نيويورك - 3 - 5 (كونا) -- ناشد مسؤولون ودبلوماسيون امميون مجلس الامن التحرك السريع لمنع وقوع ابادة جماعية في جنوب السودان واتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لمعاناتهم. واطلعت المفوضة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي هنا الليلة الماضية والمستشار الخاص للامم المتحدة المعني بمنع الابادة الجماعية اداما دينغ اللذان زارا جنوب السودان الاسبوع الماضي لتقييم وضع حقوق الانسان هناك مجلس الأمن على النتائج التي تم التوصل إليها. وقالت بيلاي ان "عمليات القتل الانتقامية التي تطورت على مدى الاشهر الاربعة والنصف الماضية بلغت مستوى من الحدة يبعث الخوف على احتمال وقوع كارثة على شعب جنوب السودان". واعربت عن قلقها ازاء خوض قادة جنوب السودان صراعا شخصيا على السلطة والسيطرة على عائدات النفط دون مراعاة لمعاناة الشعب. واوضحت بيلاي ان اعمال العنف التي اندلعت في منتصف شهر ديسمبر الماضي بعد صراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير الذي ينتمي الى قبيلة الدينكا ومنافسه نائب الرئيس السابق ريك مشار الذي ينتمي الى قبيلة النوير تحولت بسرعة الى عنف عرقي اسفر عن سقوط آلاف الضحايا. ولفتت الى ان القوات الموالية لمشار هاجمت في شهر ابريل الماضي المدنيين والكنائس والمساجد في مدينة (بانتيو) ما اسفر عن مقتل مئات الاشخاص في حين هاجم مئات من المسلحين مخيمات الاممالمتحدة في مدينة (بور) التي لجأ اليها المدنيون واطلقوا النار عليهم ما اسفر عن مقتل اكثر من مئة شخص. وحثت بيلاي مجلس الامن على دعم مبادرة الاتحاد الافريقي لنشر قوة الحماية والردع بسرعة في جنوب السودان والتي من شأنها ان تساعد في انقاذ الارواح في المدى القصير. من جهته قال دينغ للمجلس ان جنوب السودان سيغرق في دوامة العنف الخطيرة التي يمكن ان تخرج عن نطاق السيطرة في حال لم يتم وقف الهجمات ضد المدنيين على الفور. واشار الى ان المجتمع الدولي تعهد للناجين من الابادة الجماعية في رواندا قبل 20 عاما باتخاذ جميع التدابير الممكنة لحمايتهم من تكرار وقوعها. وشدد دينغ على ضرورة اتخاذ المجلس تدابير اضافية ضد الاطراف المتنازعة في جنوب السودان لمنع الوضع من التدهور بشكل اكبر في حال عدم رغبتها بتغيير النهج الذي تتبعه. واوضح ان اعمال العنف في جنوب السودان ليست مدفوعة بالرغبة في تغيير البلاد بل بأهداف المصلحة الذاتية المتعلقة بالحصول على موارد الثروة النفطية والتنمية. من جانبها اعربت السفيرة الامريكية سامانثا باور عن اسفها لاختيار القادة والمعارضة الذين حاربوا من اجل استقلال جنوب السودان وضع الخصومات الشخصية فوق مصالح بلادهم ورفضوا العملية الديمقراطية. وحثت باور المجلس على النظر في وضع عقوبات لردع الهجمات المشينة ضد المدنيين في جنوب السودان. واكدت ان وفدها سيعمم في الايام المقبلة قرارا من شأنه ان يعيد النظر في ولاية بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان (يونميس) للتركيز على حماية المدنيين ومراقبة حقوق الانسان وتقديم المعونة لهم. وشددت على ضرورة اصرار المجلس على الضغط على الحكومة وكبار الشخصيات المعارضة في جنوب السودان لعكس مسارها الخطير وتحقيق السلام. يذكر ان بعثة (يونميس) التي تضم 5500 جندي أسسها مجلس الأمن في عام 2011 بهدف توطيد السلام والامن والمساعدة على اتاحة الظروف اللازمة للتنمية في جنوب السودان وتعزيز قدرة حكومتها على الحكم بفعالية وديمقراطية واقامة علاقات جيدة مع جيرانها.(النهاية) س ج / م خ وكالة الانباء الكويتية