أفاد دبلوماسيون نقلاً عن معلومات استخبارية من بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة، أن سوريا لا زالت تحتفظ بالقدرة على نشر أسلحة كيماوية، مما قد يعزز مزاعم بأن الجيش النظامي استخدم غاز الكلور بهجمات عدة في الآونة الأخيرة. وتعكس هذه التصريحات قناعة متزايدة لدى العواصم الغربية بأن الرئيس السوري بشار الأسد لم يكشف بالكامل عن برنامج الأسلحة الكيماوية التابعة له، رغم وعوده بإنهائها ويصرون على أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيقاومون دعوات الأسد لإنهاء مهمة دولية خاصة لنزع السلاح الكيماوي شكلت للتعامل مع سوريا بهذا الصدد. وتنفي دمشق احتفاظها بالقدرة على نشر أسلحة كيماوية وتصف الزعم بأنه محاولة أميركية وأوروبية لاستخدام سياساتها «الصبيانية» في ابتزاز حكومة الأسد. وفي اعتراف ضمني بوجود نقص في الإعلان الأصلي عن مكونات الترسانة، قدمت دمشق في وقت سابق الشهر الجاري، قائمة أكثر تحديداً بأسلحتها الكيماوية لبعثة نزع السلاح الدولية بعد أن أبلغ مفتشون ميدانيون عن وجود تناقضات على الأرض، وذلك حسبما ذكر مسؤولون. وتحت تهديد من الولاياتالمتحدة بشن غارات جوية، اتفق الأسد مع واشنطن وموسكو في سبتمبر الماضي على التخلص من أسلحته الكيماوية بعد مقتل مئات الأشخاص في هجوم بغاز السارين بريف دمشق في أغسطس 2013 على أطراف دمشق. وقالت واشنطن وحلفاؤها الغربيون، إن قوات الأسد هي التي شنت هجوم السارين وهو أسوأ هجوم كيماوي يشهده العالم منذ ربع قرن. بينما أنحت الحكومة السورية باللائمة على مقاتلي المعارضة في الحرب الأهلية السورية التي دخلت الآن عامها الرابع. ويتولى فريق مشترك من الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملية التحقق من إعلان سوريا بشأن ترسانتها من الغازات السامة وتدميرها. وقال دبلوماسيون، إن الحكومات الغربية تشك منذ فترة طويلة في أن سوريا لم تفصح عن كل جوانب برنامجها من الأسلحة الكيماوية. ولكن مبعوثين يقولون إنهم التزموا الصمت بشأن هذه المسألة لتفادي منح الأسد ذريعة لتقليص التعاون مع بعثة الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وتأخير جدول زمني لشحن المواد السامة إلى خارج البلاد. وبعد أن أصبح أكثر من 90٪ من المخزونات الكيماوية السورية المعلنة خارج البلاد الآن، بدأ المسؤولون الغربيون في الخروج عن صمتهم. وقال دبلوماسي غربي لرويترز «إننا مقتنعون ولدينا بعض معلومات المخابرات التي تظهر أنهم لم يعلنوا كل شيء». وأضاف إن معلومات المخابرات تلك جاءت من بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة. ورداً على سؤال بشأن حجم ما أخفته سوريا من برنامجها قال الدبلوماسي «إنه كبير». ولم يذكر تفاصيل. ورفض بشار الجعفري سفير سوريا لدى الأممالمتحدة هذا الاتهام، قائلاً لرويترز في رسالة نصية عبر الهاتف المحمول «هذه الدول غير موثوق فيها فعلًا وسياساتها تجاه تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لا تقوم على مبادئ وإنما بالأحرى صبيانية.. إذا كان لديهم بعض الأدلة فعليهم أن يتقاسموها مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بدلًا من التظاهر بأن لديهم أدلة سرية». وأضاف الجعفري إن هدف القوى الغربية الثلاثة هو تمديد مهمة الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية دون حاجة لذلك من خلال «مواصلة فتح الملف الكيماوي لأجل غير مسمى ومن ثم يمكنهم أن يواصلوا ممارسة الضغط على الحكومة السورية وابتزازها». وذكر مسؤول غربي آخر لرويترز طالباً عدم ذكر اسمه، أنه لا يوجد يقين تام باحتفاظ سوريا بأسلحة كيماوية لكن القوى الغربية الثلاث اتفقت على وجود «احتمال كبير» بأن دمشق لم تعلن عن كامل مخزوناتها من المواد الكيماوية المتعلقة بالأسلحة. وأشار المسؤول إلى كمية كبيرة من مادة أولية تستخدم في صنع السارين اختفت في سوريا ومزاعم لم يتم التحقق منها أطلقتها دمشق عندما قالت إنها دمرت معظم مخزوناتها من غاز الخردل قبل وصول بعثة الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى غير ذلك من التناقضات بين تصريحات الجانبين. وتحدث مسؤولون أميركيون وبريطانيون مؤخراً، عن غموض ومشاكل في إعلان سوريا عن أسلحتها الكيماوية. وحذر مسؤولون أميركيون في نوفمبر الماضي من أن معلومات المخابرات تشير إلى أن سوريا قد تحاول إخفاء بعض المواد السامة. وتعمقت الشكوك بشأن عدم اكتمال إعلان سوريا عندما لم تبلغ منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بامتلاكها لغاز السارين الذي استخدم على مشارف دمشق يوم 21 أغسطس 2013، أو كيفية توصيل ما يقدر بنحو 300 لتر من الغاز السام. وقال الدبلوماسي الغربي الكبير، إن بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة قدمت معلومات إلى المنظمة قبل شهور من بينها مواقع محددة للأسلحة الكيماوية لم تكشف عنها دمشق. وأضاف أن الدول الثلاث أمدت روسيا حليفة الأسد بهذه المعلومات «لكن لم يصدر عنها رد فعل». (الأممالمتحدة - رويترز) الاتحاد الاماراتية