عبدالعزيز الكندري قبل فترة شهدت التشكيلة الوزارية في ألمانيا سابقة تاريخية بتعيين أول وزيرة ألمانية مسلمة وزيرةً لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج. وهذه الخطوة أوجدت ارتياحا بين المسلمين المهاجرين، والوزيرة هي أيدان أوزغوز، النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي، والمتحدرة من أصول تركية و البالغة من العمر 46 عاما. وذكر موقع «قنطرة» أنه للمرة الأولى في ألمانيا كذلك تقدم مذيعة من أصول شرقية نشرة الأخبار المسائية الشهيرة «أحداث اليوم» في القناة الأولى الألمانية الرسمية. فبتاريخ 7 / 3 / 2014 بدأت الصحافية بينار أتالاي، المولودة في ألمانيا لوالدين تركيين، بتقديم النشرة التي يتابعها ملايين الناطقين بالألمانية. وتعتبر هذه المذيعة، إلى جانب المذيعة دنيا الحيالي ذات الجذور العراقية، من مقدمات البرامج ذوات الأصول المهاجرة الأكثر خبرة في قنوات التلفزة الألمانية. إذاً هل صحيح بأن الغرب يعادي المسلمين؟ أعتقد من الخطأ الكبير ما تتناقله بعض القنوات العربية والصحف المختلفة عن عداء الغرب للمسلمين والإسلام، والشواهد والدلائل كثيرة ولا تحصى، ومثال الوزيرة أيدان أوزغوز والمذيعة بينار أتالاي وغير ذلك من الدلائل والبراهين، وأغلب ما يقال عن العداء للإسلام هو من باب المبالغات، ولقد التقيت بأحد المسؤولين بأحد المراكز الإسلامية في النرويج فسألته عن الدعم المادي، فذكر بأن الدولة هي الداعم الأساسي للمراكز الإسلامية المختلفة، ووجدت اندماجا وانسجاما في البلدان الأوروبية التي يعيشون فيها أكثر من بلدانهم الإسلامية. كيف يكون العداء للإسلام في أوروبا وهناك حرية كاملة في ممارسة الشعائر الدينية وبناء دور العبادة، وقبل 100 عام اعترفت النمسا بالإسلام كدين رسمي في البلاد وبقرار امبراطوري 1908، وفي النمسا كذلك يدرس الإسلام في أكثر من 2500 مدرسة لأكثر من 40 ألف طالب، والإسلام يعتبر الدين الرسمي الثاني، وكذلك بلجيكا اعترفت بالإسلام كدين ثان منذ عام 1974، والشواهد في ذلك كثيرة في الدول الأوروبية. لقد جاء المسلمون إلى الغرب من أجل لقمة كريمة لهم ولأسرهم، وبعد أن ضاقت بهم الحياة في بلدانهم الإسلامية، ووجدوا كل ترحاب بهم وبأفكارهم ودياناتهم وأسرهم، فغالبيتهم اندمجوا في هذه البلدان وانفتحوا على الشعوب الأخرى، وبينوا الوجه الحضاري للإسلام وهو التسامح وقبول الآخر. يقول الأستاذ سعيد محمد، مدير موقع «المسلمون في أوروبا»، والموقع يبث من ايطاليا: الذي كنا نفتقده منذ سنين طويلة أن أحدا لا يستمع لنا، وهناك قوانين تدرس الآن لمنح المواليد الجنسية الايطالية وهناك حقوق التعليم والصحة والتملك والمواطنة وغيرها لكن ما نريد أن نقوله ان المسلمين في الغرب تتساوى حقوقهم مع أبناء البلد الذي يقطنون فيه ولا فرق بينهم، فالمسلمون في المدارس والجامعات يدرسون كما يدرس الآخرون وهو ما ليس موجوداً في بعض الدول غير الأوروبية أو بالأصح في بلادنا العربية. [email protected] الرأي عدن اوبزيرفر