قتل 59 شخصاً، أمس، بهجمات على مناطق يسيطر عليها النظام السوري في دمشق وحمص، بينما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تشكيل بعثة لتقصي الحقائق حول هجمات بالكلور اتهم النظام بارتكابها خلال الأسابيع الماضية. وفي مدينة حمص (وسط) قتل 45 شخصاً وأصيب 85 آخرون بتفجير سيارة مفخخة وسقوط صاروخ محلي الصنع على حي تقطنه أغلبية علوية. وقال محافظ حمص، طلال البرازي، ل«فرانس برس» إن «انفجار سيارة مفخخة مركونة في منطقة العباسية في حي الزهراء أسفر عن مقتل 36 شخصاً وجرح 75 آخرين، تبعه سقوط صاروخ محلي الصنع في المكان، أوقع تسعة قتلى و10 جرحى»، مشيراً إلى أن «الحصيلة مرشحة للارتفاع» لوجود مصابين في حال حرجة. وأوضح البرازي أن «الصاروخ سقط بعد نصف ساعة في مكان التفجير الأول الذي شهد حشداً من الناس» وهو عادة مكتظ بالمارة. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تفجيرين بسيارتين مفخختين، وسماع دوي انفجار ثالث تضاربت المعلومات حول طبيعته. وتعد حمص، ثالث أكبر المدن السورية، من أبرز المناطق التي شهدت احتجاجات ضد النظام منذ منتصف مارس 2011. واستعاد النظام السيطرة على معظم أحيائها بعد حملات عنيفة أدت إلى مقتل المئات. ولايزال المقاتلون يسيطرون على بعض الأحياء المحاصرة منذ نحو عامين، التي تشن القوات النظامية عملية ضدها للسيطرة عليها. وأتى الهجوم في حمص بعد ساعات من مقتل 14 شخصاً بسقوط قذائف هاون على مجمع مدرسي وسط دمشق، بحسب الإعلام الرسمي. وقال التلفزيون السوري إن 14 شخصاً قتلوا وجرح 86 بسقوط أربع قذائف هاون أطلقها «إرهابيون» على مجمع مدارس بدر الدين الحسني للعلوم الشرعية في حي الشاغور. وأشار الإعلام الرسمي إلى أن قذيفتين سقطتا على المجمع مباشرة. من جهته، أفاد المرصد بأن حصيلة القذائف هي 17 قتيلاً، مشيراً إلى إصابة 50 شخصاً «بينهم 14 على الأقل بحالة خطرة». وفي وقت لاحق أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن إصابة ثمانية أشخاص بجروح بسقوط تسع قذائف هاون على منطقة العباسيين (شرق). وتزايد في الأسابيع الماضية سقوط قذائف الهاون على أحياء العاصمة، وترافق ذلك مع تصعيد القوات النظامية عملياتها العسكرية في ريف دمشق. في لاهاي، أعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أحمد أوزومجو، في بيان، أمس، عن «تشكيل بعثة لتقصي الحقائق المتعلقة بمعلومات عن استخدام الكلور في سورية»، مشيراً إلى أن دمشق «قبلت بتشكيل هذه البعثة»، والتزمت «ضمان الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرتها». وأوضح بيان المنظمة أنه «من المقرر أن يغادر الفريق في أقرب وقت ممكن»، مشيراً إلى أن «هذه البعثة ستجري في أكثر الظروف صعوبة». وتحدثت دول غربية، أبرزها الولاياتالمتحدة وفرنسا، أخيراً، عن «شبهات» و«معلومات» عن لجوء النظام إلى غاز الكلور في قصفه مناطق تسيطر عليها المعارضة، لا سيما بلدة كفر زيتا في ريف حماة في 12 أبريل. وكانت منسقة البعثة المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة للإشراف على نزع الترسانة الكيماوية السورية، سيغريد كاغ، أعلنت أن 8% من هذه الترسانة مازالت في حوزة دمشق. ووافق النظام السوري، الصيف الماضي، على اتفاق أميركي روسي تلاه قرار من مجلس الأمن، لنزع ترسانته الكيميائية وتدميرها بحلول منتصف عام 2014. وأبعد الاتفاق شبح ضربة أميركية لدمشق إثر مقتل المئات بهجوم كيميائي قرب العاصمة في أغسطس، اتهمت المعارضة والغرب النظام بالمسؤولية عنه. الامارات اليوم