بدأت محكمة «ويستمنستر» الجزئية، في العاصمة البريطانية لندن، أمس محاكمة ثلاثة متهمين في قضية الشروع في قتل الشقيقات الإماراتيات الثلاث (عهود وخلود وفاطمة)، داخل غرفتهن في فندق كمبرلاند في لندن. فيما كشفت الشرطة البريطانية، أن الضحية الرئيسة عهود (34 عاماً)، مازالت في حالة حرجة، وتوقفت وظائف المخ عن العمل بنسبة 95% وفقدت عينها اليسرى وكمية كبيرة من الدماء، بينما تحسنت نسبياً حالة شقيقتيها، وتعاني إحداهما من إصابات في الجمجمة وكسر في الذراع اليسرى وعظمة الوجه، وتعاني الثالثة رضوضاً في الجمجمة وإصابات أخرى. وتفصيلاً، عقدت محكمة ويستمنستر الجزئية، أمس، أولى جلسات محاكمة المتورطين في جريمة الاعتداء على الشقيقات الثلاث، وقررت التأجيل لجلسة 17 أبريل الجاري، مع استمرار حبس المتهمين. ووجه ممثل الادعاء إلى المتهم الأول فيليب سبنس بريطاني الجنسية (32 عاماً)، ثلاث اتهامات متعلقة بالشروع في القتل، إضافة إلى تهمة السطو المسلح. سرقة 18 ألف درهم بالبطاقة البنكية أثيرت تساؤلات في الأيام الأخيرة حول طبيعة الاتهام الذي وجه إلى أربعة متهمين في الواقعة (ثلاثة رجال وامرأة)، بحيازة مقتنيات مسروقة في ظل تأكيدات الشرطة أن الجاني لم يستغرق دقائق في الغرفة، شملت فترة اعتدائه على الشقيقات الثلاث. وقالت الشرطة البريطانية، رداً على سؤال ل«الإمارات اليوم»، إن مقتنيات قيمتها 1000 جنيه إسترليني (6150 درهماً)، سُرقت من غرفة الضحايا، كما سحب الجناة 18 ألفاً و450 درهماً من بطاقة بنكية تابعة لإحدى الضحايا. ورجحت مصادر قريبة من التحقيقات أن يكون الجاني سرق المقتنيات والبطاقات البنكية قبل أن تفاجئه إحدى الضحايا ويبادر بالاعتداء عليهن بطريقة وحشية بمطرقة جلبها معه، وتركها قبل أن يغادر الفندق وملابسه ملوثة بالدماء. وكان الجاني اقتحم غرفة الشقيقات الثلاث في فندق «كمبرلاند بوسط لندن واعتدى عليهن بطريقة وحشية مستخدماً مطرقة تركها في الغرقة قبل أن يفر من المكان». وأفادت السلطات البريطانية، في تصريحات ل«الإمارات اليوم» بأنه تم توجيه تهمتي حيازة بضائع مسروقة والاحتيال من خلال انتحال صفة الغير إلى المتهم الثاني توماس إفريمي (بريطاني 56 عاماً)، فيما وجهت تهمة حيازة مقتنيات مسروقة إلى متهم ثالث يدعى جيمس موس (بريطاني 33 عاماً). ووجهت السلطات البريطانية اتهاماً إلى المتهمة الرابعة كارلي بيكر (بريطانية 31 عاماً) بحيازة مقتنيات مسروقة، ومن المقرر بدء محاكمتها أمام محكمة ويستمنستر الجزئية الثلاثاء المقبل، فيما أفرج بكفالة عن مشتبه فيه خامس لإجراء مزيد من التحريات بخصوصه، ومن المقرر أن يحال إلى المحكمة في مايو المقبل. إلى ذلك، كشف محقق في القضية من شرطة متروبوليتان، آدم جابوس، أن الضحية عهود لاتزال في حالة حرجة للغاية، وتخضع حالياً للعلاج. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة «ميرور» الإنجليزية، إن 95% من مخ عهود توقف عن العمل، ولا يعمل سوى 5% فقط بشكل طبيعي، كما أنها فقدت عينها اليسرى. وأضاف أن الأطباء أكدوا أن بقية أعضائها تعمل بشكل طبيعي، لكن الإصابات بمخها تهدد حياتها، مشيراً إلى أنها مصابة أيضاً بإصابات ظاهرية أخرى، وأنها فقدت كمية كبيرة من الدماء جراء الاعتداء الذي تعرضت له. وأوضح المحقق أن الضحيتين الأخريين تعانيان إصابات متفاوتة، ولاتزالان تخضعان للعلاج في المستشفى، لافتاً إلى أن إحدى الشقيقتين الأخريين تعرضت لكسرين في الجمجمة، وكسر في ذراعها اليسرى وعظام الوجه، ومن المتوقع أن تخضع لعمليتين الأسبوع المقبل. وتابع أن الشقيقة الثالثة أصيبت بكسر في الجمجمة وتمزق في طبلة الأذن اليسرى، وخرجت من المستشفى الثلاثاء الماضي، لكن عادت إليه في اليوم التالي، بعد إصابتها بآلام حادة في الرأس. وقال أحد أقارب الشقيقات الثلاث ل«الإمارات اليوم»، إن «الأسرة ستتخذ الإجراءات القانونية التي تضمن حقوقها، مستنكراً «تعرض نزيلات في فندق يفترض أنه راق لمثل هذا الاعتداء الوحشي، وسط غياب الأمن والحراسة». وأضاف أن «الأسرة تمر بحالة نفسية متردية للغاية، خصوصاً في ظل الحالة الحرجة التي تعانيها عهود، وفقدانها عينها اليسرى»، لافتاً إلى أن «الأطباء لم يحسموا بعد مصير وضعها الصحي». وكان وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، هيو روبرتسون، أعرب، أول من أمس، عن تعاطفه الشخصي والعميق مع المواطنات الثلاث، وقال في بيان رسمي: «أود أن أعبر عن عميق تعاطفي الشخصي معهن، وأؤكد أن مشاعري مع ضحايا الاعتداء وعائلاتهن». وأضاف روبرتسون أنه أكد في اتصال هاتفي مع وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور محمد قرقاش، أن الشرطة البريطانية تضع الأمر على رأس أولوياتها، وأن التعاون الأمني بين الدولتين سيتواصل». الامارات اليوم