فتحت الانتخابات الرئاسية الجزائرية أبوابها هذا الصباح. والضيف الأبرز على صناديق الاقتراع، الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة، والذي ظهر على كرسي متحرك لينتخب نفسه لدورة رئاسية رابعة. في مدرسة البشير الإبراهيمي، كان بوتفليقة يرحب بالحاضرين، دون الإدلاء بأي كلمة لهم، في ظهور نادر منذ قرابة السنتين. أما الخصم الأبرز، فهو علي بن فليس، الذي ظهر يدلي بصوته هو الآخر، وتحدث بين مؤيديه. نحو 23 مليون جزائري مسجلين في قوائم المنتخبين، يدلون بأصواتهم في نحو 50 ألف مركز اقتراع، يحميها أكثر من 260 ألف شرطي، لمدة 11 ساعة قابلة للتمديد ساعة واحدة. وكان صاحب الحظ الأوفر بوتفليقة قد فاز بنسبة 90% من الأصوات في الانتخابات السابقة، وفي هذه المرة، ومع تزايد نداءات المقاطعة ومزاعم التزوير، سيكون التركيز على نسبة الإقبال على الاقتراع. ومع تزايد اتهامات المعارضة بالتزوير، استنكرت منظمة "مراسلون بلا حدود" إقصاء الصحافيين وبطء النظر في طلبات تأشيرات من يرغب في تغطية الانتخابات الرئاسية، وتحديد أماكن التغطية مسبقاً. ويتحدث خصوم بوتفليقة عن خروقات، ويحذرون من التزوير، وبوتفليقة يتوجه نحو ولاية رابعة رغم المتاعب الصحية. ومن جهة أخرى أفاد مراسل قناة "العربية" بالجزائر بإصابة 80 شخصاً، بينهم عدد من عناصر الدرك الوطني الجزائري في مشادات بين قوات الأمن ومتظاهرين بقرية "رافور" ببلدة أمشدالة بولاية البويرة القريبة من العاصمة الجزائر. واندلعت المشادات بعد حرق متظاهرين صناديق اقتراع، وإعلان رفض إجراء الانتخابات الرئاسية والدعوة إلى المقاطعة. وفي منطقة السحاريج بولاية البويرة، أحرقت مجموعات شبابية صناديق اقتراع بمركز انتخابي، وببلدة أغبالو التابعة لنفس الولاية حاصر متظاهرون مكاتب اقتراع، قبل أن تتدخل قوات الأمن. وببلدة آيت رزين بأقبو بولاية بجاية شرق الجزائر، أحرق مجهولون مكتب اقتراع. ودعت تنظيمات مدنية غير معتمدة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، أبرزها حركة بركات وحركة رفض، إضافة إلى ناشطين ينتمون إلى حركة "الماك" التي تطالب بالحكم الذاتي في منطقة القبائل ويقودها المغني فرحات مهني من باريس. وفي ولاية غرداية التي تشهد منذ 10 أيام مواجهات مذهبية وعرقية، هدأت الأوضاع، وتوجه الناخبون إلى مكاتب التصويت استجابة لنداء وجهه أعيان المدينة. وأرسلت السلطات الجزائرية تعزيزات أمنية إلى هذه المناطق وتأمين مكاتب التصويت، وتم نشر 180 ألف عنصر أمن على كامل ربوع البلاد، إضافة إلى قوات الدرك والجيش. وبدأ الجزائريون صباح اليوم التصويت في خامس انتخابات رئاسية تعددية في البلاد، لانتخاب ثامن رئيس منذ الاستقلال. المصدر: العربية نت