رحم الله الفقيد السيد فيصل على العطاس المناضل الجسور والرجل الصريح صاحب الكلمة الشجاعة والمواقف الصلبة والتي دفع ثمنها غالياً. عاش العطاس حياته وسط الناس المسحوقين وسار بل وقاد المظاهرات والإضرابات إبان عهد السلطنة القعيطية رافع صوته عالياً مطالباً بالحرية والاستقلال، وبعد الاستقلال تقلد العديد من المناصب أهما محافظاً لحضرموت وشبوه؛ ومن أوائل أعضاء القيادة العامة للجبهة القومية والقيادة المحلية بحضرموت. ثم تعرض للاعتقال في سجن المنورة، ثم أُفرِجَ عنه؛ وعندما بدأ الرفاق بالانقسام بينهم وبدأت مراحل العنف والدم إِنُزوى بعيداً تاركاً المناصب والقيادة بل وهمش وطورد من قبل رفاق الأمس لعدم إرتياحهم من صراحته ومواقفه المعارضة لتصرفاتهم الهوجاء. بعد ذلك عُيِنَ في منصب مرموق بوزارة الأشغال واستقر في عدن وكان منزله في خورمكسر مقصداً لأبناء حضرموت لمساعدتهم في حل مشاكلهم وقضاياهم وساعد في تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية بالمحافظة. وقف رافضاً لمشروع تقسيم حضرموت عندما بدأت النية للتقسيم. أتصف بالجرأة وسرعة البديهة؛ ففي أحد المهرجانات بحضرموت وكان بجواره عبد الفتاح اسماعيل وبعد انتهائه من إلقاء خطابه ألتفت إليه عبد الفتاح مازحاً وقال يا فيصل اعتقد أن أهل حضرموت ما بغوك؛ فرد فيصل عليه بجرأة وقال لو لهم خيره ما بَغونا كلنا. فأسرها عبد الفتاح له وذكره بها بعد فترة وأنها سبب متاعبه. رغم ما قيل عنه عن هدم سدة المكلا وهو بريء منها فالآخرون قد هدموا حضرموت ولم يبقوا لها سدة ولا سور فدخلها الغزاة بردًا وسلامًا. بعد الوحدة ظل محافظاً على عزته وكرامته ولم يكن من المتسلقين والانتهازيين لغرض البلوغ إلى منصب أو جاه رغم العروض المغرية له وفضل العمل بصمت أوساط الناس لحل الكثير من المشاكل الاجتماعية حتى توفاه الله، فقد عاش فقيراً ومات بسيطاً، محباً لحضرموت وأهلها ومسقط رأسه وادي عمد. اتصف بحب الخير والشجاعة وقول الحق فهو من أسرة دينية تربى في كنف والده السيد الجليل على العطاس النعيري رحمهم الله جميعاً. حضرموت برس