اتهم رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس، روسيا بتطبيق "خطة لتفكيك أوكرانيا" عبر حوادث في مختلف أنحاء البلاد، وقال خلال اجتماع للحكومة إن هذه الحوادث "جزء من خطة لزعزعة الاستقرار ليعبر جيش أجنبي الحدود ويجتاح الأراضي الأوكرانية وهذا ما لن نسمح به"، وأضاف أن "هذا السيناريو كتبه الاتحاد الروسي وهدفه الوحيد هو تفكيك أوكرانيا" . وقال ياتسينيوك إن القوات الروسية مازالت قريبة من الحدود مع أوكرانيا وذلك على عكس ما جاء في تقارير سابقة، وأضاف أن النظام الاتحادي الذي يطالب به المتظاهرون الموالون لروسيا شرقي البلاد سيؤدي إلى تفكيك أوكرانيا . وتصاعد التوتر فجأة في شرق أوكرانيا حيث هاجم متظاهرون موالون لروسيا مقار رسمية في كبرى مدن خاركيف ولوغانسك ودونتسك واستولوا عليها، وأعلن ياتسينيوك أنه أرسل وزير الداخلية ارسين افاكوف إلى خاركيف وفيتالي ياريما نائب رئيس الوزراء المكلف القضايا الأمنية إلى دونتسك لاستعادة السيطرة على الوضع . وأعلن افاكوف على صفحته في "فيس بوك" إن مقر الإدارة الإقليمية في خاركيف "تم تحريره تماماً من الانفصاليين" . في دونتسك، قام المتظاهرون ببناء متاريس من إطارات السيارات والأسلاك الشائكة أمام مقر المباني الحكومية المحلية ومبنى جهاز الاستخبارات المحلية، وفي لوغانسك ذكرت الشرطة أن 9 أشخاص أصيبوا بجروح عندما اقتحمت مجموعة موالية لروسيا مقر جهاز الأمن، أما في خاركيف، فقد سيطر ناشطون مقنعون على مدخل مبنى الإدارة الإقليمية . وقال أولكسندر تيرتشينوف القائم بأعمال الرئيس الأوكراني إن التحركات الانفصالية تظهر أن روسيا تعد "مرحلة ثانية" بهدف تقسيم أوكرانيا، وأضاف أن أعداء أوكرانيا "ينفذون سيناريو القرم، لن نسمح بذلك"، وتابع "ستتخذ كل إجراءات مكافحة الإرهاب ضد من يحمل السلاح" . من جهتها، طالبت روسيا حكومة أوكرانيا بالكف عن توجيه الاتهامات لموسكو، في أعقاب اتهام وزير الداخلية الأوكراني الرئيس فلاديمير بوتين بتدبير "اضطرابات انفصالية" في شرق وجنوب البلاد، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "توقفوا عن الإشارة إلى روسيا وتحميلها المسؤولية عن كل الاضطرابات التي تحدث في أوكرانيا"، وكررت دعوة روسيا لإجراء إصلاحات دستورية تقضي بمنح مناطق في أوكرانيا المزيد من السلطات، واعتبرت أن أحداث شرق أوكرانيا تؤكد ضرورة إجراء إصلاح دستوري وفدرلة البلاد، واعتبرت أن "الوقت حان للاستماع إلى هذه المطالب الشرعية"، مبدية استعداد روسيا "للتعاون مع الشركاء الأجانب ووزراء خارجية الدول الشاهدين على اتفاقية تسوية الأزمة في أوكرانيا الموقعة في 21 شباط/فبراير" . وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهاز الأمن (إف .إس .بي) أن يظل في حالة تأهب للتصدي لهجمات المتشددين، وقال إن روسيا يجب ألا تسمح للمنظمات غير الحكومية بأن تستخدم لأغراض "تدميرية" مثلما "حدث في أوكرانيا"، وحث جهاز الأمن على ألا يتخلى عن يقظته إزاء هجمات المتشددين بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي وزيادة اليقظة في المنطقة القطبية الشمالية وإلى الجنوب لمنع وقوع هجمات على روسيا . وكان ناشطون موالون لروسيا أعلنوا "جمهورية ذات سيادة" في مدينة دونتسك الناطق بالروسية، وانزل المحتجون الأعلام الأوكرانية، ورفعوا بدلاً منها الأعلام الروسية، ونتيجة مفاوضات، أخلى المتظاهرون مبنى الإدارة في خاركيف، لكن المتظاهرين في دونتسك تحصنوا فيه، وعقدوا تجمعاً فيه أعلنوا خلاله "جمهورية ذات سيادة"، وخرج احد مندوبيهم إلى أمام المبنى وأعلن القرار للصحفيين الذين لم يسمح لهم بدخوله . وذكرت وكالة أنباء "انترفاكس" أن المتظاهرين قرروا تنظيم استفتاء حول سيادة منطقتهم قبل 11 ايار/مايو، أما موقع اوستروف للأخبار المحلية فذكر أنهم قرروا طلب الانضمام إلى روسيا . وقالت الشرطة إن المحتجين الذين يحتلون مبنى أمن الدولة في لوغانسك استولوا على أسلحة، وإن شرطة الطرق أغلقت مداخل المدينة . وفي تطور منفصل، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن جندياً روسياً قتل بالرصاص ضابط بحرية أوكرانياً في القرم مساء الأحد، وإن الضابط الأوكراني أصيب برصاصتين في صدره ورأسه أطلقهما ضابط صف روسي خلال شجار لم تعرف أسبابه في أحد ممرات المهجع المخصص للضباط، وأوقف الضباط الروس ضابطاً أوكرانياً آخر، وذكر مصدر بين المحققين أن إطلاق النار أعقب شجاراً في موقع للمراقبة، موضحاً أن الجنود الأوكرانيين كانوا في حالة سكر . وعبرت الحكومة الألمانية عن قلقها من التظاهرات العنيفة في الشرق وخصوصاً إعلان "جمهورية ذات سيادة" في دونتسك، وقال الناطق باسم الخارجية شتيفن زايبرت "نجدد نداءنا الملح للعمل من أجل إحلال الاستقرار في المنطقة وتجنب مثل هذا التصعيد"، وواصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مطالبته لروسيا بالمشاركة في مجموعة اتصال دولية لحل الأزمة الأوكرانية، وقال عقب لقائه نظيره الدنماركي مارتن ليدجارد "سنحرز تقدماً في حال أن تفاوضنا سوياً بصورة مباشرة على مائدة المفاوضات" . وقال مسؤول عسكري في حلف شمال الأطلسي إن الحلف لا يرى تغييرات مهمة في أوضاع القوات الروسية بالقرب من الحدود الشرقية لأوكرانيا . وقال مندوب الولاياتالمتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا دانييل باير إن روسيا حشدت عشرات آلاف الجنود قرب حدودها مع أوكرانيا، ودعا موسكو إلى اتخاذ خطوات لتهدئة الموقف، وأضاف "لدينا أدلة قوية على أن هناك عشرات الآلاف من الجنود على الحدود وهم ليسوا في مواقعهم الطبيعية وقت السلم ولا في ثكناتهم"، وتابع "ما يتعين على روسيا أن تفعله هو اتخاذ خطوات لوقف تصعيد الأزمة، لقد لعبوا دوراً رئيسياً في الأزمة وهناك خطوات عملية واضحة يمكنهم اتخاذها للتهدئة" . (وكالات) الخليج الامارتية