"رب ضارة نافعة" مثل يؤمن به صناع المسلسل الكويتي "عجب" الذي أطيح به من المنافسة في شهر رمضان الماضي، رغم أنه كان سيشكل الابتسامة الوحيدة وسط طوفان النكد والهموم الاجتماعية والسياسية الذي سيطر على الشاشات طوال شهر رمضان الكريم . رغم أن صناع "عجب" وعلى رأسهم بطل العمل ومنتجه الفنان الكبير أحمد جوهر لم يستفيقوا بعد من صدمة الدهشة من خروج مسلسلهم من السباق الرمضاني الفائت، على رغم جاهزيته والحصول على موافقة الرقابة في وزارة الإعلام الكويتية، وعدم وجود أي عوائق تحول دون عرضه، إلا أنهم يتطلعون إلى عرض المسلسل خلال الفترة المقبلة، متوقعين أن يحظى بنسبة مشاهدة عالية لم يكن ليحصل عليها وسط الزخم الدرامي الرمضاني المكثف ولسان حالهم يقول "رب ضارة نافعة" . وقد التقينا فريق العمل في هذه الجولة لمعرفة المزيد عنه . يتوقع بطل المسلسل ومنتجه الفنان أحمد جوهر أن يكون العمل الكوميدي من أهم الأعمال الدرامية المميزة التي ستنال رضا الجمهور عند عرضه قريباً، مشدداً على أن الجماهير تحتاج إلى الكوميديا والابتسامة بعد أن نسيت الضحك في خضم الأجواء التي يعيشها العالم العربي من توترات وضغوط حياتية ونفسية، ويقول: حرصت على تقديم إنتاج درامي يختلف شكلاً ومضموناً عما هو دارج، وأستطيع القول إننا أمام نص رشيق يركز على كوميديا الموقف ضمن أحداث اجتماعية تعتمد على المفارقات، وأيضاً التوقع من قبل المشاهد بمجريات الأحداث وتطورها . ويضيف جوهر أن المسلسل الذي انتهى تصويره منذ فترة وجرت عمليات التصوير في مجموعة من المواقع المختلفة في الكويت، يجمع عدداً بارزاً من نجوم الدراما في دول مجلس التعاون الخليجي لأول مرة، لافتاً إلى أن المسلسل الذي قام بتأليفه أيضاً وتصدى لإخراجه المخرج المتميز البيلي أحمد، يشارك في بطولته عدد بارز من النجوم اللامعين منهم هيفاء حسين ومشاري البلام وخالد العجيرب وغدير صفر ومبارك سلطان وأمل محمد وجمال الشطي، فضلاً عن عدد آخر من النجوم الشباب . يستطرد جوهر مؤكداً أنه حرص أثناء الكتابة على رسم الشخصيات بدقة وفي ذهنه النجوم الذين سيتصدون للأدوار، حتى إن المشاهد سيجد أن جميع الشخصيات محبوكة وأن كل بطل من أبطال المسلسل في دوره المناسب تماماً . من جانبها تعبر الفنانة هيفاء حسين عن اعتزازها الشديد بالعمل، واصفة التجربة بأنها نقلة في تجاربها الفنية، وتؤكد أن مسلسل "عجب" وشخصية "عجب" التي تقدمها في المسلسل يمثلان بالنسبة إليها تحولاً في اختياراتها الكوميدية، وتقول : "أعجبت أولاً بالنص كما أعجبت بروح الفريق الواحد حيث كان الجميع يمثل أسرة فنية منسجمة، وهذا ما ساعد على إنجاز العمل في وقت قياسي بقيادة المخرج الفنان البيلي أحمد الذي أضاف الكثير من روحه وحرفته إلى العمل بشكل عام" . وتتابع هيفاء حسين قائلة: تمتاز شخصية "عجب" بامتلاكها ما يسمى بالحاسة السادسة، وهذا ما يجعلها تقع في غمرة أحداث كثيرة، والمسلسل حافل بالمفارقات الكوميدية المحبوكة وأكثر من يعاني تلك المفارقات هو الزوج الذي يجسد دوره في المسلسل الفنان مشاري البلام الذي استطاع ان يتعامل مع الشخصية بمساحة عالية من التعايش والتفاعل، وأتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين عند عرضه . يلتقط الفنان مشاري البلام خيط الحديث معبراً عن سعادته بالمشاركة في مثل هذا العمل الكوميدي في زمن عزت فيه الابتسامة، ويؤكد أنه لم يتردد في قبول المشاركة في العمل عندما عرض عليه الفنان القدير أحمد جوهر النص، لافتاً إلى أنه وقع في "غرام المسلسل" الذي كتب بحرفية عالية متضمناً الكثير من كوميديا الموقف الهادفة التي تغيب عن الكثير من الأعمال الكوميدية التي أصبحت لا تفرق بين الكوميديا والتهريج . وعن دوره يقول البلام: أجسد دور زوج بطلة العمل "عجب" التي تؤدي دورها الفنانة هدى حسين وهي شخصية كوميدية مغرمة بتدبير المقالب للآخرين وزوجها هو الذي يدفع دائماً الثمن، والعمل كوميدي عموماً هادف يسلط الضوء على مشكلات وقضايا المجتمع وغياب الكثير من القيم بأسلوب كوميدي ساخر، وسوف يجد الجمهور فيه الكوميديا الراقية التي يبحث عنها بعيدا عن كوميديا الإفيهات والابتذال والتقليل من شأن الآخرين . يشيد البلام بالروح التي سادت خلال التصوير، مؤكداً أن روح الأسرة الواحدة والأجواء العائلية التي يحرص عليها الفنان أحمد جوهر والمخرج البيلي أحمد في جميع أعمالهما كانت حاضرة بقوة، فضلاً عما كانت تشيعه كوميديا العمل نفسها وفريق العمل الذي كان على قدر كبير من الانسجام وخفة الظل . أما عن الخروج من السباق الرمضاني فيؤكد البلام، أن هذا جاء في مصلحة العمل الذي كان سيتعرض بالتأكيد للظلم ولم يكن لينال حظه من المشاهدة والاهتمام من جانب الجمهور، متوقعاً أن يحظى العمل بنسبة مشاهدة عالية عند عرضه قريباً . مايسترو العمل المخرج البيلي أحمد يؤكد أن مسلسل "عجب" يمثل تجربة درامية خليجية عالية المستوى من حيث المضامين وأيضاً فريق العمل، ويقول: حرصنا على ترسيخ روح الفريق والأسرة التي تتطلبها الأعمال الكوميدية التي تفرض أجواء من البهجة والمقالب المتبادلة في مواقع التصوير، وبالتالي كنا طوال الوقت أمام كم من المفارقات والمشاهد الحافلة بالسخرية والكوميديا الاجتماعية داخل البلاتوهات وخارجها . ويرى البيلي أن المسلسل يشكل فسحة لطيفة وسط خضم الأعمال التي تغرق في الدراما، والتراجيديا العالية، في وقت يحتاج فيه المشاهد إلى الفرح والابتسامة ويقول: هنا الرهان الذي نقدمه في هذه التجربة التلفزيونية الدرامية ونأمل أن ننجح في إسعاد الجماهير بعمل نوعي بعيد عن الابتذال أو خدش الحياء . وحول عرض العمل بعيداً عن الدورة الرمضانية يقول البيلي: إن الزحام الدرامي في رمضان يضر بالكثير من الأعمال الجيدة التي قد تضيع وسط هذا الزحام الهائل ولا تنال ما تستحق من المشاهدة، وفي كثير من الأحيان يكون العرض الرمضاني ضد العمل وليس في مصلحته، بسبب كثرة الأعمال وعدم قدرة المشاهد العربي على متابعة هذا الكم الهائل من المسلسلات، ولطالما نادينا بعدم تكدس الأعمال في رمضان، وكثير من المسلسلات ظلمت بعرضها في رمضان ثم انصفها العرض الثاني بعد انفضاض المولد الرمضاني، وفي النهاية لا بد أن نعترف أن العمل الجيد يفرض نفسه حتى لو وقفت الظروف ضده، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح . البيلي يلفت إلى أن "عجب" من الأعمال الكوميدية الجميلة، ومتوقعاً له أن يحظى بنسبة مشاهدة عالية، لما فيه من نجوم لهم جماهيرية، ونص رشيق ومواقف فكاهية كاريكاتيرية .