أكد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى أن الجامعة العربية تولى اهتماما خاصا بالعلماء العرب المقيمين فى الخارج الذين نبغوا في مختلف المجالات العلمية؛ في الطب والهندسة والعلوم والكيمياء، وحصلوا على جوائز وأوسمة دولية وجعلونا نفخر بهم في جميع المحافل الدولية. وقال العربى فى كلمة ألقاها فى افتتاح أعمال مؤتمرالعلماء العرب المغتربين المنعقد حاليا تحت شعار(عندما تتكامل العقول العربية) إنه كان من المفترض أن تعرض المشروعات التي سيخرج بها هذاالمؤتمر على القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الثالثة والتي ستعقد بمدينة الرياض في يناير القادم إلا أنه نظرا لضيق الوقت بين الفعاليتين، سنسعى لعرضها على القمة العادية في دورتها القادمة في مارس القادم . وأضاف العربى فى كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذى حضره وزير التعليم العالى مصطفى مسعد والدكتورة نادية زخارى وزيرة البحث العلمى أن العالم العربي يواجه العديد من التحديات المتعلقة بالتعليم والبحث العلمي وأنه إدراكا لذلك، وفي سبيل الوصول إلى "مجتمع المعرفة" واقتصاد مبني على العلوم والتكنولوجيا،اتخذ الزعماء العرب (في قمة الخرطوم 2006، وقمة الرياض 2007، وقمة سرت مارس 2010، وقمة بغداد 2012 ) عددا من القرارات المهمة لتفعيل دور العلوم والتكنولوجيا في الوطن العربي، بهدف السعي إلى وضع العلوم والتكنولوجيا في قلب التخطيط الاستراتيجي وخططه التنفيذية، وزيادة الإنفاق على البحوث والتعليم، وتوطين التقنية الحديثة، وتشجيع ورعاية الباحثين والعلماء، وتطوير القدرات العربية العلمية والتكنولوجية والنهوض بمؤسسات البحث العلمي. وأوضح الامين العام لجامعة الدول العربية أنه لتطوير البحث العلمي لابد من الاهتمام أولا بتطوير التعليم العالي من خلال انتهاج إستراتيجيات للتعليم قائمة على الجودة في مخرجاتها من خلال إكساب الطلاب المهارات المعرفية والعلمية وتزويدهم بما يحتاجوا إليه خلال المرحلة التعليمية ليساهموا في نهضة الأمة ويشكلوا أحد دعائم تطورها.وأكد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى أن العالم العربي يمر حاليا بمرحلة فاصلة في تاريخه يحتاج فيها الى مشاركة كل أبنائه في الداخل والخارج، ونحن نعول على الكفاءات المقيمة فى الخارج بصفة خاصة للمساعدة في البناء في المرحلة القادمة والمساهمة في عبور هذه الفترة الصعبة واتخاذ الخطوات الأولى في طريق النهضة والتنمية الشاملة. ووصف العربى المؤتمر بالمهم كونه يتزامن مع احتفالات الجامعة العربية بيوم المغترب العربي، والذي يجمع نخبة من أبناء الأمة العربية المقيمين فى الخارج من العلماء الذين يعكسون صورة إيجابية عن العرب أمام المجتمعات التي يعيشون فيها مشيرا الى أن الجامعة تحرص دائما ومنذ فترة على إنشاء روابط وصلات قوية بينهم وبين أوطانهم في العالم العربي والتواصل معهم ومد جسور الحوار والتعاون لما فيه فائدة الطرفين. وقال العربى إن هجرة العقول والكفاءات العلمية والفنية خلقت تفاعلا خلاقا بين الحضارات منذ القدم، فهذا النوع من الهجرة له جانب سلبي يتمثل في هجرة العقول التي يمكن أن تؤثر على التقدم العلمي في الدول النامية، وهناك أيضا جانب إيجابي .. ووعيا بأهمية الجانب الإيجابي لهذا النوع، وبالدور الذي يمكن لهذه الكفاءات المهاجرة أن تقوم به في دفع عجلة التنمية في الوطن العربي، بدأت جامعة الدول العربية منذ عام 1974 بالاهتمام بإزالة العوائق أمام جذب هذه الكفاءات للمساهمة في جهود التنمية العربية. واضاف أن الاهتمام بالكفاءات العربية المهاجرة خارج الوطن العربي، وتقوية صلتها بالوطن الأم، والعمل على توفير بيئة مناسبة لتوطين وإنتاج المعرفة بما يعزز الاستفادة من هذه الكفاءات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية بالدول العربية يعتبر من ضمن أولويات الجامعة العربية في الوقت الراهن. وأوضح العربى أن إعادة بناء الدول العربية بعد الثورات والأحداث التي مرت بها مؤخرا يحتاج الى جهد مكثف من كل أبناء الأمة العربية في الداخل والخارج.. والوطن العربي لديه ذخيرة كبيرة من الكفاءات المهاجرة تصل إلى ثلث هجرة الكفاءات من البلاد النامية . وتشير منظمة العمل العربية إلى أن أكثر من 450 ألفا من حملة الشهادات العليا الحيوية للاقتصاد استقروا في السنوات العشر الماضية في الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول مثل استراليا. واوضح الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى أنه ووفقا لاحصائية نشرت مؤخرا فإن 34 بالمائة من الأطباء الاختصاصيين في بريطانيا ينتمون إلى الجاليات العربية. . ويؤكد الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء في مصر أن هناك 600 عالم مصري من التخصصات النادرة موجودون في الغرب، وأن عدد العقول المهاجرة من مصر وحدها وصل إلى 854 ألف عالم وخبير، أما من جميع البلدان العربية فالأعداد تتجاوز الأربعة ملايين خيرة الكفاءات العلمية. وأكد العربى أن منظمات المجتمع المدني تلعب دورا هاما في التواصل وإقامة التحالفات بين الشعوب بعيدا عن سياسات الدول والحكومات تجاه بعضها البعض. وأوضح أن هناك تعاونا مستمرا بين الجامعة العربية والمنظمات المؤسسة من قبل الجاليات العربية في بلدان المهجر من خلال تنظيم عدة فعاليات من بينها هذا المؤتمر. وأعرب العربى عن أمله فى أن يكون المؤتمر بمثابة خطوة إيجابية تتقدم بنا في طريق التنمية التي نتمناها ونسعى إلى تحقيقها بمعاونة أبنائنا المقيمين بالخارج الذين نفخر بالدور الإيجابي والفعال الذي يقومون به في دول المهجر. يأتى انعقاد مؤتمرالعلماء العرب المغتربين في إطار الجهود التي تقوم بها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتفعيل التعاون مع أبناء الوطن العربي المهاجرين في الخارج لحثهم على المشاركة في خطط التنمية بالمنطقة، وتقديرا لدورهم في خدمة القضايا العربية، ورغبة في الاستفادة من القدرات المتوفرة لدي العديد منهم. وينظم المؤتمر بالتنسيق مع جمعية تقدم العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي (ساستا) وهي منظمة غير ربحية مقرها الولاياتالمتحدةالأمريكية ومؤسسة من قبل مجموعة العلماء العرب المغتربين بهدف حشد وإشراك مجتمع العلماء والأكاديميين العرب المغتربين للتعاون والشراكة مع نظرائهم العرب وصناع القرار في المنطقة للعمل نحو تعزيز التعليم العالي والبحوث والعلوم والتكنولوجيا في البلدان العربية. ويهدف المؤتمرإلى وضع آليات فعالة لإقامة الشبكات والمشاركات مع العلماء العرب في الخارج للاستفادة من خبراتهم وقدراتهم وعلاقاتهم ..ويناقش المؤتمر ضمن محاوره مجالات العلوم الطبية والصحية، ومصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع التأكيد على ضمان جودة التعليم والبحث العلمي، وحقوق الملكية الفكرية في الوطن العربي. أخبار - عربى ودولى - البديل