طوى القضاء البريطاني ملف أحدث فضيحة جنسية كان بطلها أشهر وكيل للدعاية للمشاهير في بريطانيا ماكس كليفورد ورجل مهمات "تلميع" الملياردير المصري محمد الفايد. نصر المجالي: من المحتمل أن يصدر الحكم يوم الجمعة المقبل ضد ماكس كليفور بعد إدانته بثماني تهم بالاعتداء الجنسي على فتيات قرابة 20 عاما ابتداء من عام 1966 حتى 1985، في أحدث فضيحة جنسية ضمن سلسلة فضائج طالت مشاهير لتورطهم في قضايا قديمة. وكان كليفورد مثُل أمام محكمة وستمينستر اللندنية الاثنين (28 مايو/ ايار 2014). ويتعلق احد الاتهامات بفتاة تبلغ من العمر 14 عاما بينما يتعلق اتهام اخر بفتاة تبلغ 15 عاما. وتتوقع مصادر بريطانية ان يواجه كليفورد بقضاء 10 سنوات خلف القضبان، ويشار الى ان كليفورد معروف في بريطانيا ببيعه لاسرار النجوم للصحف النصفية الشغوفة بنشر الفضائح. 11 تهمة ووجهت إلى كليفورد (71 عاما) الذي كان من بين زبائنه قطب صناعة الموسيقى سايمون كاول والملاكم الاميركي السابق محمد علي كلاي، ورئيس الوزراء الأسبق توني بيلر والملياريدر محمد الفايد وفرانك سيناترا ومايكل جاكسون، احدى عشرة تهمة بالاعتداء على سبع فتيات تراوحت اعمارهن بين 14 و 19 عاما خلال الفترة بين عامي 1966 و 1984. وجاءت إدانة كليفورد عقب تحقيق واسع في فضائح جنسية شغلت الرأي العام في بريطانيا في الاشهر القليلة الماضية، وقالت متحدثة باسم هيئة الادعاء الملكية إن هيئة محلفين برأت كليفورد من تهمتين ولم تتوصل لحكم ادانة في تهمة ثالثة. وكان ألقي القبض على كليفورد في ديسمبر/ كانون الأول 2012 ضمن تحقيق في قضايا اعتداءات جنسية قديمة. وفجر التحقيق الذي عرف باسم "عملية يوتري" الكشف عن تورط جيمي سافيل المذيع الراحل بهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.ٍسي) في جرائم جنسية امتدت لعقود. وخلال المحاكمة التي استمرت لخمسة اسابيع صورت هيئة الادعاء كليفورد كخبير في فن الاكراه والاستغلال الجنسي مستفيدا من سلطته وعلاقاته بالمشاهير للايقاع بالفتيات بالتعهد لهن بتحقيق حلمهن في النجومية. ونفى كليفورد كل التهم الموجهة إليه قائلا إنها أكاذيب "مقيتة تماما" يقف وراءها انتهازيون محبون للمال. لكنه اعترف باقامة عدد من العلاقات خلال فترة زواجه من زوجته الأولى. مشاهير وفضائح وكان الخبير العالمي البارز في العلاقات العامة ماكس كليفورد كان يقدم استشاراته للمشاهير لإخراجهم من التورط بفضائح كبيرة لكنه لن يجد من ينقذه بعد أفعاله الشنيعة. وتبين بعد وفاة سافيل الذي كان احد ابرز نجوم التلفزيون البريطاني (بي بي سي) في السبعينات والثمانينات انه ارتكب جرائم جنسية على نطاق غير مسبوق على مدى ستة عقود مما ادى إلى فتح تحقيق طال العديد من المشاهير. وقال اليسون سوندرز من هيئة الادعاء الملكية "بعد ان استكملنا تحقيقنا توصلنا إلى ان هناك ما يكفي من الادلة ومن المصلحة العامة ان يتهم السيد كليفورد باحدى عشرة تهمة بارتكاب فعل فاحش تتعلق بسبعة شاكين." ومن بين المشاهير المقبوض عليهم في تحقيق سافيل التي قامت بها الشرطية البريطانية تحت اسم (يوتري - Yewtree) مغني الروك جاري جليتر والممثل الكوميدي فريدي ستار ومقدم برامج الاطفال التلفزيوني رولف هاريس ونجم الروك السابق غاري غليتر ومذيعان سابقان بهيئة الإذاعة البريطانية وأفرج عنهم لقاء كفالة بعد الاستجواب الأولي وقد نفى جميعهم الاتهامات الموجهة اليهم. تلميع الفايد وإلى ذلك، فإنه في يوليو/ تموز العام 2000 كان الملياردير المصري محمد الفايد وقع عقدا مع وكالة "ماكس كليفورد اسوسييتس" التي يملكها كليفورد وهي واحدة من أهم وكالات الإعلان في بريطانيا لإعادة تلميع صورته. وحينذاك، كان صاحب متجر هارودز الفاخر في لندن السابق الحصول على الجنسية البريطانية، لكن محاولاته باءت كلها بالفشل. وبعد توقيع العقد المالي الضخم، قال كليفورد حنيها انه سيقوم بكل ما في وسعه لتعديل صورة الفايد لمساعدته في الحصول على الجنسية. وكان الفايد استنزل عليه غضب العائلة المالكة والمؤسسة الحاكمة والصحافة عتدما وجه إلى أجهزة الإستخبارات البريطانية والأمير فيليب زوج الملكة اليزابيث تهمة إصدار الأمر بإغتيال نجله دودي والأميرة ديانا اللذين قتلا في حادث سير في باريس في 1997. وفي إطار العقد عُهد إلى فيل هال رئيس التحرير السابق لصحيفة (نيوز اوف ذي وورلد) التي أغلقت العام الماضي الذي جندته وكالة ماكس كليفورد، تأمين العلاقات العامة للملياردير الأكثر إثارة للجدل، كما عُيّن صحافي سابق آخر في الصحيفة هو أليكس هيتشن ملحقه الصحافي الخاص. وذكرت الصحافة البريطانية ان قيمة العقد الموقع مع وكالة كليفورد التي كانت تتولى العلاقات الصحفية لنادي فولهام لكرة القدم الذي يملكه الفايد، تبلغ 300 الف جنيه استرليني (480 الف يورو). وكان كليفورد تولى مهمة العلاقات العامة لدى محمد الفايد خلفا للاذاعي لوري ماير المقدم السابق على شبكة "سكاي" التلفزيونية الخاصة، من منصبه الذي كان يشغله منذ 1998. ايلاف