارات، لافتة إلى أنه الذخر الرئيس الذي تختزنه دبي للمستقبل. روابط تجارية قوية أكدت صحيفة وول ستريت جورنال، أن ما يعزز الاستثمار الصيني، هي الروابط التجارية القوية بين الإماراتوالصين، وتحديداً في مجال العقارات التجارية. حيث إن المطورين الصينيين، الأفراد منهم والحكوميين، يتوسعون في العالم، في إطار بحثهم عن عوائد مستقرة خارج أسواقهم المتباطئة. وكانت مؤسسة الإنشاءات الحكومية الصينية اشترت العام الماضي في دبي، حصة مقدارها مليار دولار في فندق فايسروي في نخلة الجميرا. وشكلت شركة تطوير عقاري مشتركة من إس كي إيه آي هولدنغ لبناء وإدارة المشروع، وساعدت في تمويله ب 201 مليون دولار من البنك الصناعي التجاري الصيني، وفقاً لتنفيذيين في التحالف. (البيان) البيان الاماراتية