جيندو: انتشل الغطاسون حتى صباح الاحد حوالى عشرين جثة من العبارة الكورية الجنوبية التي غرقت قبل اربعة ايام وعلى متنها 476 شخصا فيما دافع القبطان الموقوف السبت عن قراره تاخير اجلاء الركاب. وبذلك وصلت حصيلة الحادث الماساوي الى 49 قتيلا فيما لا يزال 253 شخصا في عداد المفقودين معظمهم احداث. وكان تلميذ في السادسة عشرة من العمر يدعى كيم دونغ-هيوب وعد شقيقته الكبرى في اتصال هاتفي اخير مؤثر من العبارة بالخروج على قيد الحياة. وبعد اربعة ايام لا تزال عائلة التلميذ تتمسك بالامل رافضة التسليم بانه قد يكون قضى في الكارثة. وقال والده كين شانغ-غو (46 عاما) لوكالة فرانس برس "لطالما كان فتى قوي العزيمة واعتقد حقا انه سيجد وسيلة للنجاة"، مبديا امله فيما كان الغطاسون ينتشلون جثثا الى سطح الماء. وكان الغطاسون انتشلوا ثلاث جثث اولى من العبارة بعدما حطموا كوة احدى مقصورات الركاب قبيل منتصف الليل الماضي بالتوقيت المحلي، وفي الساعات التالية انتشلوا اكثر من عشر جثث اخرى. وقال المسؤول ان الركاب الثلاثة الذين انتشلت جثثهم في بادئ الامر كانوا يرتدون سترات نجاة موضحا ان بينهم رجلين فيما لم يتم حتى ذلك الحين تاكيد ما اذا كان الراكب الثالث رجل او امرأة. وقال مسؤول في خفر السواحل ان فرق الانقاذ قررت مواصلة عمليات الغطس طوال الليل في محيط العبارة التي غرقت صباح الاربعاء قبالة سواحل جنوب كوريا الجنوبية، وفق مسؤول خفر السواحل. واكد القبطان انه لم يكن هو من يقود السفينة عند وقوع الحادث بل كان يقودها احد افراد الطاقم يدعى "جو" ويبلغ من العمر 55 عاما، وهو كان بامرة فتاة لم يسبق لها ان ابحرت في هذه المنطقة التي تصعب فيها الملاحة. واستأنف حوالى 200 من اقرباء الضحايا والمفقودين صباح الاحد مسيرة احتجاجية من جيندو الى مقر الرئاسة في سيول الذي يبعد 420 كلم. وسيترتب على القبطان لي جون-سيوك واثنين من افراد طاقمه اوقفا فجرا الرد على اتهامات بالاهمال والتقصير في ضمان سلامة الركاب، في انتهاك للقانون البحري. وتوجه انتقادات شديدة الى القبطان البالغ ال69 من العمر لمغادرته العبارة التي كانت تغرق فيما كان مئات الاشخاص معظمهم تلاميذ كانوا يقومون برحلة مدرسية، لا يزالون على متنها وقد حاصرتهم المياه. وتابع اقرباء الضحايا الذين تم ايواؤهم في قاعة رياضية في جنيدو، الجزيرة المجاورة لموقع الكارثة، مشاهد عملية الغطس التي اسفرت عن انتشال الجثث الثلاث الاولى. وبين الغطاسين ال500 الناشطين في الموقع العديد من المتطوعين المدنيين. وقال مسؤول خفر السواحل انه من المقرر مد شباك حول العبارة "سيول" الغارقة لمنع انجراف الجثث مع التيارات، مشددا على انه ما زال هناك احتمال بالعثور على ناجين لجأوا الى جيوب من الهواء متبقية داخل حطام العبارة. وعرضت المحطات التلفزيونية مشاهد للقبطان وفردي الطاقم في مركز الشرطة في جيندو. وسعى القبطان لتبرير قراره بتاخير عملية اجلاء الركاب بعدما توقفت العبارة اثر صدمة. وتلقى الاشخاص ال476 الذين كانوا على متن العبارة اوامر بالبقاء في مقاعدهم لاكثر من اربعين دقيقة وفقا لشهادات ناجين. وحين بدأت العبارة تجنح كان قد فات الاوان ولم يعد بوسع الركاب الزحف للخروج من الممرات التي سرعان ما غمرتها المياه. وقال القبطان "في ذلك الوقت (خلال الاربعين دقيقة التي اعقبت الصدمة) لم تكن زوارق الانقاذ وصلت ولم يكن هناك زوارق صيد او اي قوارب اخرى قادرة على المساعدة". واضاف "كانت التيارات قوية والمياه باردة جدا في هذه المنطقة. ظننت ان التيارات ستجرف الركاب وانهم سيواجهون صعوبات في حال تم اجلاؤهم في اجواء من الفوضى". ولم يتم العثور على اي ناج منذ صباح الاربعاء. وتم انقاذ الناجين ال174 بعد غرق العبارة في البحر او اثناء قفزهم منها. وراى بعض الخبراء انه لكان تم انقاذ عدد اكبر من الركاب لو التحقوا بنقاط التجمع استعدادا لاجلائهم قبل ان تغرق العبارة. وكانت العبارة تنقل 476 شخصا بينهم 352 تلميذا من مدرسة دانوون في بلدة انسان جنوب سيول كانوا في رحلة مدرسية. ونجا معاون مدير المدرسة من الحادث وعثر عليه الجمعة مشنوقا وقد انتحر على الارجح. واتهم المئات من اقرباء الركاب المتجمعين في القاعة الرياضية في جيندو السلطات وفرق الاغاثة بعدم الكفاءة وباللامبالاة. ووافق آباء وامهات على اعطاء عينات من اللعاب لتسهيل عملية التعرف على الجثث التي يعثر عليها في العبارة، لكن البعض رفض لانهم علقوا آمالا في العثور على ناجين. وكوريا الجنوبية الدولة العصرية المتطورة والقوة الصناعية الكبرى تحت وقع الصدمة وتتساءل عن قدرتها على ضمان سلامة ابنائها. ايلاف