كشفت مصادر مقربة من الديوان الأميري القطري أن الدوحة أمرت القيادات الإخوانية الموجودة على أراضيها بالتزام الصمت الإعلامي، تمهيدا لتسفيرهم إلى خارج البلاد، كما تعتزم ترحيل الشيخ المثير للجدل يوسف القرضاوي إلى تونس. الدوحة (وكالات) قالت مصادر مقربة من الديوان الأميري في قطر إن أوامر صارمة صدرت الجمعة لبعض القيادات الإخوانية الهاربة إلى الدوحة بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام، مؤكدة أن ذلك يأتي كخطوة نحو تسفيرهم إلى دول مثل تركيا والسودان في وقت قريب. وأكدت المصادر أن القيادة القطرية تريد أن تظهر لدول مجلس التعاون أنها جادة في الإيفاء بتعهداتها وخاصة تجاه الدول الثلاث التي سحبت سفراءها (السعودية والإمارات والبحرين) والتي أكد مسؤولوها أكثر من مرة أنهم لا يثقون في الوعود الصادرة من الدوحة بسبب تعدد مصادر القرار، ويريدون من قطر خطوات عملية ملموسة، بحسب صحيفة"العرب " اللندنية السبت . من جهة أخرى، أكدت المصادر أن الدوحة وجدت حلا لوضعية رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي وهو الشخصية الأكثر إحراجا بالنسبة إليها، وأنه من المنتظر أن يكون مقره الجديد في تونس مثلما انفردت صحيفة "العرب" بذلك منذ أسبوعين. ولفتت إلى أن أمر القرضاوي تم ترتيبه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إلى قطر، وأن انتقاله سيكون أولا نحو السودان أو تركيا على أن يستقر في تونس لاحقا لتجنب ردة فعل القوى السياسية التونسية المعارضة التي رفضت استقدامه إلى البلاد. وكانت مصادر دبلوماسية سعودية قد أكدت لصحيفة أن سفراء الدول الثلاث لن يعودوا في الوقت الراهن إلى الدوحة قبل أن تبرز إجراءات من جانب قطر تؤكد التزامها بالتعهدات التي أبدتها، وهي وقف التجنس، والتوقف عن دعم الشبكات والمؤسسات المحرضة داخل وخارج قطر سواء أكان هذا الدعم مباشرا أو غير مباشر. وأشارت تلك المصادر على هامش الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي الخميس لصحيفة "العرب " اللندنية الصادرة مس الجمعة إلى أن قطر "ستلتزم حسب تأكيد أميرها بطرد الإخوان من الدوحة ووقف دعمهم في الخارج". وتوقعت المصادر أن ينتظر الساسة في الخليج الفارسي شهرين لتقييم التعاون القطري معهم في المجالات المختلفة ومنها إيقاف عجلة التحريض على العنف الصادرة من مواقع إعلامية تابعة للدوحة. ويرى محللون ان الكرة باتت في ملعب قطر وبات عليها أن تخفف من دعمها للقوى الإسلامية في المنطقة بعد التسوية الغامضة التي تم التوصل إليها بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون في ختام اجتماع عقد الخميس الماضي في الرياض. وقال الدبلوماسي السعودي السابق عبد الله الشمري إن البيان الصادر عن لقاء الرياض "وضع الكرة في مرمى الدوحة". وتابع الشمري إنه "رغم ضبابية العبارات إلا أن الدوحة تعرف جيدا ماذا تريد الدول الثلاث منها". ورأى الدبلوماسي السابق أنه "من الحكمة منح قطر الوقت المناسب للاستجابة لمطالب جيرانها، وهي تعي أن من مصلحتها الحفاظ على كيان المجلس". وقال المحلل الإماراتي عبد الخالق عبدالله أن قطر وافقت الخميس على تغيير لهجة برامج الجزيرة على أن يكون التغيير "تدريجيا". إلا أن محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية القطري اعتبر أن "السياسة الخارجية لقطر لن تتغير ولن تتبدل تحت أي ظرف من الظروف". /2819/ وكالة الانباء الايرانية