اعتبر محمد الدوري مدير الشؤون القانونية باتحاد الإمارات لكرة القدم، أن بعض الأندية تقوم بخداع اللاعبين، ولا تتعامل معهم بشفافية، مشدداً على ضرورة استعانة اللاعب بمستشار قانوني أو محامٍ قبل التوقيع على العقد. جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها في الجلسة الأولى لملتقى اللاعبين المحترفين بدبي، الذي عقد صباح أمس بفندق ماريوت الجداف، ونظمه مجلس دبي الرياضي، بالتعاون مع لجنة دوري المحترفين بالإمارات، ورابطة أندية الدوري الإسباني، بحضور د. أحمد الشريف أمين عام مجلس دبي الرياضي، ومحمد بن هزام الظاهري أمين عام اتحاد كرة القدم الإماراتي بالإنابة. خطة استراتيجية وناقش الملتقى، الذي يأتي ضمن الخطة الاستراتيجية لتطوير قدرات منتسبي الأندية الرياضية، عدة قضايا تهم عقود اللاعبين وعلاقتهم بوسائل الإعلام. وافتتح علي عمر مدير إدارة التطوير الرياضي بمجلس دبي الرياضي، فعاليات الملتقى، بكلمة رحب فيها بالحضور، وعبر عن سعادته بالإقبال الكبير من قبل اللاعبين والمدربين والإداريين من المؤسسات الرياضية في دبي، واهتمامهم بمتابعة هذا الملتقى الذي يعتبر امتداداً لجهود مجلس دبي الرياضي في رفع قدرات المنتسبين للأندية وشركات كرة القدم، مؤكداً أن الملتقى يهدف إلى نشر ثقافة الاحتراف، ليس فقط لدى لاعبي الفريق الأول، بل أيضاً لدى لاعبي المراحل السنية، وخصوصاً فرق تحت 17 عاماً و19 عاماً. انتقالات دولية وتحدث في الجلسة الأولى باتريك ولسن المتخصص في انتقالات وأوضاع اللاعبين بالاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، ومحمد الدوري مدير الشؤون القانونية باتحاد الإمارات لكرة القدم، وترأسها المحامي صالح العبيدلي. بينما تطرقت المحاضرة الثانية إلى حقوق الصورة للاعب المحترف، وتركزت المحاضرة حول تسويق صور اللاعبين، وتحدث فيها توفيق الزهروني اختصاصي شؤون الاحتراف بمجلس دبي الرياضي، والإسباني فرناندو سانز نجم ريال مدريد السابق، ونجم منتخب مالي وإشبيلية سابقاً عمر كانوتيه، ونورة عادل مدير العمليات الإعلامية بلجنة دوري المحترفين، ولطفي الزعبي الإعلامي في قناة العربية. تطور كرة القدم وأوضح الدوري أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة للتسلية، بل أصبحت لها أبعاد سياسية وتجارية، تحكمها نظم ولوائح قانونية، وقال: نتعامل في كرة القدم بمفهوم البيع والشراء، خصوصاً بعد تطبيق نظام الاحتراف، وأصبح اللاعب المحترف يمتهن هذه اللعبة ويتلقى مقابل التزامه وجهوده راتباً يعيش منه. ودعا الدوري الأندية إلى تطوير كوادرها القانونية لتجاوز هذه المشكلات، التي يمكن أن تواجهها، وقال: كلما استشعرنا مشكلة قبل حدوثها، تقل النتائج السلبية. وأكد الدوري أن العقد يجب يكون مكتوباً وموقعاً في 3 نسخ، واحدة للاعب وأخرى للنادي وثالثة يتم تسليمها للاتحاد، مشيراً إلى أن بعض الأندية تخدع لاعبيها، ولا تسلمهم نسخة من العقد، وتتعامل معهم بدون شفافية، حتى إنه أحياناً يوقع اللاعب بدون أن يعرف مضمون العقد. التزامات وحقوق وأشار مدير الشؤون القانونية باتحاد الكرة، إلى أن العقد يجب أن يتضمن التزامات وحقوقاً، وعلى اللاعب عدم التوقيع بدون معرفة بنود العقد، والاستعانة بمستشار قانوني أو محامٍ لتجنب الوقوع في الأخطاء، موضحاً أن مثل هذه التعاملات، التي تقوم بها الأندية بدأت تختفي عن الدوري الإماراتي بفضل تطور ثقافة اللاعب. وبخصوص فسخ التعاقد، أكد الدوري أن إنهاء علاقة التعاقد يمكن أن تكون بفسخ العقد من طرف واحد، أو بالاتفاق، وتحدث عن المشاكل التي يمكن أن تحدث في الحالتين، وقال إن النادي يطلب أحياناً من اللاعب أن يوقع على تسلم جميع مستحقاته حتى يتم فسخ العقد، والحال أنه لم يحصل على أي شيء، وأكد أن هذا الأمر يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.. مشيراً إلى أن اللاعب يمتنع عن التوقيع ويلجأ إلى الاتحاد لرفع قضية ضد ناديه، وقال: إذا كانت هناك شفافية يمكن تجنب هذه المشاكل وعدم الوقوع في الأخطاء، على الجميع أن ينتبهوا لهذه الظاهرة. الطبيعة القانونية كما ناقش الدوري الطبيعة القانونية لعقد الاحتراف، وقال في هذا السياق: يعتقد البعض أن عقد الاحتراف قائم بذاته، لكنه عقد عمل بين صاحب العمل والعامل، يتضمن الحقوق والواجبات، مثل الراتب والمدة، وهو يختلف حسب نوعية العمل. وأشار الدوري إلى أن عقد عمل اللاعب لا يشمل فقط المرتب، بل يتضمن جميع الحقوق، مثل التأمين وتعويض السفر، عديد الامتيازات التي هي غير موجودة في عقد العامل البسيط، موضحاً أن عقود العمل عبارة عن العمود الفقري لكل الدولة. وقال: جميع الحقوق محفوظة بفضل عقد العمل، وأصبحت كرة القدم في دول عديدة عبارة عن صناعة أوتجارة، وبالتالي، أصبح العقد ضرورياً لتنظيم العلاقة بين النادي واللاعب، ونظراً لعدم صدور قانون احترافي رياضي، فقد حل اتحاد الكرة القدم محل الدولة مؤقتاً، وأصدر لوائح (أوضاع وانتقالات اللاعبين)، تستند إلى قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، ونقوم سنوياً بتغييرها لمواجهة المتغيرات الجديدة في عالم كرة القدم. شروط اللوائح قال محمد الدوري مدير الشؤون القانونية باتحاد الإمارات لكرة القدم، إن اللوائح المحلية أو الدولية لا تسمح بإلغاء العقد خلال الموسم (قبل انتهاء الموسم)، حتى لا يبقى اللاعب بدون عمل، لكن للأسف أن هذه الظاهرة موجودة، مشيراً إلى أنه في حال حصولها، يقوم النادي بتعويض اللاعب، وفي الوقت نفسه، أكد الدوري أن العقد ليس مقدساً، وأنه بإمكان النادي فسخه في حال لا يريد استمرار اللاعب معه.. ولكن عليه دفع التعويضات الكافية، ويجب أن يتحمل النتائج (النادي يعوض، وكذلك النادي يستحق التعويض إذا اللاعب فسخ العقد من جانب واحد)، مشيراً إلى وجود عقوبات رياضية، حيث قد يحرم النادي من تسجيل أي لاعب، أو اللاعب قد يحرم من اللعب لمدة أربعة أشهر. وختم الدوري قائلاً: يوجد نقطة خلافية أخرى، هل يعتمد العقد من قبل الاتحاد، أم لا؟ الاتحاد لا علاقة له بالأمر، لأنه ليس طرفاً في العقد، ولكن دوره التأكد من سلامة العقد، ولا يقوم بتسجيله إذا كان مخالفاً. ويلسون: فشل اللاعب ليس مبرراً لفسخ العقد تطرق باتريك ويلسون عضو قسم أوضاع وانتقالات اللاعبين في الاتحاد الدولي إلى مسألة إنهاء تعاقدات اللاعبين، وشدد على ضرورة احترام مدة العقد بين اللاعب وناديه. قضية طريفة وتحدث ويلسون عن قضية طريفة نظرت فيها لجنة فض المنازعات بالاتحاد الدولي حول انتقال لاعب فريق مازيمبي الكونغولي إلى أحد الأندية القطرية بدون ترخيص من ناديه، الذي لم ينجح في إثبات حقه، لأنه لم يقم بتوقيع عقد معه. وأشار ويلسون إلى أن هناك شروطاً يجب توفرها لضمان صلاحية عقد العمل (بين اللاعب والنادي)، حيث يجب أن يتضمن العقد أسماء المتعاقدين ومدة التعاقد، توقيع الطرفين، وقيمة العقد، وفي حال عدم توفر أحد هذه الشروط، يعتبر العقد لاغياً. وصرح ولسن أن عدم تسجيل العقد من طرف النادي لا يحرم اللاعب من الحصول على كامل حقوقه، وحتى إذا قام النادي بإلغاء عقد اللاعب، بإمكان الأخير الحصول على كامل حقوقه حسب لوائح الفيفا. الأهلية الصحية وأكد ولسن أن الفيفا لا يربط صلاحية عقد اللاعب المحترف بمدى أهليته الصحية، مشيراً إلى أن النادي مطالب بضمان تجاوز اللاعب الفحوصات الطبية قبل توقيع العقد، وعلى النادي أن يتأكد من قانونية عمل اللاعب داخل الدولة، وهو من يتكفل برخصة العمل. وأوضح عضو لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين في الفيفا، أن فشل اللاعب أو إصابته لا يكون سبباً لإلغاء التعاقد من طرف النادي، ويجب اعتماد القنوات الرسمية، وقال إن الاتحاد الدولي يعتبر أن الإصابة مسألة بسيطة في كرة القدم، لكن في حال تعرض اللاعب لإصابة تبعده عن الملاعب لمدة 3 أشهر، بإمكان النادي إلغاء عقد اللاعب عن طريق غرفة فض المنازعات، مؤكداً أن غياب اللاعب عن تدريبات ومباريات الفريق بدون مبرر يؤدي إلى إلغاء العقد. احترام التعاقد وشدد ويلسون على ضرورة احترام اللاعب لمدة تعاقده مع ناديه، وعدم التوقيع لنادٍ آخر عندما يكون مرتبطاً بعقد لا يزال ساري المفعول، وتحدث في هذا السياق عن حالة المهاجم الغيني إسماعيل بانغورا، الذي انتقل من النصر الإماراتي إلى نانت الفرنسي بدون أن يفسخ تعاقده مع ناديه الأول، ما عرّضه وعرض الفريق الفرنسي إلى عقوبات مالية، وتجميد نشاط وعدم السماح لنانت بالتعاقد لمدة موسم. كما أشار صالح العبيدلي إلى واقعة اللاعب السابق للنصر الأسترالي مارك بريشيانو، الذي انتقل إلى الغرافة القطري بدون دفع الشرط الجزائي للنصر، ما نتج عنه تجميد نشاطه لمدة 4 أشهر، وعدم السماح للفريق القطري بالتعاقد لمدة موسم، بالإضافة إلى العقوبات المالية. الزهروني: استخدام مقنن لصور اللاعبين أكد توفيق الزهروني اختصاصي شؤون الاحتراف بمجلس دبي الرياضي وعضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لقانون الرياضة، الذي تحدث حول حقوق صورة اللاعب المحترف دولياً ومحلياً، أن استخدام صور اللاعبين مقنّن، ويخضع لشروط، وصرح أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يولي أهمية لاستثمار اللاعب لصورته، على أن يتم تضمين ذلك ضمن عقده، والاتفاق مع النادي أو المنتخب على ما له من حقوق وما عليه من واجبات في هذا الجانب. كانوتيه: ضعف التكوين سبب التصدّع بين الإعلام واللاعب رأى لاعب إشبيلية السابق، المالي عمر كانوتيه، أن التطرق لموضوع تعامل اللاعب مع وسائل الإعلام حساس، وأن أغلب المشكلات تحصل بسبب عدم التكوين الجيد للاعبين في مجال الاتصال والحوار مع وسائل الإعلام، ما يؤدي أحياناً إلى تصدع بين الطرفين، وقال: عشت تجربة احترافية لمدة 20 عاماً، لدي العديد من الأصدقاء والزملاء، بعضهم لديهم تجارب غير ناجحة مع وسائل الإعلام، لكن على اللاعب مراجعة نفسه والاعتذار للأطفال ولجميع المشاهدين، في حال أخطأ، لأن لدينا مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع بشكل عام. وأضاف: يوجد صحافيون على مستوى عال، لكن البعض يبحث عن الإثارة المبالغ فيها، وبغض النظر عن ذلك، يجب تكوين اللاعبين وتثقيفهم . وقال كانوتيه إنه بعد اعتزاله منذ أشهر قليلة، قام بتأسيس شركة مختصة في تكوين اللاعبين على مستوى التعامل مع محيطهم، مشيراً إلى أنه عندما كان لاعباً شاباً، لم يتدرب حول ما يجب أن يفعله خارج الملعب نورة عادل تستعرض الآليات الإعلامية ل «المحترفين» استعرضت نورة عادل مدير العمليات الإعلامية بلجنة دوري المحترفين، آليات التعامل مع وسائل الإعلام، وضوابط لجنة دوري المحترفين، التي تنظم إجراء المقابلات والمؤتمرات الصحافية قبل المباريات وبعدها، واللوائح التي تحكم العلاقة بين جميع الأطراف. من جهته، قدم لطفي الزعبي الإعلامي في قناة العربية، نماذج لمقابلات اللاعبين مع مختلف وسائل الإعلام، والأخطاء التي يتم الوقوع فيها وكيفية معالجتها، كما قدم نماذج لبعض الإجابات التي تحمل السمة السلبية أو الإيجابية من اللاعبين للأسئلة، التي يتم طرحها بعد المباريات، وأكد أنه يجب إعداد اللاعبين للتعامل مع وسائل الإعلام، وتعريفهم بكيفية التصرف السليم في حال وجود كاميرات وللإجابة عن الأسئلة. البيان الاماراتية
