واشنطن - الراية: استقبل سعادة السيد جون بينر، رئيس مجلس النواب الأمريكي، سعادة السيد محمد جهام الكواري، سفير دولة قطر لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية. جرى خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية بين دولة قطروالولاياتالمتحدة..كما ركز اللقاء على تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، ألقى سعادة السفير كلمة أمام جمعية كبار موظفي الكونجرس للشؤون الخارجية في مقر الكونجرس تحت عنوان "كيف يمكن للكونجرس الأمريكي تعزيز العلاقات القطرية - الأمريكية" في مقر الكونجرس أكد فيها أهمية العلاقات بين البلدين وضرورة توسع هذه العلاقات. واستهل سعادة السفير كلمته بالتأكيد على أهمية العلاقات بين البلدين، وضرورة توسيعها فيما وراء الضرورات الدبلوماسية، مؤكدا على أهمية الدور الذي يلعبه العاملون بالكونجرس الأمريكي حيث إنهم يشاركون في صياغة السياسات الأمريكية، ومن ثم تستلزم العلاقات معهم درجة أعلى من التحليل والنقاش. وبالإضافة إلى الاتصالات الرسمية مع الجهات الإدارية والتنفيذية للحكومة الأمريكية، أكد السفير الكواري ضرورة التواصل مع صناع السياسات بالكونجرس الأمريكي لتوضيح المواقف القطرية التي تهم المصالح الأمريكية، والتعاون في نقل الوقائع الفعلية للأحداث إلى الكونجرس، وإثراء الحوار بين البلدين من خلال مستويات أعمق من التواصل مع العاملين بالكونجرس. كما تطرق سعادة السفير الكواري إلى كون قطر "دولة ذات رسالة"، وتسعى لتحقيق الاستفادة القصوى من مواردها الطبيعية المتاحة لها لتحقيق التنمية، ليس فقط للشعب القطري بل للمنطقة العربية بأكملها. كما شدد سعادته على استقلالية السياسة الخارجية القطرية، وأن قطر لا تنحاز لأي اتجاهات أو أيديولوجيات بعينها، بل تنحاز فقط للمبادئ التي تتبعها منذ تأسست الدولة، والتي تقوم على أن تحقيق التنمية المستدامة واستقرار البلدان يضمن الاستقرار والرخاء الإقليمي والدولي. وأشار السفير الكواري إلى سعي دولة قطر لخلق مساحة للتعبير عن آرائها، ولضمان تعبير كافة الشعوب عن آرائها والنقاش والحوار، وقال : ومن هنا، تهدف قطر إلى إعادة صياغة مفهوم السياسة الخارجية، ليصبح السياسة الدولية، ففي ظل العولمة، أصبحت الساحة مفتوحة لإلقاء الضوء على جميع الأفعال والمواقف التي نتخذها، لذا فإن قطر تعمل، بالإضافة إلى تعزيز علاقاتها الدبلوماسية الرسمية مع الدول الصديقة، على دعم المجتمع المدني أيضاً، فهذه التجمعات من المنظمات هي التي تبرز الصورة الكاملة التي نسعى للوصول إليها تحقيقاً للقيم الديمقراطية. وعلى صعيد العلاقات القطرية - الأمريكية، ألقى السفير الكواري الضوء على العديد من المصالح الوطنية المشتركة بين البلدين، والتي ترجع إلى التاريخ الطويل من الروابط الاستراتيجية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، وتؤكدها الاتفاقات الأمنية، والشراكات الاقتصادية، وبرامج التبادل التعليمي على مستوى الجامعات. وقال : ومن خلال تلك العلاقات المشتركة، تسعى قطر إلى الاستفادة من النماذج الحديثة للتنمية المستدامة، وتعزيز حقوق الإنسان وحرية التعبير، ودعم المؤسسات الديمقراطية ليس فقط في قطر، بل في الشرق الأوسط بأكمله. كما تناول السفير الكواري المشروعات والمبادرات التي تبنتها قطر لتعزيز المرأة ومشاركة الشباب لضمان تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الأقل حظاً من التنمية. وأشار إلى أن المساعدات الخارجية التي تقدمها دولة قطر تصل إلى مليار دولار سنوياً توجه إلى ما يزيد على 100 دولة في المجالين الإنساني والتنموي. وقال: ومن خلال الشراكة التعليمية مع كبريات الجامعات الأمريكية، أنشأت قطر "المدينة التعليمية" التي تضم فروعاً لجامعات جورجتاون، وكارنيجي ميلون، ونورث ويسترن، وكورنيل، وتكساس إيه آند إم. كما أكد أن الشراكة بين قطروالولاياتالمتحدة في مجال النفط والغاز من أبرز الأدوات التي تمكن قطر من تحقيق غاياتها، ففي أقل من 15 عاماً، أصبحت قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، ويرجع الفضل في ذلك إلى رؤية القيادة السياسية للبلاد في فتح مناخ تنافسي للاستثمار، و"من خلال الخبرة الفنية الطويلة لإكسون موبيل تمكنا من تحقيق هذا الهدف الذي يعد من قصص النجاح المستمرة". واختتم سعادة السفير الكواري كلمته بالتأكيد على رغبة قطر في توسيع نطاق التفاهم مع الكونجرس الأمريكي، والعمل على تحقيق التزاماتها، كبلد عربي، بالوصول إلى دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ودفع الجهود الدبلوماسية باتجاه إجماع عالمي للوصول إلى قرار عادل في هذا الشأن، يكون للولايات المتحدة فيه دور أساسي. وقال: إن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سينقل الالتزامات تجاه حقوق الإنسان من أقوال إلى أفعال تضمن تحقيق الأمن الإقليمي. كما أشار إلى دور السفارة كمنبر متاح للحصول على المعلومات بشأن ما يهم صناع القرار الأمريكي عن الأحداث في المنطقة. جريدة الراية القطرية