بدأت القوات النظامية السورية أمس، هجوماً على الأحياء المحاصرة في مدينة حمص (وسط)، آخر معاقل المعارضة، في ما عرف ب"عاصمة الثورة" في بداية الأزمة، يأتي ذلك بعد هدنة استمرت أسابيع في فبراير/ شباط، بموجب اتفاق بين السلطات ومقاتلي المعارضة بإشراف الأممالمتحدة، تم خلالها إجلاء أكثر من 1400 مدني وإدخال مواد غذائية ومساعدات . وذكر التلفزيون الرسمي أن وحدات عسكرية بالتعاون مع جيش الدفاع الوطني "حققت نجاحات مهمة في حمص القديمة"، مشيراً إلى أنها "تتقدم باتجاهات (أحياء) جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح"، وتشكل هذه الأحياء مع حمص القديمة مساحة لا تتجاوز أربعة كيلومترات مربعة تحاصرها القوات النظامية منذ نحو سنتين، وتفتقر إلى أدنى المستلزمات الحياتية . وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن "العملية العسكرية بدأت الاثنين، بعد استقدام قوات النظام تعزيزات من جيش الدفاع الوطني" . وقال إن القوات النظامية "تمكنت من السيطرة على كتل من الأبنية" لجهة جورة الشياح، لافتاً إلى أن "هذا التقدم لا قيمة عسكرية له بعد" في المنطقة التي ما زال فيها نحو 1200 مقاتل، إضافة إلى 180 مدنيا بينهم ستون ناشطاً . وأشار ناشط يقدم نفسه باسم أبو بلال موجود داخل هذه الأحياء إلى أنها "المرة الأولى التي يتقدم النظام فيها في مدينة حمص منذ السيطرة على حي الخالدية صيف 2013" . على جبهة أخرى، واصلت القوات النظامية مدعومة من "حزب الله" اللبناني تقدمها في منطقة القلمون الاستراتيجية بعد سيطرتها على بلدة معلولا وعدد من التلال المجاورة، ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة عسال الورد" الملاصقة لمعلولا . في العاصمة دمشق، التي تشهد منذ فترة عودة لسقوط قذائف الهاون التي مصدرها إجمالاً مواقع لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، قتل طفل وأصيب أكثر من 40 آخرين بجروح في سقوط قذائف . وقال عدد من أهالي حي باب توما ذي الأغلبية المسيحية "لقد قتل ما لا يقل عن خمسة أطفال وجرح نحو 45 طفلا بعد سقوط قذائف على مدرسة المنار في حارة الجورة، ما أثار الرعب والهلع في نفوس كل الأهالي وطلاب المدرسة المكتظة، وحالات بعض الطلاب حرجة جداً بينما البعض الآخر بين خفيفة ومتوسطة" . وقال أهالي من حي دويلعة ذي الأغلبية المسيحية أيضاً إن قذائف سقطت قرب إحدى الكنائس والمدارس وأحدثت أضراراً مادية وجرح بعض الأشخاص تصادف وجودهم هناك . وقالت مصادر معارضة ومواقع إلكترونية تابعة لها إن "نظام الأسد هو مصدر هذه القذائف كي يرعب الأقليات المسيحية"، إلا أن وسائل إعلام النظام أعلنت أن "إرهابيين أطلقوا قذائف على مدارس في باب توما والدويلعة" . وأفادت معلومات متطابقة من مصادر عدة أن "قذيفتي هاون أصابتا محيط ساحة الأمويين، إحداهما سقطت بالقرب من قيادة الأركان العسكرية"، مشيرةً إلى "وقوع إصابات وأضرار مادية في المكان" . وأظهرت لقطات صورها هواة وحُملت على موقع للتواصل الاجتماعي معارك شرسة في أنحاء سوريا في الأيام الأخيرة، حيث شن مقاتلو المعارضة هجمات في اللاذقية ومنطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق وفي حلب، وأوضحت لقطات مصورة يقال إنها سجلت يوم الاثنين، مقاتلي المعارضة يخوضون معارك ضارية مع القوات النظامية في حي الراموسة في حلب، ويبدو مقاتلو المعارضة في التسجيل المصور يطلقون قذائف صاروخية (آر .بي .جيه) بشكل متتابع . وأظهر فيديو آخر يقال إنه صور أيضا الاثنين مقاتلي المعارضة يهاجمون منطقة في ريف اللاذقية، ويطلقون صواريخ "غراد" على بلدات البدروسية ورأس البسيط والمشرفة . وأظهرت اللقطات المصورة معارك في المليحة في ريف دمشق، يومي أمس، وأول أمس الاثنين . (وكالات) الخليج الامارتية