ثلاثة عقود من الانجازات المتتالية.. جهود الحرس الثوري لم تقتصر على الدفاع عن الوطن ومقارعة الارهاب بل شملت نشاطاً الكترونياً+ صور قوات حرس الثورة الاسلامية تدخل مرحلة جديدة من الابداع لمواجهة المخاطر الداخلية والخارجية عن طريق النشاط الالكتروني. طهران (فارس) حرس الثورة الاسلامية هو عبارة عن مكون شعبي ثوري تم تاسيسه بامر من الامام الخميني (رحمه الله) وصادق عليه مجلس الثورة المؤلف من عدة حركات مسلحة آنذاك. وفي بادئ الامر كان نطاق نشاطات الحرس الثوري محدوداً بعدة مقرات عسكرية ومن ثم اتسع بالتدريج ليصبح قوة رادعة تدافع عن كيان ايران الاسلامية قبال المخاطر الداخلية والخارجية وشوكة في عين الاستكبار العالمي لدرجة ان الرعيل الاول من منتسبيه لم يكونوا يتوقعوا ان يتطور هذا المكون النابع من قلب الشعب الايراني ليصبح بهذا المستوى من القدرة الفائقة. ويمكن تقسيم المراحل التي مرت بها قوات الحرس الثوري الى ثلاثة عقود حيث توالى على قيادته كل من محسن رضائي ورحيم صفوي ومحمد علي جعفري. ففي عهد محسن رضائي الذي تم تعيينه مسؤولاً من قبل الامام الخميني كان له دور فاعل في مواجهة التحديات الامنية الداخلية والخارجية التي عصفت بالبلاد في باكورة الثورة الاسلامية حيث تمكن من التصدي لانقلاب عسكري وردع الانفصاليين الاكراد بالتعاون مع قوات الجيش وبعد نشوب الحرب المفروضة تغيرت استراتيجية حرس الثورة بالكامل وبدأ يخوض معارك شرسة على الحدود الغربية للبلاد رغم التحديات الامنية والضغوط الداخلية. وبعد انتهاء الحرب الظالمة التي كبدت الجانبين خسائر فادحة اصبحت الفرصة مؤاتية لتغيير واقع حرس الثورة من قوات غالبيتها تعبوية شعبية الى جيش نظامي تقليدي تتقوم قيادته على اساس القواعد العسكرية المتعارفة دولياً فاقرت لضباطه رتب عسكرية على نظير ضباط الجيش كما اتسع نطاق نشاطاته العسكرية ليشمل الجو والبحر على شكل اساطيل كبيرة ولكن قبل ذلك كانت له قوات بحرية وجوية محدودة تم تاسيسها بامر من الامام الخميني ورغم محدودية هذه التشكيلات القتالية الا انها ابدعت ابان الحرب وقامت بعمليات كبرى يشهد لها التاريخ. ومن نشاطات حرس الثورة بعد الحرب المفروضة تجدر الاشارة الى جهاد البناء والاعمار الى جانب مواصلة جهوده في مقارعة الحركات الارهابية الداخلية التي تجسدت في منظمة منافقي خلق التي يطلق عليها اسم " مجاهدو خلق " وكذلك احبط محاولات اخرى للحزب الشيوعي المسمى " حزب توده " ولكن بعد ذلك انحسرت مسؤوليته الامنية على هذا الصعيد بعد تاسيس وزارة الاستخبارات التي حملت على عاتقها عبئاً ثقيلاً من هذه المسؤولية ورغم ذلك ما زال الحرس الثوري يلعب دوراً فاعلاً في الحفاظ على امن البلاد من دنس المعتدين والخونة. وتلا محسن رضائي الجنرال رحيم صفوي الذي تولى قيادة الحرس في العقد الثاني من حياة الثورة الاسلامية وهذه الفترة الزمنية شهدت احداثاً جديدة على الساحة السياسية والامنية ما اضطر قيادة الحرس لاجراء تغييرات بغية مواجهة المخاطر الجديدة التي عصفت بالبلاد وبدات مرحلة جديدة تجلت بالتصنيع العسكري حيث دخلت سلالة صورايخ شهاب في الخدمة العسكرية لان حرس الثورة تولى مهمة الدفاع عن حياض ايران قبال الاعتداءات الخارجية المفترضة ولا سيما بعد احداث الحادي عشر من ايلول / سبتمبر وتجسد ذلك في الصناعات الصاروخية الهائلة التي ابهرت العالم باسره. ولم يقتصر الامر على ذلك بالطبع وتمكن المجهود العسكري لحرس الثورة من فتح آفاق واسعة في مجال الصناعات الفضائية وتمكن من ارسال اول قمر صناعي غير عسكري الى الفضاء باسم " اميد ". واما على الصعيد الداخلي فقد واجه حرس الثورة تحدياً داخلياً بعد تولي الاصلاحيين لزمام الامور في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي حيث تزعزعت الاوضاع الامنية بعض الشيء وحدثت بعد الوقائع التي تم احتوائها بحكمة وعقلانية كما تم تشديد النشاطات المضادة للتجسس وتوفير الامن للمؤتموات الدولية التي شهدتها البلاد وابرز فعالية قامت بها القوات العسكرية التابعة لحرس الثورة تجسدت بقصف معسكرات المنافقين على الاراضي العراقية برياً وجوياً بعد اغتيال الفريق صياد الشيرازي فضلاً عن ذلك تفاقمت الاوضاع الثقافية على المستويين العالمي والمحلي آنذاك فزاول اعضاء الحرس نشاطات واسعة في تثقيف الناس وبيان حقائق الهجمة الثقافية الغربية التي استهدفت الشاب المسلم في شتى اصقاع المعمورة. وبعد رحيم صفوي تم تعيين الجنرال محمد علي جعفري قائداً لقوات الحرس الثوري ليصبح القائد الثالث للحرس في العقد الثالث من عمر الثورة الاسلامية. يذكر ان جعفري كان قائداً للقوات البرية التابعة لحرس الثورة وبعد توليه زمام الامور اجرى تغييرات هيكلية في فترة شهدت احتدام الصراع بين الجمهورية الاسلامية والقوى الغربية الاستكبارية وعلى راسها الولاياتالمتحدةالامريكية فقام بتاسيس قوات متنقلة غير متمركزة في مختلف مناطق البلاد لمواجهة اي اعتداء خارجي محتمل وهذه التجربة قد اثبتت نجاحها في صمود حزب الله لبنان امام الهجمة الصهيونية الشعواء. وعلى الصعيد الداخلي فان اهم تحد واجهته قوات حرس الثورة في عهد الجنرال جعفري تجسدت في الفتنة الكبرى التي عصفت بالبلاد عام 2009م بعد الانتخابات الرئاسية والتي تم التخطيط لها بواسطة جهات اجنبية حيث تم اعتقال رؤوسها واحتواء المشاغبين الذين ارتكبوا اعمال تخريبية لا مبرر لها في العاصمة طهران والجميع يشهد بان الفضل في الحفاظ على امن البلاد في تلك الآونة يعود الى رجال حرس الثورة الذين بذلوا الغالي والنفيس للحفاظ على امن البلاد والمواطن. واما اهم مرحلة تمر بها قوات الحرس الثوري في هذه الآونة فهي مرحلة الحرب الناعمة (الحرب الالكترونية) التي اجتاحت العالم باسره وبالطبع فان دراسة هذا الامر تتطلب مجالاً واسعاً ولا تتلخص في قنوات التواصل الاجتماعي وفي هذا المضمار فان حرس الثورة يدخل اليوم في صراع هو الاهم من نوعه وبالطبع كما خرج مرفوع الراس في صراعاته السابقة سوف لا يخفق هذه المرة مطلقاً. وكالة الانباء الايرانية