مواضيع ذات صلة سالم الخريف دُفنت الإثنين 17 ديسمبر الجاري الممرضة Jacintha Saldanha جاسينثا سالدانها (46 عاماً) في مسقط رأسها الهند، التي يبدو أنها انتحرت بعد تعرّضها لخدعة إعلامية، فهل وصل الانحطاط الإعلامي لهذه الدرجة من الاستهانة بكرامات الناس وأرواحهم؟! ففي أثناء برنامج إذاعي على الهواء مباشرة، انتحلت المذيعة الأسترالية ميل جريج Mel Greig صفة الملكة إليزابيث، وكذا فعل زميلها مايكل كريستين Michael Christian الذي انتحل بدوره صفة الأمير تشارلز، واتصلا هاتفيا بالممرضة جاسينثا، وهي الممرضة الخاصة بدوقة كامبريدج، كاثرين مايكل ميدلتون، زوجة الأمير ويليام دوق كامبريدج، نجل ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز، وسألاها عن الحالة الصحية للدوقة، حيث كانت تعالَج بمستشفى الملك إدوارد السابع من غثيان صباحي شديد بسبب حملها. لقد صدقت هذه الممرضة المسكينة هذا الاتصال، وسعت إلى الاستجابة - بكل عفوية - وأجابت عن أسئلة المذيعَين، ولم يدر في خلدها أنها مجردة خدعة إعلامية. وبعد أيام قليلة، عُثر على جثة سالدانها في مسكن للممرضات ملحق بالمستشفى. كانت الحادثة فظيعة بكل المقاييس، وقد تركت آثارها في المجتمع الإعلامي، وحاول البعض إجراء مقابلة صحفية مع المذيعَين لمعرفة رد الفعل عليهما، فما كان منهما إلا أن قالا نصا: «It was meant to be a silly little prank». أي: لقد قصد أن تكون مجرد مزحة صغيرة وبسيطة.. فهل التلاعب بمشاعر الناس، وخداعهم بطريقة تمسّ حياتهم الشخصية أو المهنية أمام ملايين الناس يعتبران مزحة بسيطة؟! كثير من الناس بسبب طبيعتهم الصافية والشفافة، لا يدور في خلدهم أن أحدا ممكن أن يخدعه، أو أن يرتكب خطيئة بحقه فهو مسالم، لم يمس أحدا، ولم يعتدِ على أحد. بل إنه يؤدي عمله بكل تفانٍ وإخلاص، ولا يتوقع أي أحد أن يضره، فضلا عن القريبين منه، فإذا وقع هذا الخداع، فإن الأثر النفسي يكون بالغا، وخطيراً!