من خلال سعيها الدائم في تنفيذ المشروعات المهمة التي تتعلق بجودة التعليم وتطوير وسائل الاتصال المشاركة في العملية التعليمية، بدأت وزارة التربية والتعليم في تنفيذ مشروع بوابة التعليم المتصل، وهو الذي تعتزم تطبيقه في 30 مدرسة كمرحلة أولى، إلى أن يعمم على باقي مدارس الدولة، ويتكون المشروع من ثلاث بوابات إلكترونية بوابة للمعلم وأخرى للطلاب وثالثة لأولياء الأمور . وكانت وزارة التربية والتعليم قد شكلت لجاناً مدرسية في كل مدرسة مستهدفة في المشروع برئاسة مدير المدرسة وعضوية كل من معلم الحاسوب بالمدرسة، ومنسقي مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم والجغرافيا، إضافة إلى دور كل مدرسة في إدارة وتنظيم التعليم الإلكتروني بداخلها وتقديم الدعم الفني والتربوي للمعلمين والطلبة في أثناء تطبيق المشروع ورفع التقارير الدورية إلى اللجنة المركزية وتقييمه في نهاية الفصل الدراسي الثالث من العام الدراسي الحالي . يعد المشروع أحد أهم برامج التعليم الديناميكي الذي يأخذ أشكال التعاون والاتصال كافة، حيث تلائم جميع الاحتياجات التربوية الحديثة، ويمكن أن يعطي قوة وعملية أكثر في الأداء وسرعة الإنجاز حيث متطلبات التعامل مع التقنيات الحديثة التي توفر وتسهل كثير من المعاملات الدراسية اليومية في المدارس . "الخليج" التقت عدداً ممن اختيرت مدارسهم لتكون ضمن المدارس الأولى للمشاركة في المشروع، لنعرف تفاصيل أكثر عنه وكيف يمكن أن يحقق النتائح المطلوبة، من أجل إثراء العملية التعليمية، ومساعدة المعلمين والطلاب وأولياء الأمور على التأقلم مع التطورات الحديثة في مجال التعليم . في البداية تقول بدرية يوسف مديرة إدارة تقنية المعلومات في وزارة التربية إن برنامج "التعليم الإلكتروني" الذي يطبق ويطلق عليه بوابة التعليم المتصل هو أحد أهم البرامج التعليمية الرائدة التي لها الدور الفعال في تسهيل مهام المعلمين والمديرين في اتحاذ قراراتهم إلى جانب المرونة في التعامل مع النظام بالنسبة للقائمين عليه، لافتة إلى أن البوابة تتميز بالمرونة والقابلية للتعديل خاصة أن كل عناصرها متاحة في الفصول الدراسية وفي المنازل وكذلك الهواتف المتحركة . وتؤكد بدرية أن بوابة التعليم المتصل تجمع الشبكات الاجتماعية في مجموعة سهلة من الأدوات سهلة الاستخدام وقابلة للتشغيل والتدريس والتعليم والإدارة حيث يوفر البرنامج لمؤسسات التعليم ما قبل الجامعي فضاء تعليمياً أكاديمياً يعزز المزيد من التعاون والخصوصية والتفاعل . وتوضح أن بوابة التعليم الإلكتروني من خلال الاشتراك فيها يمكن أن توفر سهولة في التواصل مع المدونات الإلكترونية والمؤتمرات السمعية والمسجلة بالفيديو، لافتة إلى أن إدارات المدارس تقوم بالتواصل مع أولياء الأمور والطلاب، لتسهيل وضع البرنامج على الهواتف المحمولة الخاصة بهم . وحول إن كان التعامل مع هذه البوابة الإلكترونية سيكون له القدرة على إلغاء دور المعلم في المستقبل، قالت مديرة إدارة تقنية المعلومات بوزارة التربية إن ذلك لن يحدث لأن دور المعلم في البوابة الإلكترونية سيتمثل في توثيق المعلومات إلكترونياً بالتفاعل مع الطالب . وتضيف: انتشار الإنترنت والتعرف إلى كيفية استخدامه من قبل نطاق عريض من طلابنا سيكون له الدور في نجاح هذا المشروع من بداياته خاصة أن التعامل معه سيكون مثل التعامل مع أي موقع إلكتروني خاص بأي مكان أو هيئة أو مؤسسة . في البداية تقول نوال خالد، مديرة مدرسة الظيت الثانوية برأس الخيمة، إن المشروع في بدايتة الأولية سيطبق على المعلمين من خلال تدريبهم وتعريفهم بمدى أهمية مثل هذه التطورات والتقنيات في تسهيل مهامهم الدراسية، والخروج من نطاق التعليم البدائي إلى هذا النظام المتطور الذي لديه القدرة على التفاعل بشكل أكبر للعملية الدراسية . كما أنه يسهل ويوفر التواصل بين حلقة التعليم وهي المعلم والطالب وولي الأمر من خلال دائرة واحدة وهو ما يمكن أن يحقق المصلحة المهمة والفائدة المرجوة للطالب وهو الهدف الأساسي لعمل هذا المشروع من أجل الارتقاء بمستواه العلمي والعملي . وتوضح مديرة مدرسة الظيت أن التحديث والتطوير الدائم في الوسائل ستكون له نتائج إيجابية في المستقبل القريب حيث سيعود ذلك بالفائدة على الطلاب من خلال تعلمهم مهارات تكنولوجية مختلفة يمكن أن يستعينوا بها بعد انتقالهم إلى المرحلة الجامعية . وتقول انتصار عيسى مديرة مدرسة ماريا القبطية بدبي إن أحد أهم الأسباب التي سهلت على أن تكون مدرستها من ضمن المدارس الأولى في تطبيق هذا المشروع هي البنية التقنية المميزة لمدرستها وقدرات الطالبات المبدعات على تقديم كل ما هو متميز وجديد والتعامل مع مختلف التقنيات والتطورات الحديثة، إضافة إلى وجود معلمات يتمتعن بالقدرة الكبيرة على التعامل مع المهارات التقنية وتوظيفها في خدمة التعليم . وتوضح أن أولياء الأمور يضعون عائق تقديم المدرسة للأفضل دائماً في كل خدمات التعليم، وكان له الدور أيضاً في سعينا للبحث عن تقديم كل ما هو مميز في المجال التقني الذي يسهل علينا وعليهم التواصل في أي وقت ومن أي مكان حتى في أيام الإجازات . وتضيف: من خلال النظام الجديد سيكون ولي الأمر شريكاً بشكل مختلف في العملية التعليمية، حيث يمكنه التعرف إلى مستوى الطالب الدراسي ومشاركته، ورأيه في سير العملية التعليمية، وهي المنوط بها من الأساس الارتقاء بالطالب والمعلم . ويقول عبدالله محمد عبدالله، مدير مدرسة معاذ بن جبل بالشارقة وهي ضمن المدارس المشاركة: يعد البرنامج من المشروعات المهمة التي لها دور فعال في إثراء تجربة المدارس المشاركة في كيفية العمل من خلال دائرة إلكترونية يمكن من خلالها تحقيق التفاعل بين المعلمين والطلاب والمدرسة وأولياء الأمور . ويؤكد أن مشروع بوابة التعليم المتصل أو التعليم الإلكتروني كما يطلق عليه البعض سيتم تطبيقه كاملاً في المدرسة مع بداية العام الدراسي المقبل، على الرغم من أننا بدأنا في تنفيذ الكثير من النقاط المهمة في هذا المشروع كنقاط بداية أولية . ويضيف: تتمثل النقاط المهمة التي بدأنا بتنفيذ المشروع فيها في 12 ساعة دراسية للمعلمين حيث تتمثل في تدريب المعلمين من قبل المدربين المتخصصين في وزارة التربية والتعليم وبعدها سيتم نقل هذه الخبرات إلى الطلاب إلى أن يعمم على بقية المدرسة . ويقول يوسف محمد الشحي، مدير مدرسة الرمس الثانوية، إن فكرة المشروع مميزة للغاية من أجل زيادة استخدام الوسائل التقنية الحديثة في مراحل التعليم المختلفة، وهو ما تسعى إليه وزارة التربية والتعليم دائماً للارتقاء بالمستوى المهني للمعلم وتنمية قدرات الطلاب . ويضيف: اتوقع أن يحقق المشروع النتائح المرجوة منه خلال فترة قليلة وذلك لأننا أصبحنا نتعامل مع التكنولوجيا بشكل أساسي في حياتنا اليومية وبالتالي فإن التعامل مع التقنيات الحديثة أمر ليس بالجديد على المعلمين أو الطلاب أو أولياء الأمور مما يسهل التواصل في ما بينهم . ويؤكد الشحي أن التعليم الإلكتروني واستخدام الوسائل الحديثة له الأثر الأكبر في تطوير العملية التعليمية بشكل أوسع ويخدم الطلاب على وجه الخصوص في ما بعد، حيث إن كثيراً من الجامعات في الوقت الحالي تركز على التواصل من خلال موقع الجامعة بين الطالب والأستاذ سواء في المواد الدراسية أو تنزيل النتائج والتواصل في شتى أمور العملية الدراسية . جاسم حميد، مدير مدرسة الأمير الثانوية بأم القيوين، أكد أن فكرة المشروع مميزة وتطبيقها على مدارس قليلة في المرحلة الأولى سيساعد على تعميمها بشكل أفضل خلال المراحل المقبلة، حيث يمكن تنفيذ بعض القرارات والنقاط المختلفة التي لم تكن موجودة في بدايات المشروع . ويوضح أن الطلاب لديهم القدرة على التعامل والتنسيق من خلال التقنيات الحديثة، وكذلك المعلمين، مما سيكون له الأثر في إثراء العلمية التعليمية وبحثهم عن تقديم كل ما هو جديد من خلال المقترحات المختلفة على الموقع الإلكتروني وتبادل الآراء في ما بينهم وبين المتعلمين بشكل إلكتروني .