قتل 62 شخصا أمس في هجمات على مناطق يسيطر عليها النظام السوري في دمشق وحمص، حيث قضى 45 شخصا، بانفجار سيارة مفخخة بحمص، كما قتل 17 شخصا، في سقوط قذائف على مجمع مدارس بالعاصمة، تزامناً مع انسحاب قوات المعارضة من عدة مواقع في محيط المرصد 45 الإستراتيجي بريف اللاذقية بعد اشتباكات مع قوات النظام التي واصلت استخدامها البراميل المتفجرة في هجماتها على مناطق متفرقة من البلاد، بينما اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية تشكيل بعثة لتقصي الحقائق حول هجمات بالكلور اتهم النظام بارتكابها خلال الاسابيع الماضية. وأفاد محافظ حمص طلال البرازي ان «انفجار سيارة مفخخة مركونة في منطقة العباسية في حي الزهراء اسفر عن مقتل 36 شخصا وجرح 75 اخرين، تبعه سقوط صاروخ محلي الصنع في المكان، ما اوقع تسعة قتلى و10جرحى»، مشيرا الى ان «الحصيلة مرشحة للارتفاع لوجود مصابين في حال حرجة». وأوضح ان «الصاروخ سقط بعد نصف ساعة في مكان التفجير الاول الذي شهد حشدا من الناس وهو عادة مكتظ بالمارة». من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن تفجيرين بسيارتين مفخختين، وسماع دوي انفجار ثالث تضاربت المعلومات حول طبيعته. وتعد حمص، ثالث كبرى المدن السورية، من ابرز المناطق التي شهدت احتجاجات ضد النظام منذ منتصف مارس 2011. واستعاد النظام السيطرة على غالبية إحيائها بعد حملات عنيفة ادت الى مقتل المئات. ولا يزال المقاتلون يسيطرون على بعض الاحياء المحاصرة منذ نحو عامين، والتي تشن القوات النظامية عملية ضدها للسيطرة عليها. استهداف مدارس وأتى الهجوم في حمص بعد ساعات على مقتل 17 شخصا في سقوط قذائف هاون على مجمع مدرسي وسط دمشق، بحسب الاعلام الرسمي. وأوضح التلفزيون ان 14 شخصا قتلوا و86 جرحوا في سقوط اربع قذائف هاون اطلقها «ارهابيون» على مجمع مدارس بدر الدين الحسني للعلوم الشرعية في حي الشاغور. واشار الاعلام الرسمي الى ان قذيفتين سقطتا على المجمع مباشرة. وافاد المرصد من جهته ان حصيلة القذائف هي 17 قتيلا، مشيرا الى اصابة 50 شخصا «بينهم 14 على الاقل بحالة خطرة». وفي وقت لاحق، افادت وكالة الانباء السورية «سانا» عن اصابة ثمانية اشخاص بجروح في سقوط تسع قذائف هاون على منطقة العباسيين (شرق). وتزايد في الاسابيع الماضية سقوط قذائف الهاون على احياء العاصمة، والتي يعتقد ان مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. وترافق ذلك مع تصعيد القوات النظامية عملياتها العسكرية في ريف دمشق. انسحاب المعارضة وفي تطور آخر، قال ناشطون سوريون إن قوات المعارضة المسلحة انسحبت من عدد من مواقعها في محيط المرصد 45 بريف اللاذقية. وسيطرت قوات الجيش السوري على المنفذ البحري الوحيد للمعارضة في قرية السمرا بعد معارك استخدمت فيها الزوارق الحربية. كما تجدد القصف والاشتباكات بين طرفي القتال في قرية السمرا وجبل تشالما في شمال الساحل السوري. البراميل المتفجرة قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة كفرزيتا بريف حماة، وشنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات بحي القصور بمدينة حماة. ذكرت شبكة شام أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على أحياء في مدينة درعا وريفها. تحقيق في الكلور وفي لاهاي، اعلن المدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية احمد اوزومجو عن «تشكيل بعثة لتقصي الحقائق المتعلقة بمعلومات عن استخدام الكلور في سوريا»، مشيرا الى ان دمشق «قبلت بتشكيل هذه البعثة»، والتزمت «ضمان الامن في المناطق الخاضعة لسيطرتها». وأوضح بيان المنظمة انه «من المقرر ان يغادر الفريق في اقرب وقت ممكن» مشيرة الى ان «هذه البعثة ستجري في اكثر الظروف صعوبة». وتحدثت دول غربية ابرزها الولاياتالمتحدة وفرنسا مؤخرا عن «شبهات» و«معلومات» عن لجوء النظام الى غاز الكلور في قصفه مناطق تسيطر عليها المعارضة، لا سيما بلدة كفرزيتا في ريف حماة في 12 ابريل. تقدير تقدر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن سوريا تخفي جزءا صغيرا من أسلحتها الكيماوية من خلال تضليل المجتمع الدولي، ولكنها لا تتوقع استخدم هذا السلاح ضد إسرائيل، وأن جهاز الأمن الإسرائيلي يفضل بقاء النظام الحالي على سيطرة منظمات إسلامية متطرفة على البلاد. حسب ما ذكر موقع صحيفة «هآرتس» الالكتروني امس. 11 مرشحاً للرئاسة بينهم الأسد وامرأتان ومسيحي تلقت المحكمة الدستورية العليا في سوريا، أمس، أربعة طلبات ترشح جديدة الى الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من يونيو، ما يرفع عدد المرشحين الى 11 أبرزهم الرئيس بشار الأسد، وبينهم امرأتان ومسيحي. ويتوقع مراقبون ان تبقي الانتخابات التي انتقدها الغرب والمعارضة السورية بوصفها «مهزلة»، الرئيس الأسد في موقعه. وأعلن رئيس البرلمان محمد جهاد اللحام في جلسة نقلها التلفزيون الرسمي مباشرة، أن مجلس الشعب تلقى إشعارات من المحكمة «بتقدم كل من علي محمد ونوس وعزة محمد وجيه الحلاق وطليع صالح ناصر وسميح ميخائيل موسى بطلبات ترشح لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية». وأفاد مصدر في المحكمة الدستورية العليا ان موسى هو «أول مرشح مسيحي الى الانتخابات»، علما أن المادة الثالثة من دستور العام 2012، تنص على أن «دين رئيس الجمهورية الإسلام». وأوضح المصدر ان المحكمة «مخولة بقبول طلبات الترشح بعد التأكد من صحة الوثائق المقدمة على ان يتم التأكد من استكمال شروط الترشح خلال الأيام الخمسة التي تلي موعد إغلاق باب الترشح» في الأول من مايو. وأضاف ان «اعضاء المحكمة سيعلنون عندئذ اسماء المقبولين للترشح بعد التأكد من استكمالهم للشروط». وبحسب قانون الانتخابات، على الراغبين بالترشح تقديم طلب الى المحكمة الدستورية العليا، والحصول على موافقة خطية من 35 عضوا في مجلس الشعب البالغ عدد أعضائه 250، كشرط لقبول الترشيح رسميا. وفي عددها الصادر امس، نقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات عن جمال قادري، عضو مجلس الشعب وأمين فرع حزب البعث في دمشق، ان «الكتلة البعثية» في المجلس والبالغة 161 عضواً «ستمنح تأييدها لمرشحها الرفيق بشار الأسد». وأوضح انه «هناك من أعضاء مجلس الشعب ما يكفي لتأييد مرشح أو مرشحين إلى جانب مرشح (كتلة البعث)»، في اشارة الى 89 عضوا في مجلس الشعب لا ينتمون الى حزب البعث. ورغم ان الانتخابات ستكون أول «انتخابات رئاسية تعددية»، إلا أن قانونها يغلق الباب عمليا على ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج. ويشترط القانون ان يكون المرشح قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية. ويشكل رحيل الأسد عن السلطة مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها. وحذرت الأممالمتحدة ودول غربية النظام من إجراء الانتخابات، معتبرة انها ستكون «مهزلة» وذات تداعيات سلبية على التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس البيان الاماراتية