حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس من الحال المزرية والذل والهوان الذي تمر به الأمة الإسلامية، داعيا الحكومات والجماعات والأفراد إلى وقفة صادقة مع النفس في زمن تتلاطم فيه أمواج الفتن. وقال فضيلته: إن أخوف ما يكون على الأمة الإسلامية أفرادا وجماعات ودولا ركونها إلى هذه الدنيا وإيثارها على الآخرة والاشتغال بها عن الدين وحقوقه وواجباته والدفاع عنه قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل"، ونبينا صلى الله عليه وسلم حذر الأمة مما هي فيه من حال مزرية ومما هي فيه من ذل وهوان لا يخفى على عاقل حينما قال: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" على المسلمين جميعا أن يعلموا أن فلاحهم وأن عزهم وأن قوتهم وأن سعادتهم لا تكون في أمر مهما بلغ من الأسباب الدنيوية إلا بالاستقامة على دين الله والوقوف عند كتاب الله جل وعلا تعلما وتعليما وتحاكما وتشريعا ودستورا مع الالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنشط والمكره. وأضاف: إن الإنسان مهما تمتع بأعظم المتع من نعيم هذه الدنيا وزخارفها فإنه عند مجيء أمر الله عز وجل لا ينفعه ذلك شيئا فلا يغني عن الملك ملكه ولا عن الغني غناه ولا عن القوي قوته ولا عن الممتع متعته، ورسولنا صلى الله عليه وسلم نام على حصير فأثر في جنبه فقيل له يا رسول الله: ألا نتخذ لك وطاء فقال عليه الصلاة والسلام المقولة التي تمثل حقيقة هذه الدنيا: " ما لي وللدنيا إنما مثلي وهذه الدنيا كراكب استظل تحت دوحة ثم ذهب وتركها "، وإن الناس اليوم وهم يعيشون في هذه الحياة المعاصرة التي تتلاطم فيها أمواج الفتن وهم يغلّب كثير منهم أمور الدنيا على الآخرة لفي أعظم الحاجة إلى وقفات صادقة مع نفوسهم. جريدة الرياض