وسط حضور جماهيري كبير، اختتمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، فعاليات مهرجان تراث الإمارات في دورته الثالثة، مساء أول أمس، بالقرية التراثية المقامة بجوار قلعة الفجيرة، احتفالاً باليوم العالمي للتراث، متوجة حفل الختام بتكريم الفائزين في المسابقات التراثية والثقافية والترفيهية، إضافة إلى تكريم ما يزيد على 55 مؤسسة اتحادية ومحلية وخاصة. وشهد اليوم الأخير من أيام المهرجان عروضاً متميزة للمدارس وعروضاً للأزياء التراثية، قدمها الأطفال، والعديد من المسابقات الثقافية والتراثية التي نظمت على مسرح القرية التراثية التي تم تشييدها خصيصاً لتشهد كل فعاليات المهرجان بجوار قلعة الفجيرة. وضم اليوم الأخيرمجموعة كبيرة من الفعاليات التراثية، منها العرس التراثي، والعروض الفنية التراثية، لما يزيد على 29 فرقة تابعة لجمعيات الفنون الشعبية بالدولة التي تشرف عليها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إضافة إلى معرض تراثي وعدد من الورش التدريبية للحرف والمهن التراثية والألعاب الشعبية والفنون، إضافة إلى الأشغال اليدوية التراثية والمرسم الحر. وأكدت وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإنابة، عفراء الصابري، أن الوزارة حرصت على أن تصب جميع فعاليات المهرجان في جانب الأهداف الرئيسة للوزارة، بتأصيل التراث والحفاظ عليه، وتعريف الجيل الجديد بالموروث الشعبي، من خلال فقرات الفنون الشعبية والحرف والصناعات التقليدية ومسابقات تراثية وثقافية بجانب القرية التراثية التي عبرت بشكل كامل عن حياة الأجيال السابقة من الإماراتيين، مشيدة بدور هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وهيئة الفجيرة للسياحة والآثار في نجاح الفعاليات. وأوضحت الصابري أن وجود فرق أطفال تقدم جميع ألوان الفنون الشعبية كان مفاجأة سارة للمهرجان هذا العام، فاستقبلهم الجمهور على مدى الأيام الأربعة للمهرجان بسعادة بالغة وتشجيع مستمر، وهو ما يبشر باستمرارية تراثنا وانتقاله بفنونه الأصيلة من جيل إلى آخر، وهي إحدى أهم غايات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وأشاد الجمهور الذي حضر المهرجان بما يحتويه من فعاليات، مثمناً دور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في هذا المجال، فأوضح جمعة عبدالله، من مواطني الفجيرة، أن مشاركته في المهرجان تقدير للفنون الشعبية، وأن حجم الإقبال من جانب كل فئات المجتمع، على اختلاف شرائحه العمرية، يعبر عن نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه بحماية التراث، وتشجيع الأجيال الجديدة على مشاهدته والتعرف إليه، مشيراً إلى أنه وجد كل المهن التراثية مجتمعة في مكان واحد، للمرة الأولى، وبهذا الحجم الضخم، ما قدم بانوراما شاملة لهذه المهن والحرف التراثية. وقالت (أم عبدالله)، من أهالي المنطقة، إن أهم ما قدمه المهرجان أنه أكد اهتمام وزارة الثقافة بالوصول بفعاليتها وأنشطتها إلى كل مكان على أرض الدولة، منوهة إلى أن ما تم تقديمه من فعاليات وأنشطة تراثية يذكر كبار السن بتاريخ طويل من الفنون، والألعاب، وكذلك الحرف القديمة، التي ربما لم تعد موجودة الآن، وهو ما دفع أفراد الأسرة الإماراتية إلى مشاهدة فعاليات المهرجان منذ يومه الأول. أما زايد محمد، من أهالي الفجيرة، فأكد أنه انبهر بهذا العدد الكبير الذي يتابع المهرجان، مشيراً إلى أن أبناءه رفضوا مغادرة الفعاليات حتى الحادية عشرة مساءً، ليستمتعوا بما تضمنه المهرجان من فعاليات وأنشطة، مؤكداً أن المهرجان حوّل ليل قلعة الفجيرة إلى احتفاليات تملؤها الأنوار والمسابقات والفنون الشعبية والورش التوعوية، وهذا في حد ذاته شيء رائع. الامارات اليوم