يعيش المدرب الإيطالي مارشيللو ليبي (64 عاماً) الذي حصد ثنائية اللقب والكأس لفريقه الصيني غوانزهو إيفرغراند نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أجمل أيام حياته في مدينة كانتون مقر أفضل ناد في الصين، ومن دون أي شعور بالندم لكن بطل مونديال ،2006 مع الآزوري الذي يتقاضى حالياً 10 ملايين يورو سنوياً، لا يريد العودة مجدداً للتدريب في إيطاليا، كما قال في حوار مع مجلة "فرانس فوتبول" على هامش عودته لإيطاليا في إجازته السنوية، وقبل عودته لكانتون الشهر المقبل استعداداً للموسم الجديد، جاء فيه: كيف تقيم حصد لقبي الدوري والكأس للفريق في أول موسم معه؟ أشعر بفخر كبير وقد حافظ الفريق على عذرية شباكه في أرضه طوال الموسم، وحضر في المباراة النهائية 45 ألف متفرج شاركنا الفرحة باللقب، ثم حضر 40 ألف مشجع لتتويجنا بالكأس الشهر الماضي . قل لنا بصراحة، هل الشعور بلقب الصين هو نفسه الشعور بلقب إيطاليا؟ نعم، نفس الشعور لكن حمل كأس العالم مع المنتخب عام 2006 له مذاق مختلف تماماً . وهل منحك الفوز بالثنائية في الصين الثقة مجدداً بعد الخروج من دور المجموعات مع إيطاليا في 2010؟ لست بحاجة لاستعادة الثقة في نفسي فأنا مدرب منذ 30 عاماً، وفزت بلقب العالم وبخمسة ألقاب محلية في إيطاليا وبلقب دوري أبطال وكأس السوبر الإيطالية . إذن لم يعد مونديال 2010 جرحاً في ذاكرتك؟ بلى، ما زال جرحاً لكن يوجد في مسيرتي المهنية محطات فرح أكثر من الإحباط . في هذا الموسم، أقصي فريقك غوانزهو من الدور الربع نهائي من بطولة دوري أبطال آسيا على يد الاتحاد السعودي (2-4 في الذهاب، 2-1 في الإياب) . بغض النظر عن الخروج كانت مباراة الإياب التي فزنا بها من أكثر المباريات سوءاً في الحظ والأكثر روعة في مسيرتي كمدرب . كنا متقدمين بهدفين نظيفين ثم سجل الاتحاد هدفاً في الوقت القاتل، وقد صفق لنا الجمهور مدة 10 دقائق بعد المباراة، وعندما ذهبت لغرفة المؤتمرات الصحافية صفق لنا الصحافيون مدة 5 دقائق . وهل ترك هذا الخروج أثراً في نفسك؟ ترك أثراً عميقاً، فالفريق لا يستحق الخروج، ولو كنا قد عبرنا الربع نهائي لكانت مواجهة الفرق الأخرى سهلة لأنها من مستوانا . بعد ذلك الخروج، رجحت الصحافة الإيطالية إقالتك من منصبك . هذا بعيد عن الواقع تماماً، وقد التقيت بمالك النادي ورئيسه لوضع برنامج الفريق للمستقبل، وعن طموحات النادي بحمل لقب آسيا، وعن اللاعبين المرشحين للانضمام له . الأجواء في الكرة الصينية مختلفة عن الأوروبية؟ الفارق كبير، في الصين لا يستمر المؤتمر الصحافي سوى 3 دقائق، ولا يوجد فيها العشرات من البرامج التي تتحدث عن كرة القدم . أنت ثاني أعلى المدربين أجراً في العالم بعد مورينيو، هل تشعر بالفخر؟ المردود المادي له حسناته، وإذا ما حصل مدربون مثل مورينيو وكابيللو وأنشيلوتي وأنا على أجور مرتفعة، فهذا بفضل ما حققناه في الماضي، وعندما يقدرني النادي بهذا الأجر فلا شك أنه مصدر فخر لي . بصراحة، كيف هو مستوى المنافسة في الدوري الصيني؟ لا يرقى لمستوى الفرق المنافسة في ال"سيري أي"، لكن الفرق المنافسة في الصين تستطيع مجاراة الفرق الأقل . وما هي حسنات ومساوئ اللاعب الصيني؟ اللاعبون الصينيون جادون في احترافهم، لكن نمط اللعب ما زال بطيئاً وغير هجومي، لذا أطالب اللاعبين دوماً بالتقدم والهجوم، وبمحاولة خطف الكرة من الخصم . أسماء كبيرة اختارت اللعب في الصين مثل دروغبا وأنيلكا في شنغهاي . صحيح لكن شنغهاي شينهوا في المركز ال،11 ولم ينفع شراء لاعبين اثنين النادي في حملته، أما فريقي فيضم 6 لاعبين في لائحة المنتخب الصيني، وفي الموسم المقبل سيرتفع العدد إلى 9 . هل فكرت بتعلم اللغة الصينية؟ كلا، مستحيل فهي صعبة جداً، ولن أحاول حتى تعلمها . أقرأ في الصين بفضل أجهزة الكومبيوتر والآيباد الصحف الإيطالية يومياً، وأشاهد الكثير من الأحداث الرياضية العالمية على التلفزيون الصيني . ولكن كيف تتواصل مع الآخرين هناك؟ كادري يتألف من 6 إيطاليين، ولدينا أربعة مترجمين، ولدي واحد لي خصيصاً، وهو دوماً معي . وأين تسكن؟ أقمت فترة في الفندق قبل الحصول على منزل بمساحة 300 متر مربع، وهو كبير جداً علي، وقد طلبت من اثنين من مساعدي: ماسيميليانو مادولاني ورامبولا القدوم للسكن معي . زوجتي بقيت في إيطاليا لكنها تأتي للصين أسبوعين فقط، وكادري التدريبي كله من دون أسرهم . ألا تشعر بوحدة كبيرة؟ كلا فالتجربة رائعة للغاية، وهناك الكثير من النشاطات للقيام بها . في الفريق لست مدرباً فقط بل أهتم بالأمور الإدارية والتنظيمية وبالكادر، وقد تحسن الفريق كثيراً . أردت خوض تجربة جديدة في بلاد جديدة وقد حققت أمنيتي . جيانلوجي بوفون حارسك في المنتخب سابقاً، قال إنه يشعر بالحزن عندما يرى مدرباً كبيراً مثلك في بطولة أقل من الدوري الإيطالي . الذهاب إلى الصين كان اختياري رغم تلقي الكثير من العروض الأوروبية والإيطالية، لكنني أردت تجربة مختلفة، وما قدمته في إيطاليا كافياً أكثر من اللازم . وهل تفكر في تدريب فريق إيطالي كبير في حال تقديم عرض لك بعد عام أو عامين؟ لن أدرب مجدداً في إيطاليا، عقدي مع غوانزهو يمتد حتى نوفمبر ،2014 وربما أمدد بعدها في حال رغب القائمون على النادي ذلك فأنا سعيد فيه . تتابع الدوري الفرنسي، هل شعرت بالمحنة التي يعيشها ليوناردو وأنشيلوتي في باريس سان جيرمان؟ أجل قرأت عن ذلك، لا أريد الحديث عما يجري هناك . نحن هنا للتحدث عن الصين، وقد تحدثت عن الصين . أنشيلوتي صديقي وسينجح قريباً في قلب النتائج لمصلحته فهو مدرب كبير يدرب نادياً كبيراً . أخيراً، هل صحيح أنك تلقيت عرضاً قطرياً قبل توليك غوانزهو؟ تلقيت اتصالات من الاتحاد القطري والاتحاد الإماراتي حول تدريب منتخبيهما .