لا يزال الصراع المحتدم في جنوب السودان بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والمتمردين الموالين لنائبه المقال رياك مشار والذي يشهد من منذ 4 أشهر قتالا عنيفا ارتكبت خلاله مذابح على أساس عرقي /مبعث قلق للمجتمع الدولي/ من حصول إبادة جماعية في النزاع. ويتوقع أن يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الجمعة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان في زيارة يلتقي خلالها مع كبار المسؤولين في جنوب السودان لبحث الوضع هناك. واستبق كيري زيارته لجنوب السودان بالتحذير من "الإبادة الجماعية" وهدد مرة أخرى بفرض عقوبات وعبر عن أمله في إمكانية نشر مزيد من قوات حفظ السلام سريعا لمنع سفك الدماء. وقال كيري عقب خروجه من محادثات مع وزراء خارجية اثيوبيا وأوغندا وكينيا أمس الخميس من أن الصراع في جنوب السودان قد ينزلق إلى إبادة جماعية مهددا في الوقت ذاته بفرض عقوبات. وأعرب كيري عن أمله في إمكانية نشر مزيد من قوات حفظ السلام سريعا لوقف إراقة الدماء. وأضاف كيري في أديس أبابا المحطة الأولى في جولة إفريقية يقوم بها "ينبغي بأسرع ما يمكن نشر قوة شرعية قادرة على المساعدة في صنع السلام على الأرض." وقالت متحدثة رسمية إن كيري كان يشير إلى قوات إفريقية تخضع لسلطة الأممالمتحدة التي تدير بالفعل مهمة في جنوب السودان. وأضاف كيري أنه اتفق مع نظرائه الأفارقة على "شروط وتوقيت ونوع وحجم" مثل هذه القوة لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل. وقد فشلت المفاوضات بين حكومة كير والمتمردين الموالين لمشار في تحقيق أي تقدم منذ التوقيع في 23 من يناير الماضي على اتفاق هدنة لم يصمد قط. وبشأن خطر وقوع إبادة جماعية قال كيري إن "مؤشرات رئيسية مزعجة للغاية مثل أعمال قتل عرقية وقبلية وحسب الهوية القومية" تثير تساؤلات تبعث على القلق. وأضاف "إذا واصلوا السير في الطريق الذي يمضون فيه فقد يشكلون حقا تحديا خطيرا للغاية للمجتمع الدولي فيما يتعلق بمسألة الابادة الجماعية." وكرر كيري التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات وقال إن الشركاء بالمنطقة أوغندا وكينيا واثيوبيا "قبلوا المسؤولية لفرض عقوبات أيضا". وأشار كيري أيضا إلى أمله أن تغير المحادثات اتجاه الأحداث في جنوب السودان . وأشار إلى قرار سلفا كير في الأسبوع الماضي باطلاق سراح أربعة سجناء سياسيين. وقال "نأمل أن يفتح هذا الآن الباب أمام احتمال الوساطة والحوار الذي يمكن أن يحدث في أي مكان في الأيام القليلة القادمة وجاء تحذير كيري بعد ساعات من إدانة مسؤولين في الأممالمتحدة لكل من سيلفا كير ورياك مشار. وقالت مفوضة حقوق الانسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي أمس الخميس إنها "تشعر بالفزع ازاء قلة الاكتراث بخطر تعرض البلاد للمجاعة الذي يبديه الزعيمان". وتدعو الأممالمتحدة الزعماء في جنوب السودان إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء العنف والمشاركة في محادثات سياسية لحل الصراع وتحذر من أن عدم اتخاذ قرارات جريئة قد يدفع جنوب السودان إلى دوامة من القتل الانتقامي العرقي وتعميق الحرب الأهلية ويؤدي إلى كارثة إنسانية. وتدعو المنظمة الدولية حكومة جنوب السودان إلى الكف عن التدخل في عمل بعثة الأممالمتحدة في البلاد وعملها في حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. وتطالب حكومة جنوب السودان بإدانة تلك الهجمات على بعثة الأممالمتحدة علنا والعمل على وقف تلك الهجمات. وتؤكد المنظمة الدولية أن استهداف المدنيين الذين لجأوا إلى مقر بعثة الأممالمتحدة أو إلى المسجد هو عمل إجرامي وتدعو إلى ملاحقة وتقديم المسؤولين عن تلك المجازر للمساءلة. وتعتبر البث الإذاعي المحرض على العنف والاعتداء بدوافع إثنية هو أمر مخيف للغاية ويدعو للقلق العميق. وأكدت الأممالمتحدة أنها لن تسمح بتكرار الإبادة التي شهدتها رواندا، في جنوب السودان وحذرت قادة البلاد من أنهم سيعتبرون مسؤولين عن حصول مجاعة في البلاد. وأكد المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة الأربعاء في جوبا أن الأممالمتحدة لن تسمح بتكرار الإبادة التي شهدتها رواندا في 1994 في جنوب السودان. وقال اداما دينغ أمام صحافيين في جوبا "للناجين من المجزرة نتعهد باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية السكان من تكرار ما حصل في رواندا، ولا شيء يبرر عدم التحرك". وأضاف دينغ الذي كان من أعضاء محكمة الجزاء الدولية الخاصة برواندا "من الواضح أن النزاع يتخذ منحى خطيرا والمدنيون يستهدفون بشكل متعمد على أساس انتمائهم القبلي والانتماء السياسي". وقال اداما دينغ في ختام زيارة لجنوب السودان أن "التحريض على الكراهية" وارتكاب مجازر "على أساس اثني" في جنوب السودان تثير المخاوف من أن "يتجه هذا النزاع إلى مواجهات عنيفة خطيرة يصعب السيطرة عليها". وأضاف أن "الأمين العام بان كي مون يشعر بقلق شديد وسيتحرك لتفادي تكرار ما حدث في رواندا في أي مكان آخر في هذه القارة". وقد حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس جنوب السودان سلفا كير الثلاثاء على الدعوة علانية إلى إنهاء "الحملة السلبية" على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومقاضاة المسؤولين عن الهجمات هناك على المدنيين والأممالمتحدة. وقال بيان صدر عن المكتب الصحفي لبان إن الأمين العام دعا في محادثة هاتفية مع كير إلى "وقف فوري للمعارك الشنيعة والقتل المروع للمدنيين في جنوب السودان."