أوضحت شرطة الشارقة في بيان صحافي ملابسات وفاة ثلاثة اشخاص داخل محل لتلميع السيارات، في منطقة أبوشغارة في الشارقة وهم مصري واثنان من الجنسية البنغالية، وقالت في بيان لها، إن الوفاة نتجت عن اختناقهم بغاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عادم السيارة، إذ تم العثور عليهم، أول من أمس، متوفين من قبل أحد زملائهم الذي أبلغ عن وفاتهم. وقال بيان الشرطة الشارقة، إن المعاينة الأولية لمسرح الحادث أظهرت أن المكان عبارة عن محل صغير لتلميع السيارات لا يتسع لأكثر من سيارتين، ويوجد في داخله جزء علوي يتصل بدرج للصعود خصص كغرفة لسكن العمال، حيث كانت سيارتان متوقفتين داخل المحل، وعثر على الشاب العربي، وهو في العقد الثالث من عمره، ممدداً على الأرض داخل المحل، وعثر على الثاني داخل حمام بالمحل، فيما الثالث عثر عليه ممدداً بالملحق العلوي من المحل. حملة توعية قال مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة، العقيد سلطان عبدالله الخيال، إن شرطة الشارقة ستطلق حملة واسعة للتوعية بمخاطر الانبعاث الضارة أو استخدام المواد التي تشكل خطراً على صحة وحياة الإنسان في كل المنشآت والمرافق السكنية، خصوصاً وحدات السكن العمالية والأماكن المكتظة، والحد من السلوكيات التي تعرض حياتهم للخطر كالنوم داخل المركبة وهي في حالة تشغيل، وإشعال الفحم والأخشاب داخل المنازل المغلقة، وتجديد الهواء بشكل مستمر حتى لا تتكرر المآسي من جراء استنشاق الغازات السامة بأنواعها. وطالب أصحاب المنشآت الصناعية والحرفية باليقظة والانتباه، والحرص على توفير بيئة آمنة للعمال وإبعادهم عن التعرض لمثل هذه الملوثات والمخاطر، والمحافظة على حياتهم وسلامتهم، مشيراً إلى التحذيرات التي سبق أن أطلقتها شرطة الشارقة في هذا الصدد، التي طالبت من خلالها بضرورة التقيد بتعليمات الأمن والسلامة العامة الصادرة من الجهات المختصة. ووفقاً للبيان فإنه لم يتبين وجود أي آثار للعنف أو علامات تدل على وجود فعل جنائي خلف الحادث، كما تبين أن اثنتين من الجثث كانتا بحالة تصلّب، ما رجح تعرّض المتوفين لعارض بيئي قاتل نتج عن وجود تلوث ما داخل المحل، إذ تابع خبراء الأدلة الجنائية فحص الموقع وجمع العينات بهدف إجراء فحوص مخبرية لمحتوياته. وأشار البيان إلى أنه بمتابعة جمع المعلومات تبين أن العمال الثلاثة المتوفين كانوا يعملون بالمحل ويقيمون بالغرفة العلوية، إضافة إلى شخص رابع من الجنسية المصرية يعمل مندوب مبيعات، وهو من أبلغ عن الحادث، وبسؤاله عن الواقعة، أفاد بأنه استيقظ في وقت مبكر من صباح أول من أمس، وغادر الغرفة بينما كان زملاؤه نائمين، وعند عودته في التاسعة صباحاً حاول إيقاظهم دون جدوى، فاتصل بشقيق أحد المتوفين وتأكد لهما وفاتهم، فاتصلا بالشرطة للإبلاغ عن الحادث. وقالت الشرطة إنه بفحص السيارتين اللتين كانتا داخل المحل تبين أن إحداهما كانت في حال تشغيل منذ بعض الوقت وأن محركها لايزال ساخناً، وبسؤال المبلغ عن الحادث أفاد بأنه هو من شغل السيارة والجلوس بداخلها لفترة طويلة خلال الليلة الماضية، ما رجح أن تكون وفيات العمال ناتجة عن الاختناق بتسرب غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عادم السيارة. وتبين من خلال التقرير الذي أعده المختبر أن الوفاة تعود إلى الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون الذي وجد بنسبة تركيز عالية راوحت بين 70 و75% في العينات المرفوعة من المتوفين. وقال مدير المختبر الجنائي بشرطة الشارقة، العقيد الدكتور عبدالقادر العامري، إن كل المؤشرات والأدلة الأولية تشير إلى حدوث الوفاة بالتسمم بغاز أول أكسيد الكربون المتسرب من عادم السيارة في المحل المشار إليه، الذي لا تتوافر فيه اشتراطات الأمن والسلامة. وأضاف أن خطورة غاز أول أكسيد الكربون تكمن في أنه بلا رائحة ولا لون ولا طعم تنبه الضحايا لدى استنشاقه، وسمّي مجازاً بالقاتل الصامت، وتراكيزه المنخفضة تؤدي الى الوهن والنعاس، ما يؤدي لاستنشاق كميات أكبر منه، مشيراً إلى ان غاز أول أكسيد الكربون له قدرة عالية على الاقتران بالهيموغلوبين في الدم تفوق بمقدار 250 300 مرة الأوكسجين، مكوناً مركب الكاربوكسي هيموغلوبين، ما يؤدي الى نقص الاوكسجين المنتقل للاعضاء الحيوية للضحايا، مثل الجهاز التنفسي والقلب والجهاز العصبي المركزي. ونوه العامري إلى أن الابحاث العلمية المعتمدة عالمياً والفحوص المعملية والخاصة بعينات دم الضحايا تدل على أن تراكيز الكاربوكسي هيموغلوبين التي تراوح بين 40 و70% تؤدي إلى صداع شديد والإرهاق والدوار وتشوش الرؤية وصعوبة التنفس، وعمل القلب بصورة غير منتظمة، والتشنجات والاغماء، فيما تؤدي التراكيز المتراوحة بين 70 و80%، بصورة حتمية، إلى الوفاة. الامارات اليوم