أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، أن القمة العالمية للاقتصاد الأخضر التي انطلقت أمس في دبي، تستهدف البحث في التحديات التي تواجه البشرية في توفير طاقة مستدامة ونظيفة تلبي احتياجات شعوب العالم من الطاقة اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفر التطور والرفاه. وقال سموه: إن انعقاد هذه القمة يأتي في وقت يواجه فيه العالم تحديات كبيرة، تفرض علينا جميعاً التكاتف والتآزر لمواجهتها بمختلف السبل والحلول الإبداعية، خاصة وأننا نتطلع إلى الشباب، ليكون له دور أساسي في هذه الحلول، لضمان المستقبل الواعد والمأمول، وذلك من خلال تطوير المبادرات وتكريس التقنيات لاستخدام الطاقة البديلة والمتجددة لتوفير احتياجات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية من الطاقة. جاء ذلك في كلمة خلال افتتاح قمة الاقتصاد الأخضر، ألقاها نيابة عن سموه سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي وعضو مجلس الإدارة المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس القمة التي تعقد برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والتي تعتبر أول قمة عالمية للاقتصاد الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعقد بعنوان "شراكات عالمية لمستقبل مستدام" بالقاعة رقم 8 في مركز دبي العالمي للمؤتمرات والمعارض، حيث جمعت قادة حكوميين ومجتمع المال والأعمال، بهدف عقد شراكات دولية، ورسم معالم المستقبل المستدام لشعوب العالم، وبمشاركة أعرق وأهم المؤسسات الدولية المهتمة بالاقتصاد الأخضر. تبادل الخبرات وتفضل سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، يرافقه سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي وعضو مجلس الإدارة المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بافتتاح القمة بحضور معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة، ومعالي حكيمة الحيطة وزيرة البيئة في حكومة المملكة المغربية، وألون ديفيس وزير الموارد الطبيعية والأغذية في حكومة ويلز، وميشيل صبان نائب رئيس في إيل دو فرانس ورئيس مؤسسة الطريق إلى باريس 2015، واللواء خميس مطر المزينة القائد العام للقيادة العامة لشرطة دبي، والدكتور مطر النيادي وكيل وزارة الطاقة، وعدنان أمين مدير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "ارينا"، والمهندسة عائشة العبدولي الوكيل المساعد لوزارة البيئة والمياه لشؤون البيئة، وعدد من السفراء والقناصل المعتمدين لدى الدولة، كما شهد الافتتاح عدداً كبيراً من الفعاليات الاقتصادية والتجارية والعلمية الوطنية والعالمية، وكبار المسؤولين والإعلاميين في الدولة. ورحب سعيد محمد الطاير في الكلمة التي ألقاها، بالمشاركين، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات وأحدث التجارب وأفضل الممارسات، بما يحقق الهدف المشترك، وهو التحول نحو الاستخدام الواسع والمستدام للطاقة المتجددة التي تعد عماد الاقتصاد الأخضر. مركز ريادي وأشار إلى أن الإمارات قطعت شوطاً بعيداً في مضمار الاقتصاد الأخضر، وتبوأت مركزاً ريادياً في هذا المجال، من خلال رؤية الإمارات 2021، لتكون الدولة من أفضل دولة العالم بحلول عام 2021، حيث وضعت توجهاتها الاستراتيجية لبيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة، لترتكز على أربعة محاور، تتمثل في الاستجابة الفعالة للتغير المناخي والمخاطر البيئية، والمحافظة على الموارد الطبيعية، وتشجيع تنوع النظم البيئية، وتأمين بيئة صحية نظيفة، وخفض نسب التلوث، والاستغلال الأمثل والمتكامل للبنية التحتية الاستراتيجية، وتشجيع تطوير وسائل نقل متعددة عبر الإمارات. وأوضح أن هدف رؤية الإمارات 2021، هو تحقيق النمو المتوازن عبر حزمة من مصادر الطاقة المستدامة، ومنها الطاقة البديلة والمتجددة والطاقة النووية، مشيراً إلى أن عام 2012 م، شهد إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرة طويلة الأمد بعنوان "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة"، والتي أضحت رؤية ومنهاج عمل لمختلف أنشطة الاقتصاد الأخضر بمحاورها المختلفة، بهدف جعل الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في هذا المجال، ومركزاً عالمياً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، تبعها مباشرة وضع استراتيجيات وإطلاق مشاريع وتحقيق إنجازات واعدة، شكلت خطوات غير مسبوقة في مجال الاقتصاد الأخضر، موضحاً أن من أهم الإنجازات والمشاريع، استضافة الإمارات للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "ارينا"، وإنشاء مدينة مصدر ومشاريعها الطموحة، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ووضع استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة، مع خفض الاستهلاك بنسبة 30 % بحلول عام 2030 م، مشروع الشبكات الذكية وهى بمثابة تحويل دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً، وأنظمة كفاءة الطاقة وتشريعات المباني الخضراء، واستضافة معرض إكسبو 2020 م. رؤى وخبرات وقال: إن القمة ستبحث في الحلول، ومن خلالها نتبادل الرؤى والخبرات والتجارب، لتوفير حلول عملية لمختلف قطاعات الاقتصاد، بما فيها طاقة نظيفة من مصادر مستدامة، كون أن هناك، ومن واقع الإحصاءات العالمية، مليار ونصف المليار شخص محرومون من الكهرباء، ويموت سنوياً ما يقارب 3.41 ملايين إنسان كل عام بسبب تلوث المياه ومشاكل الصرف الصحي وتدني الظروف الصحية، وغيرها من الأرقام التي تشكل هاجساً وتحدياً للعالم أجمع، خاصة وأننا نعيش في القرن الحادي والعشرين. وأضاف: لا يخفى علينا أن الكثير من المعاناة التي يعيشها البشر تأتي من نقص موارد الطاقة التي تشكل عصب الحياة الحديثة، وأضحي لزاماً علينا العمل الجماعي لمواجهة هذا التحدي، مؤكداً على أن هذه القمة تشكل منصة عالمية متقدمة ومتكاملة لصناع القرار والخبراء لتبادل الآراء والرؤى والخبرات والتجارب لوضع أساس متين، وتوجه واضح المعالم ومحدد الأهداف والآليات نحو اقتصاد أخضر. وتابع: تشكل هذه القمة أيضاً منطلقاً إلى قمة تغير المناخ التي يتم الإعداد والتحضير لها "الطريق إلى باريس 2015" "باريس COP"، والتي تشكل حلقة في سلسلة مساعي العالم نحو طاقة نظيفة من مصادر متجددة، توفر احتياجات البشر من الطاقة، وتحمي مناخ الأرض من التلوث، وتسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبشرية جمعاء. ونوه الطاير بالتطلع لاعتبار انعقاد هذه القمة، إيذاناً بعصر جديد للتنمية المستدامة، والذي سيكون مرهوناً بالعمل المشترك والتكامل، وتبادل الأفكار من أجل رسم خريطة طريق للاستدامة والاقتصاد الأخضر، الذي سيكون بمثابة قاطرة المستقبل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفقر لكافة شعوب الأرض، موجهاً الشكر والتقدير إلى الشركاء الاستراتيجيين، مثل وزارة الخارجية، ووزارة الطاقة، ووزارة البيئة والمياه، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "ايرينا". حشد الجهود وأكد معالي راشد بن فهد وزير البيئة والمياه، أن أعمال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والتي تأتي استضافة الدولة لها في إطار الحرص على مواصلة مساعي حشد الجهود العالمية لتطبيق نهج الاقتصاد الأخضر على أوسع نطاق ممكن، وفي إطار اهتمامنا بالاستفادة من التجارب والخبرات الدولية لتعزيز جهودنا لتطبيق نهج الاقتصاد الأخضر الذي اعتمدناه نهجاً استراتيجياً في سياق التنمية المستدامة، بموجب استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتؤسس لمرحلة جديدة من التوازن بين التنمية والبيئة، تضمن نمواً اقتصادياً طويل المدى يحافظ على البيئة وبيئة غنية تدعم النمو الاقتصادي. وقال في كلمة ألقتها نيابة عنه المهندسة عائشة العبدولي الوكيل المساعد لوزارة البيئة والمياه لشؤون البيئة: منذ إطلاق استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء في عام 2012، عملت دولة الإمارات على وضع استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء موضع التنفيذ. أداة مهمة في بناء المستقبل قال معالي راشد بن فهد وزير البيئة والمياه، في كلمته التي ألقتها نيابة عنه المهندسة عائشة العبدولي الوكيل المساعد للوزارة: إن الاقتصاد الأخضر يمثل أداة مهمة، بل الأداة الأهم، في بناء المستقبل الذي نصبو إليه، وأن التحول نحو الاقتصاد الأخضر هو أمر حتمي للجميع، وأن هناك حاجة ماسة لإحداث تغييرات جوهرية في المواقف والسلوكيات والشراكات لوضع هذا النهج موضع التطبيق الفعلي، وهو ما خلص إليه المؤتمر العالمي الأول للشراكة من أجل الاقتصاد الأخضر، الذي كان لنا شرف استضافته في دبي في أوائل الشهر الماضي. وتابع: ندرك حجم الجهود والاستثمارات المطلوبة لتحويل الاقتصادات الوطنية إلى اقتصادات خضراء منخفضة الكربون، وحجم التفاوت في القدرات والإمكانات بين دول العالم الذي يمكن أن يحد من قدرة العديد من الدول، لا سيما النامية، على تبني هذا النهج. ومن هنا، فإننا نجدد الدعوة إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل تيسير عملية التحول نحو الاقتصاد الأخضر على النطاق العالمي، وفق المبادئ والاعتبارات التي تضمنتها وثيقة "المستقبل الذي نصبو إليه"، الصادرة عن مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة "ريو 20"، ونحن على ثقة بأن القمة العالمية للاقتصاد الأخضر ستشكل خطوة مهمة في هذا السياق. وقام سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، بتكريم المشاركين في الجلسة النقاشية التي شكلت بعضاً من معالم الطريق إلى الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة. البيان الاماراتية