بطل مصر وافريقيا فعل كل شيء في المباراة فيما عدا احراز الاهداف في ظل عدم توفيق واضح للاعبين وتالق غير عادي من الحارس المكسيكي أوروزوكو الذي كان في افضل حالاته الفنية والبدنية وكان صدا منيعا للهجوم الاحمر الكثيف علي مدي شوطي اللقاء. كان في مقدور الاهلي أن يخرج فائزا باللقاء لولا بعض علامات الاستفهام التي رسمت نفسها وفي مقدمتها التشكيل الذي دفع به المدير الفني حسام البدري, وايضا عدم ظهور أكثر من لاعب بمستواه العالي مثل عبد الله السعيد ووليد سليمان, بالاضافة الي القراءة الفنية الصحيحة للمدير الفني لمونتيري جوناثان الذي لجأ الي تأمين مرماه بالدرجة الاولي واستغل الهجمات المرتدة السريعة في خطف هدفين ليحصل علي المركز الثالث. لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع ان تهتز شباك الاهلي مبكرا جدا بهدف, ولكن المؤشرات الاولي كانت تلمح الي ذلك بقوة لاسيما في ظل التغييرات التي شهدها تشكيل الفريق ووصلت الي اربعة عناصر اساسية وهي محمود ابو السعود وسيد معوض وعماد متعب والبدء بمحمد ابو تريكة, فلم تكد الدقيقة الاولي تمر الا ويسجل فريق مونتيري المكسيكي هدفا من تسلل يلغيه الحكم النيوزيلندي.. ثم تأتي الدقيقة الثالثة لتشهد هدفا آخر له سجله خيسوس كورونا في الدقيقة الثالثة مستغلا خطأ مشتركا من معوض وابو السعود. كان هذا الهدف نقطة تحول فاصلة في أداء الاهلي فقد سيطر تماما علي مجريات الامور, وتميزت خطوطه بالتقارب لاسيما الوسط والهجوم, وتتميز الجبهة اليمني بقيادة أحمد فتحي بالنشاط, فقد تعددت الهجمات عن طريقه ولكن ظلت اللمسة الاخيرة المشكلة الرئيسية للفريق في ظل التسرع الواضح لادراك التعادل. استمرت خطورة الاهلي خلال نصف الساعة الاولي من المباراة, ويقود معوض اكثر من هجمة خطيرة من الجانب الايسر.. ويحاول عماد متعب الهروب من الرقابة بالعودة الي الخلف, بينما التزم الفريق المكسيكي بالدفاع الضاغط من منطقة الوسط, وتبدأ ملامح الخطورة تتضح من خلال التسديد من بعيد عن طريق وليد سليمان, ويدير الحظ ظهره لبطل افريقيا في الدقيقة30 عندما ترتد كرة عماد متعب من القائم, ثم يهدر فتحي فرصة هدف محقق بسبب تأخره في التسديد. حاول مونتيري الاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة في الدقائق الاخيرة من الشوط, إلا أن وائل جمعة ومن خلفه ابو السعود نجحا في ابطال مفعول كل ذلك لاسيما ابو السعود الذي تألق في الخروج الموفق من مرماه, وتلوح فرصة إدراك التعادل لابو تريكة في الدقائق الخمس الاخيرة ولكن ضربة الرأس تذهب بعيدا عن المرمي, ووسط انتظار الجميع لهدف التعادل يطلق الحكم النيوزيلندي غير الموفق صافرة النهاية معلنا انتهاء الشوط. لم يختلف سيناريو الشوط الثاني كثيرا عن الاول.. فقد سيطر الاهلي علي جميع الامور ولكن التوفيق ظل علي عناده للاعبيه مع تألق غير عادي لحارس مونتيري جوناثان أوروزوكو الذي كان الورقة الرابحة لفريقه في اللحظات الحرجة, بتصديه للعديد من الفرص المحققة, سواء من أبو تريكة او السيد حمدي الذي شارك في الشوط بدلا من متعب. الدقائق الاولي شهدت كما حدث في الشوط الاول هجوم مكسيكي املا في احراز هدف آخر ينهي به احلام الاهلي, ولكن محاولاته باءت بالفشل.. ليمسك بطل مصر بمجريات اللقاء وسط غياب كامل للحظ الذي رفض أن يصالح الفريق في الكثير من الفترات, مثلما حدث في الدقيقة الخامسة عندما سدد ابو تريكة بقوة وينقذها الحارس باطراف اصابعه.. ويحاول السيد حمدي بعد مشاركته بدلا من متعب أن يقدم شيئا ولكن أوروزوكو كان له رأي آخر وساعده في ذلك طوله الفارع الذي جعله يتصدي لكافة الكرات العرضية والعالية باقتدار, بالاضافة الي تحركه بوعي داخل المنطقة. يكثف الاهلي من هجومه بكل خطورة ويراهن علي التسلل لتحجيم منافسه, ويدفع البدري بمحمد بركات بدلا من أحمد فتحي.. ويشرك المدير الفني لمونتيري كازينو بدلا من كورونا لتنشيط خط الهجوم, وتأتي الدقيقة20 لتؤكد أن الحظ علي موعد مع بلاد حوض الامازون باحراز ديلجادو الهدف الثاني وسط السيطرة الكاملة لبطل افريقيا. لم تشهد الدقائق التالية في الشوط أي جديد في ظل عدم التوفيق الغريب للاعبي الاهلي, فعلي الرغم من مشاركة جدو بدلا من وليد سليمان غير الموفق فإنه لم يأت بأي اضافة.. وتتوالي الفرص الضائعة من ابو تريكة والسيد حمدي, وينجح الدفاع المكسيكي في تضييق المساحات بين خطوطه للحد من الخطورة الحمراء في الدقائق الاخيرة, الي ان اطلق الحكم النيوزيلندي المهتز صافرة النهاية بحصول مونتيري علي المركز الثالث والميدالية البرونزية واكتفاء الاهلي بالرابع بعد اداء مشرف بجميع المقاييس.
