سراييفو - 5 - 4 (كونا) -- ذكر مركز الدراسات الاورو-اطلسية في البوسنة والهرسك هنا اليوم ان روسيا لن تتوقف عند ضم شبة جزيرة القرم بل تخطط للعودة الى نشر نفوذها في دول في اوروبا الشرقية والبلقان مستغلة تعاطف شعوب سلافية في بعض دول المنطقة. وذكر تقرير للمركز الذي يعد من اهم مراكز البحث المعتمدة لدى الاتحاد الاوروبي ان روسيا تستغل التعاطف لدى السكان الناطقين بالروسية في شرق اوكرانيا وفي لاتفيا اضافة الى شعوب في البلقان للعودة الى استعادة نفوذها الاقليمي في البلقان وشرق اوروبا. ولم يستبعد التقرير ان تحرك روسيا مؤيديها في لاتفيا التي يشكل الروس فيها حوالي 22 في المئة من السكان ويشعرون بالتهميش من الغالبية اللتوانية التي ترفض الاعتراف بلغتهم او ثقافهم الروسية. وتوقع ان روسيا قد تلجأ لاقتحام مولدافيا التي تضم قاعدة عسكرية روسية للانطلاق نحو الجنوب للوصول الى بلغاريا التي تقوم الان الاحزاب القومية فيها بتنظيم مسيرات وفعاليات سياسية مؤيدة لروسيا "الشقيقة" ومطالبة بانسحاب بلغاريا من عضوية حلف شمال الاطلسي (ناتو) والاتحاد الاوروبي. ومن الجدير بالذكر ان احزابا ومنظمات سياسية قومية متشددة في بلغاريا وصربيا والجبل الاسود عبرت خلال الايام الاخيرة عن دعمها وتأييدها لسياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه اوكرانيا وضم شبة جزيرة القرم. وتخوف التقرير من ان "عودة" روسا الى البلقان سيعني "تقسيم" المنطقة الى مناطق نفوذ وسيعيد اجواء الحرب الباردة من جديد بكل ما تحمله من اخطار الصدام والاحتكاك بين الناتو وروسيا. وناشد التقرير قادة اوروبا توجيه رسالة واضحة الى روسيا بان توسيع النفوذ خارج حدود روسيا تهديد للامن والاستقرار في اوروبا قاطبة وسيجر الولايات المتحدة هي الاخرى الى المواجهة مع موسكو. ونسب التقرير الى رئيس كيان صرب البوسنة ميلوراد دوديك الذي زار موسكو مؤخرا تأكيده ان روسيا سوف تقف الى جانب "اشقائها" في منطقة البلقان وانها مستعدة للتدخل "اذا طلبوا منها ذلك" بما في ذلك التدخل العسكري. واعرب التقرير عن الخشية من ان مرور احتلال القرم اذا مر بسلام قد يشجع الاحزاب والجماعات القومية من الشعوب السلافية في البلقان (صربيا وبلغاريا والجبل الاسود) على المطالبة بالارتباط القومي والديني مع روسيا وتشكيل قطب منافس للغرب منطلقة من سعي موسكو لمد خطوط نفط وغاز مع دول المنطقة وربطها اقتصاديا بروسيا. يذكر ان هذا التقرير قد اخذ اهتماما واسعا اليوم في وسائل الاعلام في المنطقة معتبرة ان استمرار سياسة الهيمنة الروسية سوف تجر مخاطر صراعات عرقية وربما دينية الى منطقة البلقان الهشة امنيا. (النهاية) ع أ / ه ب وكالة الانباء الكويتية