اقترع الناخبون الجزائريون، أمس الخميس، في انتخابات رئاسية بدا فيها الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الأوفر حظاً للفوز بولاية رابعة، وسط دعوات من باقي المرشحين لتحصين الأمة وتحذيرات من التزوير ونداءات للمقاطعة لأطراف غير مشاركة . وبلغت نسبة المشاركة الأولية 04 .37 في المئة من نسبة المسجلين، فقد شهدت بعض المناطق أعمال عنف متفرقة أسفرت عن عشرات الجرحى وإغلاق بعض مكاتب التصويت . وبث التلفزيون الحكومي صوراً لبوتفليقة يدلي بصوته أمس في مكتب التصويت في الأبيار بأعالي العاصمة الجزائرية وهو على كرسي متحرك يدفعه أحد حراسه الشخصيين ويرافقه عدد من أفراد عائلته، هم أخوه ناصر مع ابنه وأخوه الأصغر السعيد مستشاره الشخصي في رئاسة الجمهورية . وحيا بوتفليقة الذي لم يظهر أمام الجزائريين مباشرة وليس عبر الإعلام منذ سنتين، المصورين وموظفي مكتب التصويت بيده اليمنى بعدما وضع الظرف في الصندوق وبصم باصبع يده اليسرى في سجل الناخبين من دون أن يدلي بأي تصريح . وغير بعيد عن حي الأبيار صوت منافسه الأكبر علي بن فليس في حيدرة حيث ذكر بتحذيره من التزوير . وقال "إما أن العملية (الانتخابية) تكون نظيفة نقية غير مشوبة بالتزوير وتذهب الجزائر إلى المستقبل والأمان وإن كان عكس ذلك فإن الأزمة ستتعمق" . وأضاف "لا أتمنى حدوث التزوير الذي حذرت منه كذلك طوال الحملة الانتخابية وما زلت أحذر منه اليوم لأن مستقبل الجزائر وحل أزمتها لا يكون الا بالخيار الحر والسيد للشعب الجزائري" . من جهتها، أكدت المرشحة للانتخابات الرئاسية لويزة حنون أن "أكبر انتصار يمكن تسجيله بغض النظر عن نتائج الاقتراع هو أن تخرج الأمة من هذا الاختبار محصنة وموحدة أكثر من أي وقت مضى" . وقالت حنون، وهي السيدة الوحيدة المرشحة، في تصريح صحفي عقب الإدلاء بصوتها وسط العاصمة الجزائرية "أنا متفائلة بخصوص تجاوب الشعب الجزائري لأنه يعكس وعيه وضميره الحي وقدرته الفائقة على الفرز السياسي وتحديد الأولويات" . بدروه أعرب المرشح عن جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز عقب الإدلاء بصوته بالعاصمة الجزائر عن أمله بأن تجرى العملية الانتخابية في شفافية لضمان نجاح الديمقراطية بالجزائر . وأوضح "كل أملي أن تتم العملية الانتخابية في كنف الشفافية وبروح وطنية مسؤولة لضمان نجاح العملية الديمقراطية بالجزائر" واصفاً الانتخابات الرئاسية بأنها "منعرج هام" . من جهة أخرى، قال المرشح موسى تواتي إنه يفضل التصويت "بورقة بيضاء" في حال عدم اختيار مترشح معين بدلاً من اللجوء "إلى بدائل تهدد استقرار البلاد" . وقال تواتي عقب الإدلاء بصوته بمدينة المدية جنوبيالجزائر إن "الشعب الجزائري لن ينقاد إلى العنف . . أنا استبعد اللجوء إلى العصيان المدني أو العنف كون المواطن الجزائري يرفض كل أشكال الفوضى التي قد تقود البلاد نحو المجهول" . وقال المرشح علي فوزي رباعين إنه ينبذ العنف مهما كان نوعه معرباً عن أمله بأن يكون الاستحقاق الانتخابي "بمثابة عرس وطني يشارك في صناعته كل الشعب الجزائري" . كما اعرب رباعين عقب الادلاء بصوته وسط العاصمة الجزائرية عن أمله بأن تكون نتائج الانتخابات الرئاسية "مطابقة للواقع" . وشابت العملية الانتخابية، حوادث متفرقة خاصة في البويرة جنوب شرقي الجزائر، حيث اندلعت مشادات بين السكان الرافضين للعملية الانتخابية وقوات الدرك، ما اسفر عن 70 جريحاً، بحسب مصادر متطابقة . واندلعت الأحداث مباشرة بعد فتح مراكز التصويت في الساعة السابعة بتوقيت غرينتش عندما حطم مجموعة من الشباب صناديق الاقتراع في مناطق الرافور ومشدالة والصهاريج بالبويرة (120 كلم جنوب شرقي الجزائر)، بحسب مصادر محلية . واسفرت المواجهات عن 70 جريحاً منهم 47 دركيا، نتيجة الاختناق بالغاز والرشق المكثف بالحجارة . وكان الرافضون للانتخاب ومنهم ملثمون يهتفون بالأمازيغية "اولاش الفوت" ومعناها بالعربي "لا يوجد انتخاب"، بينما حمل أحدهم لافتة كتب عليها "هنا جنازة" . وتسببت الحوداث في توقف عملية التصويت لبعض الوقت قبل استئنافها تحت حماية مكثفة من قوات الدرك . واستخدمت قوات الدرك قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق الرافضين للانتخاب الذي كانوا يحاولون منع السكان من المشاركة في التصويت . وفي العاصمة الجزائرية أوقفت الشرطة المنتشرة بشكل مكثف، خمسة شبان كانوا يهتفون بشعارات معارضة للسلطة . وصرح وزير الداخلية الطيب بلعيز في منتصف النهار بأن الانتخاب جرى "في ظروف جيدة" وأن هناك "إقبالاً كبيراً في 50 ألف مكتب تصويت" في أرجاء البلاد . وكانت قناة "الشروق نيوز" الجزائرية ذكرت أنه تم إضرام النيران في نحو 19 صندوق اقتراع وذلك ببلدية آيت أرزين بدائرة ايجيل قبل مجهولين . وتمت الجريمة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء ولم يتم التعرف بعد إلى هوية الفاعلين، ويعد هذا الحادث الأول من نوعه . . وقد بدأت الأجهزة الأمنية في إجراء تحقيقات لمعرفة مرتكبي هذا التجاوز الخطر الذي يؤثر سلباً في الانتخابات الرئاسية . ودعا تحالف من أربعة أحزاب إسلامية وحزب علماني ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات احمد بن بيتور الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، واقترحوا "مرحلة انتقالية ديمقراطية بعد 17 إبريل/نيسان" . (وكالات) محمد صبيح: نجاح الديمقراطية الجزائرية مهم للدول العربية اعتبر السفير محمد صبيح رئيس وفد مراقبي جامعة الدول العربية للانتخابات الجزائرية أن نجاح الديمقراطية في الجزائر مهم بالنسبة إلى الدول العربية . وقال صبيح، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أمس الخميس، إن هناك إقبالاً من الشعب الجزائري على الانتخاب الحر من أجل نجاح الديمقراطية وهو شيء ثمين ومهم بالنسبة للدول العربية، معرباً عن ارتياحه للتفاهم السائد بمكاتب الاقتراع بين ممثلي المرشحين الذي يدل على أن التنافس بين هؤلاء يصب في مصلحة الجزائر من أجل انتخابات شفافة وديمقراطية تظهر الوجه المشرف لهذا البلد . وأضاف أن أعضاء الوفد كانوا موجودين بمختلف الولاياتالجزائرية قبل فتح مكاتب الاقتراع للانتخابات أمس الخميس، وأن التقارير التي وصلت مكتب العمليات بالعاصمة أثبتت أن العملية تسير بشكل سلس بالنسبة للمواطنين . وأكد أن العملية الانتخابية سارت بشكل شفاف، وكان هناك إقبال على صناديق الاقتراع من جميع شرائح المجتمع وبشكل متفاوت من ولاية إلى أخرى، ولم يخف تسجيل بعض "الأحداث والتجاوزات" استناداً إلى التقارير الواردة . (وكالات) اعتقال علي بلحاج اعتقلت الشرطة الجزائرية علي بلحاج الرجل الثاني في جبهة "الإنقاذ" الإسلامية المحظورة التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الخميس . جاء ذلك عندما كان بلحاج يتفقد مكاتب التصويت بحي باب الوادي الشعبي بالعاصمة الجزائر، بالتزامن مع أحداث عنف في مناطق عدة بمنطقة القبائل تزامناً مع إعلان وزير الداخلية نسبة مشاركة "محترمة" في الساعتين الأوليين من بداية الاقتراع . واندلعت أحداث شغب ببلدة حيزر في ولاية البويرة بمنطقة القبائل (95 كيلومتراً شرقي الجزائر)، حيث احتج المتظاهرون على تصويت العسكريين قبل أن يتطور الأمر إلى صدامات . (وكالات) الخليج الامارتية
