أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأحد أن "النهاية تقترب" بالنسبة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في الوقت الذي اعتبر فيه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن أيا من نظام الأسد أو معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكريا في سورية. وقال فابيوس في برنامج "دوليات آر اف آي-تي في 5/لوموند" التلفزيوني "لقد رأيتم أن الروس أيضا يتوقعون ذلك ولو أن الأمر كان مثار جدل". ووصف فابيوس الغارة الجوية التي شنها الطيران السوري الأحد على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق وقتل خلالها ثمانية مدنيين، بأنها "مشينة"، متهما الرئيس السوري بالرغبة في "تأجيج الوضع". وأضاف المسؤول الفرنسي قائلا "ينبغي تفادي كل ما قد يؤدي إلى إشعال المنطقة". وبشأن مسالة الجهاديين الذين يقاتلون في سورية ضد نظام دمشق، أشار فابيوس إلى أنه "بقدر ما تتواصل الحرب، بقدر ما تزيد مخاطر التطرف"، وحذر من الدخول في "سيناريو على الطريقة العراقية". واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن "أفضل سد بوجه التطرف هو الائتلاف الوطني السوري"، ورحب بالاعتراف الذي حصلت عليه المعارضة السورية أثناء اجتماع مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" في مراكش في 12 ديسمبر/كانون الأول. وردا على سؤال حول القرار الأميركي بإدراج الجهاديين في جبهة النصرة على لائحة الإرهاب، قال فابيوس إنه "يفكر في ذلك"، مضيفا أن الائتلاف الوطني السوري "كان معارضا بشدة لهذا الموقف عبر قوله إن جهاديي جبهة النصرة هم أناس يقاتلون الأسد وبالتالي فمن الصعب التنكر لهم". وتابع قائلا "لا بد من الانتباه الشديد. أنا بصدد دراسة كل ذلك لأن هناك تقارير تفيدنا أن لديهم ارتباطا بالقاعدة، وإذا سقط السيد بشار، ماذا سيحل بهؤلاء المقاتلين وماذا سيحصل بأسلحتهم؟ هل سنعود ونراهم في مالي أو في مكان آخر؟". حسم المعركة وفي سياق متصل قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إن أيا من نظام الرئيس بشار الأسد أو معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكريا في النزاع المستمر منذ 21 شهرا. وقال الشرع في حديث إلى صحيفة "الأخبار" المؤيدة للنظام السوري أجرته معه قبل يومين في دمشق وينشر الاثنين، إنه "ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسما". وأضاف الشرع أن "تراجع عدد المتظاهرين السلميين" الذين أطلقوا في منتصف مارس/آذار 2011 احتجاجات مطالبة بإسقاط النظام، أدى "بشكل أو بآخر إلى ارتفاع أعداد المسلحين. صحيح أن توفير الأمن للمواطنين واجب على الدولة، لكنه يختلف عن انتهاج الحل الأمني للازمة. ولا يجوز الخلط بين الأمرين". وأشار المتحدث إلى أن "كل يوم يمر يبتعد الحل عسكريا وسياسيا. نحن يجب أن نكون في موقع الدفاع عن وجود سورية، ولسنا في معركة وجود لفرد أو نظام". وذكرت الصحيفة أن هذا التصريح هو الأول من نوعه للشرع منذ يوليو/تموز 2011، حين تحدث خلال "اللقاء التشاوري للحوار الوطني" الذي عقد في دمشق. وسرت في الأشهر الماضية معلومات عن انشقاق الشرع، الذي تولى منصبه عام 2006.