افتتحت أمس، في ليبيا محاكمة نحو أربعين من رموز النظام السابق بينهم نجلا العقيد معمر القذافي سيف الإسلام والساعدي، بتهمة المشاركة في قمع الانتفاضة التي أطاحت النظام السابق، قبل أن يتم ارجاؤها إلى 27 إبريل/نيسان . وارجئت المحاكمة بعد نحو أربعين دقيقة على بدئها خصوصاً في غياب عدد من المتهمين . ومن أصل 37 متهماً، مثل 23 أمام المحكمة الجنائية في طرابلس وسط إجراءات امنية استثنائية . ومثل الرئيس السابق للمخابرات عبد الله السنوسي ورئيس آخر حكومة في عهد القذافي البغدادي المحمودي في قفص الاتهام مع 21 من المسؤولين السابقين الآخرين وهم يرتدون زي السجن الأزرق . وقررت المحكمة القبول بأن يمثل سيف الإسلام القذافي المعتقل في الزنتان ومتهمون آخرون معتقلون في مصراتة أمام المحكمة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة (الفيديوكونفرانس) لأن الظروف الأمنية لا تسمح بنقلهم إلى طرابلس . وقالت المحكمة إن إرجاء المحاكمة سيسمح للمحامين بالاطلاع على الملف . ونفت النيابة ما قاله محامون إنهم لم يتمكنوا من الاطلاع على الملف، وقالت إنها لم تمنعهم سوى من تصوير بعض الوثائق . ويحاكم المتهمون بنحو عشر تهم وجهت إليهم في أكتوبر/تشرين الاول وخصوصاً ارتكاب عمليات اغتيال ونهب وتخريب، وأعمال تمس بالوحدة الوطنية والمشاركة في التحريض على الاغتصاب والخطف وتبديد الأموال العامة . وسيحاكم الساعدي وهو أحد أبناء القذافي ايضا، الذي تم تسليمه الى السلطات الليبية مطلع مارس/آذار بعدما لجأ الى النيجر، في اطار القضية نفسها . لكن يفترض أن يمثل قبل ذلك أمام غرفة الاتهام التي يفترض أن تنظر في ملفه . من جهة أخرى، قال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا امس إن ميناء الزاوية النفطي في غرب البلاد يعمل بصورة طبيعية بعد أن أخلى محتجون المدخل المؤدي إلى المنشآت كما أعيد فتح المصفاة المجاورة له . وأوضح أن ميناء الزويتينة النفطي في شرق البلاد مازال خارج سيطرة الحكومة بعد أسبوع من اتفاق مع مجموعة مسلحة لإعادة فتحه على الفور مع مرسى الحريقة . وأضاف المتحدث أن المؤسسة مازالت تنتظر تأكيد حرس المنشآت النفطية على تمكنه من بسط السيطرة الكاملة على الميناء . ورفعت مؤسسة النفط حالة القوة القاهرة في مرسى الحريقة الأسبوع الماضي ومن المقرر أن تقوم إحدى الناقلات بتحميل الخام من هناك هذا الأسبوع . ومازال المسلحون مسيطرين على أكبر مرفأين في البلاد . في غضون ذلك، دعا المجلس المحلي للعاصمة الليبية طرابلس، أمس، رئيس الحكومة المكلف، عبدالله الثني، إلى العدول عن استقالته وعدم تمكين التشكيلات المسلحة من نيل أغراضها في إرباك المشهد السياسي بالبلاد . وطالب المجلس في بيان، الرئيس الثني "المضى في تشكيل حكومته" عقب اعتذاره الأحد عن مواصلة مهامه بعد تعرضه وعائلته لهجوم مسلح على بيته من قبل مجموعة مسلحة مجهولة . واتهم البيان "من يدعون إلى العصيان المدني في العاصمة طرابلس بالوقوف وراء الحادثة"، معتبراً أن "الاعتداء على حرمة بيت الثني ما هي إلا إحدى الحلقات اليائسة والهزيلة في مسلسل إسقاط الشرعية ومحاولة للدخول بالبلاد في نفق مظلم" . وأعلنت السلطات الليبية فرض منع التجول الليلي على مدينة زليتن (180 كلم شرق العاصمة طرابلس) ابتداءً من امس، لتكون ثاني أكبر المدن بعد سبها التي يطبق فيها هذا الإجراء بسبب تفاقم الأوضاع الأمنية . وطلبت قوة "درع ليبيا الوسطى" من سكان مدينة زليتن عدم التجول بعد منتصف الليل ولغاية ساعات الصباح، وعممت عليهم أرقام هواتف لطلب الحماية بعد زيادة معدلات الخطف والسرقة بقوة السلاح من دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية بالمدينة من توفير الأمن والأمان للسكان . (وكالات) الخليج الامارتية