شأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري أمس، أنه يتعين على أوكرانيا وقف العمليات العسكرية في المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد، في إطار الجهود الرامية لنزع فتيل الأزمة، وحث الولاياتالمتحدة على استخدام نفوذها لإطلاق سراح زعماء "الحركة الاحتجاجية"، في إشارة إلى المؤيدين لروسيا . وأضافت الوزارة أن كيري ولافروف بحثا الجهود الرامية لحل أزمة المراقبين العسكريين التابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا المحتجزين، وأنه لم يتم إبلاغ "الهيئات الشعبية" التي تسيطر على مناطق في جنوب شرقي أوكرانيا بشكل مناسب بخطط المراقبين للتوجه إلى هناك . من جهته، قال زعيم الانفصاليين في سلافيانسك إنهم على استعداد لمبادلة المراقبين الذين يحتجزونهم بزملاء لهم تحتجزهم السلطات الأوكرانية، وعندما سئل عن تبادل مع سجناء، قال فياتشيسلاف بونوماريوف الذي عين نفسه رئيسا لبلدية سلافيانسك "السلطات الأوكرانية تحتجز زملاءنا ورفاقنا، إذا كانت هناك إمكانية فنحن على استعداد للمبادلة"، وأضاف "إنهم في حالة جيدة، يعاني أحد الجنود مرض السكري لكن حالته ليست خطرة وهو يتعاطى الحبوب، توجد أدوية ويوجد طعام"، وتابع "هؤلاء الجنود على أرضنا بدون إذن منا، بالطبع هم سجناء، لن نعرف ما سنفعله حتى نحدد من هم وما هي طبيعة الأنشطة وبأي هدف جاءوا إلى هنا" . ووصف مسؤول انفصالي آخر المراقبين ب"جواسيس الحلف الأطلسي"، وأكد عدم إطلاق سراحهم إلا عبر "مبادلتهم مع سجناء من صفوفنا" . وطلبت الحكومة الألمانية من المسؤولين الأوكرانيين والروس بذل ما في وسعهم لإطلاق سراح المراقبين خاصة أن أربعة منهم ألمان ومن بينهم ثلاثة جنود، وتباحث وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مع نظيره الروسي بهدف التوصل إلى الإفراج عن المراقبين، وشكلت وزارة الخارجية الألمانية خلية أزمة لمتابعة القضية . وأمام مقر أجهزة الأمن، حيث يحتجز الانفصاليون المراقبين الأوروبيين، تم تعزيز الحواجز بأكياس رمل، وتمركزت ثلاث مدرعات على مقربة من المكان، وربما يتجه الوضع نحو سيناريو التدخل الروسي المباشر، إذ عمدت روسيا إلى إجراء مناورات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا، وقال دبلوماسي غربي "لم نعد نستبعد تدخلاً عسكرياً روسياً في أوكرانيا في الأيام المقبلة" . وتعيش سلافيانسك حصاراً جزئياً بعد العملية الواسعة والقصيرة للقوات الأوكرانية الخميس، وأعلنت كييف أنها فرضت "طوقاً" على المدينة من أجل منع الموالين لروسيا من "الحصول على الدعم"، فيما رد الانفصاليون بأنهم لن يسلموا المدينة . ودعت روسيا إلى إطلاق سراح المراقبين وتعهدت بذل كل ما في وسعها لتحقيق ذلك، كما دعت كييف إلى وضع حد من دون تأخير لعمليتها العسكرية، إلا أن السلطات الأوكرانية أكدت أن "عمليتها لمكافحة الإرهاب" ستتواصل، مع التزامها ضبط النفس في الوقت نفسه . ودعت فرنسا إلى الإفراج الفوري عن ال13 مراقباً المحتجزين، ودانت "بحزم اختطافهم"، وصرح المتحدث باسم الخارجية رومان نادال بأن "استهداف مراقبين مفوضين من المجتمع الدولي للعمل على الحد من الأزمة والمساهمة في تهدئة التوتر وحل الأزمة في أوكرانيا أمر لا يمكن قبوله" . ودعا بوهوسلاف سوبوتكا رئيس وزراء التشيك إلى إطلاق سراح المراقبين على الفور، وقال في بيان "تدين جمهورية التشيك احتجاز المراقبين الدوليين، وتدعو إلى إطلاق سراحهم فوراً" . وقال جهاز الأمن في أوكرانيا إن أحد المراقبين يحتاج إلى عناية طبية عاجلة، وأضاف "يحتجز الممثلون الرسميون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ظروف غير إنسانية بقبو بمقر الإرهابيين"، وتابع "ينوي الإرهابيون استخدام الرهائن كدرع بشرية"، وذكرت دوائر حكومية في ألمانيا أن فريق مفاوضات من منظمة الأمن والتعاون توجه إلى شرقي أوكرانيا بغرض بحث الإفراج عن المراقبين، وطالبت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فان دير لاين بالإفراج من دون إبطاء عن المراقبين . وأكد مندوب روسيا لدى المنظمة أندري كيلين "يجب الإفراج عن هؤلاء الأشخاص في أسرع وقت" . في دونيتسك، أهم المدن الصناعية في الشرق، أعاد الانفصاليون تأكيد عزمهم تنظيم استفتاء في 11 أيار/مايو حول "إعلان الاستقلال" . على صعيد ردود الفعل الغربية، قررت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى فرض عقوبات جديدة على موسكو، مع احتمال بدء تطبيق العقوبات الأمريكية "اعتباراً من الاثنين" تزامناً مع تحول سيناريو التدخل العسكري الروسي في شرقي أوكرانيا إلى فرضية أكثر ترجيحا . وتتهم المجموعة روسيا بأنها "واصلت" في الأيام الأخيرة "زيادة التوترات مع خطاب لا يزال أكثر إثارة للقلق ومناورات تهديدية على الحدود مع أوكرانيا"، ووفق مسؤول أمريكي، فإن "كل بلد سيحدد ما هي العقوبات محددة الأهداف التي سيفرضها، هذه العقوبات ستكون منسقة ومتكاملة، لكنها لن تكون بالضرورة متطابقة، ويمكن أن يبدأ تطبيق العقوبات الأمريكية اعتبارا من الاثنين" . ووفق بيان مجموعة السبع، فإن الدول الأعضاء (الولاياتالمتحدة، كندا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا واليابان) "تعهدت التحرك بشكل عاجل لتكثيف العقوبات المحددة الأهداف والتدابير الرامية لزيادة أثمان الأعمال الروسية" . وأعلن نائب مستشارة الأمن القومي بن رودز أن العقوبات الجديدة يمكن أن تستهدف أفرادا من الروس في قطاع الطاقة والمصارف ويمكن أن يبدأ تطبيقها مطلع الأسبوع المقبل . ورأى وزير الخزانة الأمريكي جاكوب لو أن "الهدف هو إصابة الاقتصاد الروسي مع أقل قدر ممكن من الأضرار للاقتصاد الأمريكي والعالمي" . ومن المفترض أن يجتمع دبلوماسيون من دول الاتحاد الأوروبي ال28 في بروكسيل الاثنين، بهدف تبني لائحة إضافية من عقوبات المرحلة ،2 على موسكو مثل تجميد أرصدة وحظر سفر، وأفاد دبلوماسي بإقرار مبدئي لإضافة لائحة من 15 اسما إلى 55 روسياًوأوكرانياً مدرجين على لائحة الاتحاد الأوروبي السوداء . وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك في روما بعد لقائه البابا فرنسيس، أن الطيران الحربي الروسي "انتهك" المجال الجوي أكثر من مرة "لهدف وحيد هو دفع أوكرانيا إلى خوض حرب"، بينما نفت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات . وأكد ممثل عن وزارة الدفاع الروسية "لم تسجل وسائل المراقبة الروسية أي انتهاك للمجال الجوي للدول المجاورة لروسيا ومن بينها أوكرانيا" . وأمام تلويح موسكو بتدخل عسكري للدفاع عن مصالحها ومصالح السكان من أصل روسي، ردت واشنطن بنشر 600 جندي في بولندا وفي دول البلطيق ووصل 150 جنديا إضافيا إلى ليتوانيا . وأكد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استمرار الحوار بين موسكووواشنطن رغم وجود خلافات . (وكالات) الخليج الامارتية