أحرق مسلسل تلفزيوني سفينة كبيرة مصنوعة من قصب البردي في أهوار العراق لتكون النهاية الحقيقية للعمل الذي إستمر تصوير مشاهده لأكثر من شهرين. المسلسل، الذي سيعرض في شهر رمضان، من إنتاج قناة (العراقية) عبر الشركة المنفذة (فنون الشرق الأوسط)، فيما كان موقع تصوير العمل في أهوار محافظة ميسان، وشارك فيه عشرات الممثلين المعروفين من أجيال مختلفة فضلاً عن فناني المحافظات وعدد من الفنانين السوريين الذين جسدوا الشخصيات الأجنبية العاملة هناك . وقال الفنان فلاح ابراهيم الذي يؤدي دوراً رئيسياً في العمل: حزنت حزناً كبيرًا وأنا أشاهد السفينة تحترق أمام عيني، كان المشهد مؤثراً لجميع الذي عملوا في المسلسل ، لأننا أمضينا مدة 45 يوماً معها ، وكنت مع الذين يبنونها اولاً بأول، من لحظة تأثيثها الى ان اكتملت ، كوني اجسد شخصية (الحاج علي) ،الرجل الذي يتفق معه هيردال ،الذي جسد شخصيته الفنان فارس دانيال، على بناء السفينة ، وبصراحة كانت لحظة مؤلمة جدًا أن أرى هذه السفينة تحترق ولكن هذا سيناريو المسلسل . وأضاف: حكاية المسلسل تتناول قصة حقيقية عاشها أبناء الأهوار أواخر الثمانينيات من القرن الماضي ، وتدور حول قيام فريق العمل الآثاري بقيادة العالم النرويجي المستشرق الدكتور (ثور هيردال) بتنفيذ أول مشروع لبناء سفينة من قصب البردي تنطلق من أهوار العراق لتطوف العالم بحراً إنطلاقًا من شط العرب. وتابع: سفينة سومر هي التي بناها هيردال الذي اراد ان يثبت ان هناك مسطحات مائية كبيرة في العراق تحتاج الى اهتمام الأممالمتحدة ولذلك رفع علم الاممالمتحدة على السفينة التي ابحرت ،اما اسباب حرقها فهي ان هيردال كان عندما يمر بالدول عبر البحار تطالب برفع اعلامها بينما هو لا يريد الا ان يرفع علم الاممالمتحدة ليؤكد للعالم انها بنيت من القصب والبردي في اهوار العراق ، وهذا ما اضطره الى حرقها في البحر الاحمر . وأوضح : السفينة في المسلسل استغرق بناؤها لمدة شهر ونصف بينما في الحقيقة لمدة ستة اشهر، وهي عملاقة وكبيرة ، وتعب المهندسون والعمال في بنائها كثيرا، وعندما نزلت في نهر دجلة وصورنا مشاهد الرحلة قام الانتاج بحرق السفينة لان الحدث الرئيسي الذي يعتمد عليه المسلسل هو عملية حرقها ، وهناك كثر تمنوا ان لا تحرق السفينة وان يتم الابقاء عليها ولكن بقاءها لن يدم اكثر من سنة او سنتين بسبب المادة المصنعة منها. وختم فلاح كلامه بالقول : اعتقد ان المسلسل سيشكل فعلاً رائعًا ببناء السفينة والاهم هو عملية كشف جميلة لطبيعة العراق ، وطبيعة الانسان العراقي الساكن في تلك المنطقة ، طيبته ومحبته وحرصه على ان يكون مساعدا للاخرين ، المسلسل فيه انصاف كبير للانسان الجنوبي ، حيث يوضح المسلسل ان سكان الاهوار مجرد ان عرفوا ان السفينة ستقدم خدمة للاهوار تسابقوا لتقديم خدماتهم لهيردال ، فصارت بينهم علاقات مميزة واجبروا هيردال على اقامة احتفال كبير صرح خلاله على انه سعيد جدا ان التقى بهكذا ناس، المسلسل ليس فيه صراع واضح بقدر ما فيه دعوة للمحبة والحفاظ على هذا المسطح المائي الذي من الممكن ان يكون (مصفى) للكرة الارضية . الى ذلك يوضح كاتب المسلسل الفنان الدكتور عبد المطلب السنيد ما جاء في العمل قائلا : في عام 1978 جاء فريق عمل آثاري بقيادة العالم النرويجي الدكتور (ثور هيردال) لتنفيذ أول مشروع يحمل مغامرة دراماتيكية عالمية لبناء سفينة من قصب البردي تنطلق من أهوار العراق لتطوف العالم بحرا ، لتؤكد حقيقة تاريخية تنص على أن السومريين اصحاب اولى الحضارات التي إخترعت الحرف ، ومنهم بدأ التاريخ يدون بعد إكتشاف الحرف وهم الذين حققوا تواصلاً سلمياً مع العالم من خلال التجارة والإكتشاف في العيش المشترك مع الإنسان في كل بقاع المعمورة. وتابع : وتكونت علاقات حميمة في طريقة مساعدتهم والإندماج بصدق في بناء السفينة التي تمثل سومر القديمة بروح الإنسان السومري العراقي الجديد الذي يحمل الطيبة والكرم والشجاعة والمغامرة ، ومن خلال صدق العمل تولدت علاقات إنسانية درامية مثل قصة الحب التي قادت الى زواج حبيبين من أهل الهور مما أغاض بعض الحاقدين الذين إتهموا الفريق بالجاسوسية ليفشلوا مشروعهم الذي إمتد إلى البحث في زقورة أور حيث كانت هناك عصابة لتهريب الآثار والتي كانت تعمل بحرية لأنها مسنودة من ثلة لها مكانة كبيرة في الحكومة آنذاك ،وأخذوا يثيرون المشاكل لفريق العمل ولكنهم لم يستطيعوا ثني أهالي الهور وفريق عمل الدكتور هيردال عن إكمال السفينة والإبحار فيها من شط العرب وصولا إلى البحر الأحمر ، وهنا حدث مشكل درامي حيث منعت السفينة من إكمال رحلتها نحو العالم بحرا وذلك نتيجة الحروب وتدخل القوات العالمية أيام بدايات الحرب الباردة وحروب الأثيوبيين والصوماليين وجيبوتي واليمن مما إضطر فريق العمل السلمي ألا يسلم أمره لقوى الحرب التكنولوجية لأن مهمته سلمية وإتفقوا بعد أن رفعوا رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة يشكون الدول العظمى التي تريد أن ترفع علمها على السفينة مما رفض فريق العمل ذلك مما أضطرهم لحرق السفينة في منتصف البحر الأحمر . ايلاف