قدم طهاة عالميون بإبداع العديد من الأعمال الفنية المنحوتة على الثلج والفواكه، خلال مشاركتهم في فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان القصباء للمأكولات، الذي تنظمه القصباء، الوجهة السياحية والترفيهية العائلية في الشارقة، وتستمر فعالياته حتى مساء السبت المقبل. وشهدت فعالية النحت على الثلج منافسة كبيرة بين الطهاة المشاركين في المهرجان، الذين تسابقوا على إظهار قدراتهم الفنية في تحويل قطع الثلج الكبيرة إلى أعمال فنية تنطق بالإبداع، فحولها بعضهم إلى صقور طائرة، في تعبير رمزي عن البيئة الإماراتية التي لطالما احتفت بالصقر، ووضعت صورته شعاراً، فيما غاص بعضهم في عمق البيئة البحرية الغنية بالأسماك، وصنع من الثلج أنواعاً مختلفة من هذه الكائنات التي شكلت غذاء الإماراتيين الرئيس على مدى عقود من الزمن. وفي منافسة أخرى للنحت على الفواكه، توزعت حبات نبات القرع البرتقالية والخضراء على الطهاة، وبدل طهيها وتحويلها إلى تلك الحلوى الشهيرة المعروفة ب«القرع العسلي»، تغلّب الحس الفني على الرغبة في الاستمتاع بالطعم، فتحولت حبات القرع الأخضر إلى منحوتات تحمل وجوهاً باسمة لأطفال وجدوا في القصباء أثناء تلك المنافسة، فاستعان بهم الطهاة لنحت براءة وجوههم على القرع، في حين تحول القرع البرتقالي إلى طيور جميلة غلب عليها الصقر، الذي طغى حضوره الآسر في البيئة الإماراتية على الطهاة، فانفردوا بنحته على الفواكه. ويعدّ النحت على الفواكه من فنون المطبخ الآسيوي، خصوصاً في تايلاند، الذي يعرف فيها باسم كاي - سا - لوك، ويقال إن أصله التاريخي يرجع إلى الصين أو اليابان، فيما أصبح تقليداً شائعاً عند التايلانديين في القرن ال14، إذ صار فناً إبداعياً يتميّز به الطهاة هناك، الذين لا يملكون براعة في نحته فحسب، وإنما أيضاً في المحافظة على هذه المنحوتات لأطول فترة زمنية ممكنة، إذ يتعمدون رشّ الفواكه المنحوتة بمزيج من الماء وعصير الليمون لمنحها القدرة على الصمود وعدم فسادها لأيام عدة. وتعد القصباء، التي تمتد على مساحة 10 آلاف هكتار، من أبرز الوجهات الثقافية والترفيهية والسياحية في إمارة الشارقة والمنطقة، ووجهة عائلية متميزة تقدم باقة من الفعاليات التي تلبي تطلعات كل أفراد العائلة. الامارات اليوم