تواصلت فعاليات مقهى الدريشة الثقافي، الذي تنظمه إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، بأمسيتين تراثيتين، أقيمتا الليلة قبل الماضية، تناولتا المعالم الجمالية والتاريخية لزينة وأزياء المرأة الإماراتية وصناعة العباءة الرجالية (البشوت) في الخليج العربي، ضمن أيام الشارقة التراثية في دورتها ال12. وحضر الأمسيتين رئيس قسم الشؤون الثقافية بالدائرة رئيس لجنة المقاهي الثقافية بالأيام التراثية، محمد القصير، وعدد من المختصين والباحثين وضيوف المهرجان من الدول العربية والإسلامية والعالمية. وقدم الأمسية الأولى الباحث الإماراتي، سالم عبيد هلال، وأدارها الإعلامي خالد المطروشي، وتناولت بشكل فاعل عوالم وملامح أزياء وزينة المرأة الإماراتية في ذاكرة الموروث الشعبي والمجتمعي، وأهم أنواع الأقمشة ومسمياتها وخصائصها وأشكالها، إضافة إلى المحاور التي تتطرق إلى الأزياء الإماراتية التقليدية وتعريفاتها اللغوية وتاريخها، وأهم المنسوجات التي صنعها سكان الإمارات في الماضي، لاسيما في الأقمشة وأدوات الزينة وخامات الملابس والبراقع والحلي، وغيرها من مفردات الزينة الحاضرة في ذاكرة المرأة الإماراتية. وتطرق الباحث سالم هلال إلى أهم صفات وسمات أزياء المرأة الإماراتية وخصائصها الجمالية والمجتمعية المنبثقة في أصلها عن قيم المجتمع العربي والإسلامي، والمتعارف عليه في نسق المجتمع الواحد من أعراف وتقاليد مجتمعية، تمتاز بطابعها الإسلامي وأصلها العربي وذائقتها الخليجية المتنوعة، مستعرضاً أهم العوامل التي تؤثر في اختيار الأقمشة والأزياء لأي بلد، ومنها العوامل الاقتصادية، وفق المستويات الاجتماعية والمناخية والجغرافيا كالجبال والبحار والبراري . وتضمنت المحاضرة تعريفات متعددة لأنواع الأقمشة ومسميات الملابس التي تصل لأكثر من 70 اسماً ونوعاً، منها ثوب النيرة والميزع والتلي المطرز، بالإضافة إلى أنواع العباءات، منها عباءة السويعة التي تلبسها المرأة الإماراتية فوق الرأس في أوقات الفرح والأعراس لوقت محدد فقط، وعباءة أم القيطان المنسوجة والمطرزة بخيوط الذهب والفضة. أما الأمسية الثانية فجاءت بعنوان «صناعة البشوت» عن العباءة الرجالية في الخليج العربي، وأهم خصائصها ودلالاتها وسماتها الجمالية المتعددة، قدمها الباحث الكويتي، علي سليمان، وأدار حوارها مدير بيت الشعر في الشارقة، محمد البريكي. الامارات اليوم